بعثات غربية تشدد أمنها بصنعاء خشية هجمات القاعدة

شددت البعثات الدبلوماسية الغربية في اليمن إجراءاتها الأمنية بعد هجمات شنها تنظيم القاعدة على الأجانب، في حين أعلن الجيش اليمني أنه استعاد مدينة عزان (جنوب) من أيدي مقاتلي التنظيم.

فبعدما أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء تعليق العمل في سفارتها، قيدت فرنسا الخميس حركة دبلوماسييها، وقال الاتحاد الأوروبي إنه قلص وجوده في اليمن ليقتصر على الموظفين الأساسيين.

وقال مايكل مان المتحدث باسم منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون "مثل الجهات الدبلوماسية والدولية في صنعاء، نقلص التواجد ليقتصر على العاملين الأساسيين، ونراجع إجراءاتنا الأمنية".

حد أقصى
وبدورها قالت متحدثة باسم الخارجية الفرنسية إن المستوى الأمني في اليمن عند حده الأقصى، وإن "هناك يقظة شديدة عقب الأحداث الأخيرة". وأضافت أن بلادها أصدرت تقييدا لحركة الدبلوماسيين، وتقيم الوضع، لكنها لم تتخذ قرارا بإغلاق السفارة.

أما الخارجية البريطانية فقد أصدرت الخميس تحذيرا جديدا ونصحت بعدم السفر إلى اليمن، ودعت مواطنيها إلى مغادرة البلاد.

وتأتي هذه الإجراءات الأمنية الغربية بعد هجمات متزايدة على أهداف للحكومة اليمنية وأهداف غربية في مدن كبرى، حتى بعد الحملة التي يشنها الجيش على القاعدة في مناطق نائية بجنوب البلاد.

وقال مصدر عسكري لرويترز إن حملة الجيش على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ستستمر رغم دخول الجيش إلى عزان بمحافظة شبوة.

ويقوم الجيش اليمني منذ عشرة أيام بأكبر حملة منسقة على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب منذ حوالي عامين.

أربعة قتلى بصنعاء
وفي وقت سابق أمس قالت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها الإلكتروني إن قوات الأمن قتلت أربعة من أفراد القاعدة في العاصمة صنعاء، وأضافت أنهم بادروا بإطلاق الرصاص بعدما أوقفت الشرطة سيارتهم وحاولت القبض عليهم.

وفي وقت سابق أمس الخميس أفاد مراسل الجزيرة في اليمن بأن قوات الأمن قتلت أربعة مسلحين في محيط القصر الرئاسي بصنعاء. ونقل عن مسؤول أمني قوله إن المسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة، وإنهم قتلوا بعد مطاردتهم والاشتباك معهم في منطقة قريبة من القصر.

في غضون ذلك أعلن الجيش اليمني استعادة السيطرة على مدينة عزان بمحافظة شبوة، أحد أهم معاقل تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. وقال مصدر مسؤول إنه تم "تطهير" المدينة بالكامل من عناصر التنظيم.

وكانت عزان معقل الإمارة الإسلامية الخاصة بالقاعدة في شبوة، وهي منطقة إستراتيجية بالنسبة للتنظيم، وتعتبر تجمعا للمسلحين الذين يفرون من أبين، وتحديدا من منطقة المحفد ومن بعض المناطق الأخرى في مأرب وغيرها من المناطق المحاذية لشبوة.

وقال المراسل إنه منذ سقوط أبين عام 2011 وعزان تشهد سيطرة شبه كاملة لعناصر القاعدة، وصارت منطقة شبه مغلقة، مضيفا أن مسلحي التنظيم باتوا الآن لا يمتلكون أرضا يستقرون فيها بشكل معلن، وهم مشتتون في عدد من المناطق الجبلية.

وفي وقت سابق أطلق تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تهديدات باستهداف شخصيات قيادية ومقار حكومية ردا على العمليات العسكرية الجارية في الجنوب والغارات التي تنفذها طائرات بلا طيار يعتقد أنها أميركية.

المصدر : الجزيرة + وكالات