جنوب السودان في مرمى العقوبات الدولية

سلفاكير ميارديت ( يمين) مع بان كي مون – خلال اجتماعهما بالمكتب الرئاسي – جوبا – جنوب السودان - الثلاثاء 6 مايو / ايار 2014م – تصوير / مثيانق شريلو
سلفاكير ميارديت وبان كي مون خلال اجتماعهما في جوبا (الجزيرة)

مثيانق شريلو-جوبا

فشلت زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى دولة جنوب السودان يوم الثلاثاء الماضي في جمع طرفي الأزمة هناك، كما تجاهلت القضايا الإنسانية المترتبة على اندلاع القتال بينهما، وعوض ذلك بالتحذير من فرض عقوبات دولية إذا استمرت الأزمة.

وقال بان كي مون -الذي زار جوبا للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في جنوب السودان- إنه حث كلاً من الرئيس سلفاكير ميارديت خلال اجتماعه معه، ونائبه السابق رياك مشار الذي تحدث معه هاتفيا، على ضرورة أن يلتقيا معاً لإجراء حوار سلمي يمهد الطريق لإنهاء الحرب، معتبرا أن ذلك يمثل أولوية قصوى لأولوياته.

وهدد الأمين العام للمنظمة الدولية باستصدار عقوبات من  مجلس الأمن على كل الأطراف إذا فشلت في التوصل لاتفاق سلام وحماية للمدنيين.

وإزاء تلك التصريحات، قال وزير خارجية جنوب السودان برنابا مريال بنجامين للجزيرة نت إن حكومته أبلغت بان كي مون جديتها في التوصل للسلام وإنهاء الحرب لبدء العمل من أجل تحقيق المصالحة بين كافة المكونات الشعبية في جنوب السودان، كما طلبت من المنظمة الأممية مساعدتها لمعالجة الأوضاع الإنسانية للمتأثرين، مشيرا إلى أن سلفاكير سيلتقي "زعيم المتمردين رياك مشار من دون أي شروط مسبقة".

وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت أمس فرض عقوبات على كل من الجنرال مريال شونقور قائد الحرس الجمهوري الحكومي المنتمي لقبيلة الدينكا، والجنرال بيتر قديت من قبيلة النوير، وهو من أكبر الضباط الموالين لرياك مشار. وتعد هذه العقوبات هي الأولى التي تفرض على مسؤولين عسكريين في جنوب السودان.

‪بان كي مون خلال زيارته لمخيم للنازحين في مقرِّ البعثة الأممية في جوبا‬  (الجزيرة)
‪بان كي مون خلال زيارته لمخيم للنازحين في مقرِّ البعثة الأممية في جوبا‬  (الجزيرة)

القضايا الخلافية
لكن القيادي في حزب المؤتمر الوطني بجنوب السودان قبريال روريج يرى أن زيارة بان كي مون لم تبحث  القضايا السياسية أو المسائل الخلافية التي ظلت سائدة بين جوبا والمنظمة الدولية منذ اندلاع الأزمة نهاية العام الماضي.

وأوضح للجزيرة نت أن جوبا تتهم المنظمة الدولية بعدم الحياد والعمل لدعم زعيم المتمردين، وأضاف أن "المؤسف أن الزيارة لم تذهب لمسافات بعيدة لبحث المسائل الإنسانية بين الطرفين".

أما الناشطة في جمعيات المجتمع المدني، برونيكا جون، فترى هي الأخرى أن زيارة المسؤول الأممي كانت مخيبة للآمال لأنها لم تتقدم صوب تفقد أحوال النازحين في قواعد الأمم المتحدة في كل من بور وبانتيو. وأشارت جون إلى أن الولايات المتحدة هي التي دفعت لتعجيل زيارة مون لجوبا، من أجل الضغط ودعم المقترح الأميركي الداعي للقاء سلفاكير ورياك مشار.

ومن ثم تقول برونيكا جون إن الزيارة لم تعط الأمل للآلاف من النازحين الفارين بشأن تحسن أوضاعهم.

يذكر أن قواعد بعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان تضم نحو مائة ألف شخص فروا إليها طلبا للحماية والمساعدة، بعد أن تعرض الكثير لعمليات القتل على أساس الانتماء العرقي في كل من جوبا وبور وبانتيو، منذ اندلاع المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية الموالية لسلفاكير من جهة والمناصرة لزعيم المتمردين رياك مشار من جهة أخرى، منتصف شهر ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.

ومنذ اندلاع الأزمة في جنوب السودان أطلقت جوبا حملة شعبية للضغط على البعثة الأممية وطرد ممثلتها هناك هيلدا جونسون بعد اتهامها بالانحياز لزعيم المتمردين. ونددت المنظمة الدولية بهذه الحملة، واعتبرتها "منظمة من أجل عرقلة عمل البعثة". ولكن سرعان ما تراجعت جوبا عن تلك الخطوات، وتوقفت المسيرات السلمية الداعية لطرد رئيسة البعثة .

المصدر : الجزيرة