خطة لحماية بغداد والسيستاني يدعو لقتال المسلحين

أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن وضعها خطة أمنية جديدة لحماية بغداد من أي هجوم محتمل، يأتي ذلك بعد توسيع المسلحين سيطرتهم شمال العاصمة العراقية وتهديدهم بمهاجمتها. وفي تطور متصل دعا ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني العراقيين إلى الدفاع عن وطنهم والمقدسات والتصدي لما وصفها بالجماعات الإرهابية.

وأكد المتحدث باسم الداخلية العراقية العميد سعد معن أن ما سماه "العدو" قد يهاجم العاصمة بغداد,
قائلاً إنه يجب الاستعداد "لأن الوضع استثنائي وأي تراخٍ قد يسمح للعدو بمحاولة مهاجمة بغداد", مشيرا إلى أن الخطة تشمل انتشارا كبيرا لقوى الأمن.

ويخوض الجيش العراقي منذ صباح اليوم الجمعة اشتباكات مع مسلحين يحاولون التقدم نحو قضاء المقدادية في طريقهم إلى مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى الواقعة شمال شرق بغداد، في حين فتحت الحكومة مراكز للتطوع للمشاركة في حماية باقي مناطق العراق.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ضابط برتبة عقيد في الشرطة العراقية وضابط برتبة مقدم في الجيش قولهما إن الجيش يحاول منذ ساعات الصباح الأولى لليوم منع المسلحين من دخول القضاء الواقع على بعد ثلاثين كلم من بعقوبة (65 كلم شمال شرق بغداد).

من جهته، قال أبو عمر الجبوري -أحد وجهاء المنطقة وأحد مشايخ عشائر الجبور، في اتصال هاتفي مع الجزيرة من المقدادية شمال ديالى- إن "ثوار العشائر سيطروا على مناطق مهمة من قضاء المقدادية" وأوضح أن هذه "الثورة لم تأت عبثا بل جاءت كرد فعل على ما يقوم به الجيش العراقي من تضييق أمني واستخفاف بالمشاعر منذ فترة ليست بقصيرة".

وبيّن أن من يقاتل الجيش العراقي هم ائتلاف لفصائل مسلحة -منها ثوار العشائر- بالإضافة إلى مقاتلين تابعين لتنظيم القاعدة، وأوضح أن جنود الجيش العراقي لم يبدوا مقاومة حيث يغادرون دون إطلاق رصاصة واحدة وتركوا أماكنهم مع العتاد والدبابات، بعد تغيير ملابسهم العسكرية إلى أخرى مدنية.

المسلحون سيطروا على بلدة العظيم بمحافظة ديالى(الجزيرة)
المسلحون سيطروا على بلدة العظيم بمحافظة ديالى(الجزيرة)

قصف وتوعد
من جهتها، ذكرت مصادر أمنية وعسكرية أن قوات الجيش تقوم في الوقت ذاته بقصف مواقع للمسلحين في ناحيتي جلولاء والسعدية المتنازع عليهما بين بغداد وإقليم كردستان على بعد نحو خمسين كلم من المقدادية، بعدما دخلهما هؤلاء المسلحون ليلة أمس الخميس.

وكان شهود عيان قد قالوا أمس إن مسلحين سيطروا على شمالي شرقي مدينة بعقوبة بمحافظة ديالى، وسط توعد قادتهم بتوسيع عملياتهم وصولا إلى العاصمة بغداد.

وأضافت المصادر ذاتها أن بلدتي السعدية وجلولاء شمالي شرقي ديالى سقطتا بأيدي المسلحين بعد فرار أفراد الجيش والشرطة العراقية منهما.

وأوضح ضابط برتبة عقيد في الشرطة وضابط برتبة مقدم في الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية أن المسلحين دخلوا الناحيتين المتنازع عليهما بين العرب والأكراد، وبسطوا سيطرتهم عليهما بعدما غادرتهما قوات الجيش والشرطة.

وفي محافظة صلاح الدين شمال بغداد، قالت مصادر إن المسلحين يحاولون اقتحام مدينة سامراء. في حين سيطرت قوات البشمركة الكردية على مقار وثكنات عسكرية انسحب الجيش العراقي منها في مدينة كركوك، بينما يسيطر المسلحون على بعض المناطق في أطرافها.

من جهة أخرى، أفاد شهود عيان من منطقة القائم على الحدود العراقية السورية في محافظة الأنبار أن أعدادا كبيرة من عناصر حرس الحدود العراقي انسحبوا من مخافر حدودية بين البلدين، بينما يواصل حرس الحدود السيطرة على المعبر الرئيسي في القائم.

علي السيستاني يشكل المرجعية العليا للشيعة في العراق (الأوروبية-أرشيف)
علي السيستاني يشكل المرجعية العليا للشيعة في العراق (الأوروبية-أرشيف)

دعوة السيستاني
وبالتزامن مع ذلك دعا عبد المهدي الكربلائي -وهو أحد وكلاء السيستاني- في خطبة الجمعة بكربلاء، العراقيين إلى حمل السلاح والتطوع والثبات لمواجهة "الإرهابيين".

وأكد الكربلائي أن المرجعية الشيعية العليا تدعم جهود القوات المسلحة العراقية "في التصدي للجمعات الإرهابية وتحثها على التحلي بالشجاعة والصبر والبسالة لأن الدفاع عن العراق واجب وطني وعلى الجميع الخروج من أجل الدفاع عن العراق ".

وجاءت دعوة السيستاني فيما قال شهود عيان في عدد من المحافظات العراقية الجنوبية إن الحكومة فتحت مراكز للتطوع في كل تلك المحافظات للمشاركة في حماية باقي مناطق العراق من الهجمات التي يشنها مسلحون.

ونظم مسلحون من فصائل مختلفة في مدينة الموصل بمحافظة نينوى استعراضا عسكريا في شوارع المدينة.  

وأظهرت صور تم التقاطها بكاميرا هواة استخدام المسلحين آليات عسكرية تابعة للجيش والشرطة تحمل أسلحة وذخائر. وتوعد قادة المسلحين بتوسيع عملياتهم نحو المدن والمحافظات الأخرى وصولا إلى العاصمة بغداد.

وقد بدأت تتكشف ملامح الانهيار الأمني للقوات العراقية في محافظة نينوى شمالي العراق. وقد شـَكل ذلك صدمة للحكومة التي أعلن رئيسها نوري المالكي أعلى درجات الاستنفار الأمني لمواجهة خطر المسلحين ولا سيما بعد أن هددوا بنقل المعارك إلى بغداد، عقب سيطرتهم على عدة محافظات ومدن أبرزها الموصل وتكريت.

على صعيد مواز اعترف عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي قاسم الأعرجي -في مقابلة مع الجزيرة- بانهيار الجيش العراقي في بعض المحافظات الشمالية, لكنه قال إنه بدأ في تجميع صفوفه لاستعادة السيطرة على الموصل وإعادة الحياة فيها إلى طبيعتها.

المصدر : الجزيرة + وكالات