تجربة مجلس التعاون الخليجي تحت مجهر الخبراء

من الجلسات المغلقة لندوة تقييم مسيرة مجلس التعاون بمسقط
جانب من جلسات الندوة التي نظمت في مسقط لتقييم مسيرة المجلس (الجزيرة)

طارق أشقر-مسقط

أعادت أزمة سحب سفراء البحرين والسعودية والإمارات من قطر، مستقبل مجلس التعاون الخليجي إلى دائرة الضوء، وخصوصا أن ساسة ومثقفين خليجيين أجمعوا على أن المجلس أمامه الكثير لتحقيق تطلعات شعوب دوله، وأن ما تحقق من إنجازات مقدر، ولكنها غير كافية. 

هذه التحديات، دفعت الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لتنظيم ندوة الأسبوع الماضي في مسقط، لتقييم مسيرة المجلس وما تحقق حتى الآن وما تصبو إليه شعوب دول المجلس من أهداف بينتها اتفاقية الإنشاء، والتنسيق والتقويم المطلوبان لمتابعة تنفيذ القرارات التي يتخذها المجلس.

وقد ركزت أوراق العمل -التي تمت مناقشتها في جلسات مغلقة وقدمها خبراء من أعضاء الهيئة- على أربعة محاور: سياسية واقتصادية وأمنية وقانونية، إضافة إلى محور يركز على الإنسان والتنمية بدول المجلس.

السعيد دعا لدور أكبر لمؤسسات المجتمع المدني وأعضاء الهيئة الاستشارية بحل الخلافات الخليجية 
السعيد دعا لدور أكبر لمؤسسات المجتمع المدني وأعضاء الهيئة الاستشارية بحل الخلافات الخليجية 

سحابة صيف
وعلى هامش الجلسات، أوضح عضو الهيئة الاستشارية البحريني كاظم عيسى السعيد أن الظروف الدقيقة التي نشأ فيها المجلس عام 1981 كان لها دور في مستوى إنجاز المجلس لأهدافه، حيث كانت دول المجلس حينها مهددة، في إشارة لحرب الخليج الأولى.

وأكد في حديث للجزيرة نت أنه بمرور الوقت بدأت مسيرة المجلس تمضي في الإطار الصحيح وكسبت ثقة الناس من خلال ما تحقق من إنجازات ملموسة بمختلف المستويات، وأشار إلى ضرورة الإقرار بوجود بعض الإخفاقات، بينها عدم تحقيق مشروع العملة الخليجية، وتأخر تنفيذ توحيد الرسوم الجمركية وغيرها مما تسبب بعدم الرضا.

وفي حديثه عن التحديات التي تواجه المجلس ، وصف السعيد أزمة سحب سفراء البحرين والسعودية والإمارات من قطر بأنه "سحابة صيف" داعياً إلى دور أكبر لمؤسسات المجتمع المدني وأعضاء الهيئة الاستشارية في حل الخلافات الخليجية دون الاعتماد فقط على الأمانة العامة للمجلس لحل الخلافات الداخلية للأسرة الخليجية الواحدة.

وفي السياق نفسه، اعتبر عضو مجلس الشورى القطري وعضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون ناصر راشد سريع الكعبي أزمة سحب السفراء بالطارئة والمحدودة.

‪الجاسم: إنجازات المجلس لا تتعدى نافذة بالمطارات مكتوبا عليها
‪الجاسم: إنجازات المجلس لا تتعدى نافذة بالمطارات مكتوبا عليها "مواطنو دول مجلس التعاون"‬ (الجزيرة)

إنجازات وتحديات
ووصف الكعبي -في حديث للجزيرة نت- ما حققه المجلس من إنجازات منذ إنشائه حتى الآن، بالجيدة، رغم الظروف المحيطة بدول المجلس منذ حرب الخليج الأولى والثانية مروراً بمشكلات اليمن وتداعيات وظروف الربيع العربي، وهي مجتمعة عوامل أثرت على مسيرة المجلس وإنجازاته، وفق الكعبي.

بدوره، يرى نائب الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية بالمجلس أن المسيرة حققت إنجازات كبيرة وواجهت تحديات أكبر، وأضاف العقيد علي المهندي أن المسيرة وصلت لمرحلة فيها الكثير من التعاون والتنسيق والتضحيات والدراسات بكافة المجالات الأمنية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

الإعلامي الكويتي يوسف عبد الحميد الجاسم كان متشائما وأبدى عدم رضائه عن مسيرة المجلس، وتابع أن المجلس لم يحقق آمال الشعوب طوال الأعوام الـ33 الماضية، خصوصا أن شعوب دول المجلس تتطلع لنماذج عملية كالاتحاد الأوروبي والماليزي أو الإماراتي.

واعتبر أن إنجازات المجلس لا تتعدى شباكا في المطارات مكتوبا عليه "مواطنو دول مجلس التعاون". وأضاف أن مواطني دول المجلس لم يشعروا حتى الآن بأنهم في دولة خليجية واحدة إلا عبر التنقل بالبطاقة المدنية، داعيا لتجاوز التحديات بالتوافق والإرادة.

وختم بأن دول المجلس قادرة على تحقيق النموذج الأمثل للعمل الموحد أكثر من دول الاتحاد الأوروبي وغيرها من النماذج الاتحادية الأخرى في العالم، واصفا أزمة سحب السفراء من قطر بأنها إحدى المشاكل الصغيرة التي عادة ما تحصل بالأسرة الواحدة وهي قضية لا ينبغي التوقف عندها طويلاً.

المصدر : الجزيرة