الغرب يهدد بعقوبات جديدة على موسكو

لوحت الدول الغربية بعقوبات اقتصادية إضافية على موسكو، في حين قال الكرملين إن الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية وجها دعوة لإجراء محادثات ثلاثية الأطراف بشأن إمدادات الغاز الروسي لأوروبا. وقالت الرئاسة الأوكرانية إنها بدأت المرحلة الثانية من عملياتها في شرق البلاد اليوم.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما وأربعة من الحلفاء الأوروبيين الرئيسيين اتفقوا على أن روسيا فشلت في تطبيق اتفاق جنيف لإحلال السلام في أوكرانيا، وسينسقون بشأن فرض عقوبات إضافية عليها.

وقال البيت الأبيض في بيان بعد مؤتمر عبر الهاتف بين أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن أوباما أشار إلى أن واشنطن مستعدة لفرض عقوبات موجهة للرد على تحركات روسيا الأخيرة.

أوباما اتفق مع قادة أربع دول أوروبية على تشديد العقوبات ضد موسكو (أسوشيتد برس-أرشيف)
أوباما اتفق مع قادة أربع دول أوروبية على تشديد العقوبات ضد موسكو (أسوشيتد برس-أرشيف)

وأضاف البيان أن القادة الغربيين اتفقوا على العمل معا عن كثب ومن خلال مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي للتنسيق لخطوات إضافية "لتدفع روسيا ثمنا". لكنهم أكدوا أن روسيا ما زالت تستطيع اختيار حل سلمي للأزمة ويشمل ذلك تنفيذ اتفاق جنيف.

وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها أخبرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لم تقم بما يكفي لتطبيق اتفاق جنيف، وإنه في ظل هذا الوضع ينبغي التفكير في فرض عقوبات إضافية على موسكو. وأضافت ميركل أن لدى روسيا الوسائل لإقناع الانفصاليين المؤيدين لها بشرق أوكرانيا باتباع أساليب سلمية.

حصار سلافيانسك
وفي أوكرانيا، قال مسؤول بهيئة الرئاسة الأوكرانية إن قوات خاصة بدأت مرحلة ثانية من عملياتها في شرق البلاد الجمعة وفرضت حصارا كاملا على مدينة سلافيانسك التي يسيطر عليها الانفصاليون.

ونقل متحدث رئاسي عن سيرهي باشينسكي كبير الموظفين لدى القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أوليكسندر تيرتشينوف قوله إن قوات من الوحدات الخاصة قد بدأت المرحلة الثانية من عملياتها بشرق البلاد التي تشمل حصار مدينة سلافيانسك تماما وعدم إعطاء أي فرصة لجلب تعزيزات.

ونقلت وكالة إنترفاكس أوكرانيا عنه قوله إن العملية ستستمر وإن هدفها حصار "الإرهابيين" في سلافيانسك وعدم السماح بوقوع خسائر في صفوف المدنيين.

من جهتهم، أعلن المتمردون الموالون للروس في سلافيانسك بشرق البلاد أنهم لن يسلموا المدينة التي يطوقها الجيش الأوكراني.

وبقيت المدارس في المدينة خاوية حيث لم يتوجه إليها سوى عدد قليل من التلاميذ في ظل الخوف من وقوع مواجهات. وقد ألقت طائرات أوكرانية مئات المنشورات على المدينة تدعو السكان إلى توخي الحذر وعدم مغادرة بيوتهم إلا في حالة الضرورة.

الغاز لأوروبا
وعلى صعيد آخر، قال الكرملين إن بوتين وميركل وجها دعوة اليوم الجمعة لإجراء محادثات ثلاثية الأطراف بشأن إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا التي تتعرض لمخاطر بسبب الأزمة في أوكرانيا حيث تمر معظم أنابيب الغاز عبر الأراضي الأوكرانية. 

وقال الكرملين في بيان بعد محادثة بوتين وميركل بالهاتف إن الطرفين ركزا على الحاجة لإجراء محادثات في أقرب وقت ممكن بين روسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا بشأن أمن الإمدادات ومرور الغاز الروسي.

وقال مدير ديوان الرئاسة الأوكرانية إن بلاده ستعد دخول أي قوات روسية إلى أراضيها غزوا عسكريا، وستتعامل معه بالقوة. وقد اتهم رئيس الوزراء المؤقت أرسين ياتسينيوك روسيا بالسعي إلى ما سماها "حربا عالمية ثالثة" من خلال احتلال أوكرانيا عسكريا وسياسيا.

قوات أوكرانية تحاصر مدينة سلافيانسك في المرحلة الثانية من العمليات الحكومية (أسوشيتد برس)
قوات أوكرانية تحاصر مدينة سلافيانسك في المرحلة الثانية من العمليات الحكومية (أسوشيتد برس)

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك تصريحاته أثناء اجتماع للحكومة أوضح فيها أن "العالم لم ينس الحرب العالمية الثانية، وروسيا تسعى وراء حرب عالمية ثالثة"، مؤكدا أن "دعم روسيا للإرهابيين في أوكرانيا يشكل جريمة دولية".

ودعا ياتسينيوك الأسرة الدولية إلى "الاتحاد ضد العدوان الروسي"، معتبرا أن "محاولات الجيش الروسي شنّ عدوان على أراضي أوكرانيا ستؤدي إلى نزاع على الأراضي الأوروبية".

وتتهم السلطات في كييف القريبة من أوروبا روسيا بالوقوف وراء الحركة الانفصالية في شرق البلاد.

اختطاف مراقبين
وفي تطور آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية الجمعة عن فقدان الاتصال مع مراقبين عسكريين يعملون لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، وقالت إنهم قد يكونون اختطفوا.

ونقلت وسائل إعلام أوكرانية عن المسؤول في الوزارة يفهين بيريبيينيس أن الوزارة فقدت الاتصال في منطقة دونيتسك مع أعضاء من بعثة التحقق العسكرية التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وأن التقاريرالأولية تفيد بأنهم قد اختطفهم "الإرهابيون".

وكانت المنظمة ذكرت الخميس على لسان مراقبيها في منطقة دونيتسك أن الوضع الأمني ما زال بشكل عام متوترا، وما زالت مؤسسات الدولة محتلة في أنحاء المنطقة.

كما ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن مسلحين انفصاليين موالين لروسيا بشرق أوكرانيا احتجزوا الجمعة مجموعة من المراقبين الدوليين بمدينة سلافيانسك بحجة أنهم وجدوا برفقتهم جاسوسا أوكرانيا.  

المصدر : الجزيرة + وكالات