بدء التصويت بإعادة رئاسيات أفغانستان وانفجارات بكابل

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في أفغانستان، وبدأ التصويت في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، فيما سمع دوي انفجار وسط العاصمة كابل أعقبه انطلاق صفارات الإنذار في الحي الدبلوماسي الذي يضم عدة سفارات ومقر قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأعلنت حركة طالبان أنها استهدفت مقر سفارة الولايات المتحدة الأميركية في كابل بقذيفتين موجهتين، بينما قللت الشرطة الأفغانية من حجم التفجير. وكانت حركة طالبان هددت باستهداف مراكز الاقتراع وطلبت من المواطنين الامتناع عن المشاركة في العملية الانتخابية.

وحثت الحركة -في بيان صدر الأربعاء الماضي- مقاتليها على توجيه ضرباتهم دون هوادة طوال يوم الانتخابات بهدف القضاء على ما سماه البيان "العدو" وإلغاء هذه الانتخابات. وحذرت الناخبين من أنهم يعرضون أنفسهم للمخاطر والأهوال إذا توجهوا إلى الاقتراع.

وقد حصلت الجزيرة على صور خاصة لمجموعة من مقاتلي حركة طالبان أثناء تجمعهم في ولاية وردك إلى الجنوب من العاصمة الأفغانية كابل استعدادا لإفشال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم السبت.
 
ويتنافس في هذه الجولة كل من عبد الله عبد الله الذي يعد الأوفر حظا للفوز، وأشرف غني رجل الاقتصاد ووزير المالية الأسبق على منصب الرئاسة خلفا للرئيس الحالي حامد كرزاي في دورة ثانية من الاقتراع.
 
عبد الله عبد الله (يمين) وأشرف غني يتنافسان على خلافة كرزاي (الفرنسية-أرشيف)
عبد الله عبد الله (يمين) وأشرف غني يتنافسان على خلافة كرزاي (الفرنسية-أرشيف)

تصويت وشفافية
وخلال فترة الصمت الدعائي حث المبعوث الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان جان كوبش الشعب الأفغاني على التوجه بكثافة للانتخابات، والتصرف كمواطنين مسؤولين حتى يعتلي سدة الحكم الشخص الذي يرغب فيه معظم الشعب.

من جهته، قال رئيس مهمة المراقبة التابعة للأمم المتحدة ثيس برمان إنه من الضروري أن تتسم الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الأفغانية بشفافية تامة "لتجنب أي غموض" والتوصل إلى نتيجة تكون مقبولة من الجميع.

وتعد هذه الانتخابات أول انتقال للسلطة بين رئيسين أفغانيين منتخبين، كما تعد اختبارا لهذا البلد الفقير الذي تسيطر على جزء منه حركة طالبان، وتعتزم قوات الناتو بقيادة الولايات المتحدة الانسحاب منه قبل نهاية العام الجاري.

وستشكل الانتخابات نهاية لعصر كرزاي الذي تولى السلطة في أفغانستان عقب غزو عسكري قادته الولايات المتحدة وأطاح بحكم طالبان عام 2001 إثر هجمات 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة.

وتواجه أفغانستان عدة صعوبات، فإلى جانب تهديد طالبان يستشري الفساد وزراعة المخدرات في البلاد، وهي صعوبات لم يتمكن وجود عسكري أميركي وغربي كبير لمدة 12 عاما من القضاء عليها.

حالة تأهب
وقد شددت السلطات الأفغانية من إجراءاتها الأمنية بعد تهديدات طالبان، وفتشت الشرطة والجيش في أفغانستان جميع السيارات تقريبا في كابل وفي المدن الأخرى الجمعة، لإحباط أي محاولة اعتداء قد تشنها حركة طالبان.

الجيش والشرطة وضعا في حالة تأهب عشية جولة الإعادة (أسوشيتد برس)
الجيش والشرطة وضعا في حالة تأهب عشية جولة الإعادة (أسوشيتد برس)

وأعرب رئيس عمليات الجيش الأفغاني الجنرال أفضل أمان عن تخوفه من أن تسعى طالبان للحيلولة دون مشاركة كبيرة في الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة.

وأشار أمان إلى أن القوات الأمنية شنت عمليات في كل أنحاء البلاد في الشهرين الماضيين لطرد "المتمردين" وتأمين المناطق المختلفة لإجراء الانتخابات.

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال محمد ظاهر عظيمي إن حوالي أربعمائة ألف جندي وشرطي وعنصر في أجهزة الاستخبارات يشاركون في التدابير الأمنية لحماية الانتخابات.

يشار إلى أن عبد الله حل في المرتبة الأولى بالجولة الأولى من الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان الماضي بنسبة 44.9% من الأصوات مقابل 31.6% لمنافسه غني.

المصدر : الجزيرة + وكالات