خطف وابتزاز ومتاجرة بالأعضاء بريف حمص

قرية المشارفة في ريف حمص التي تحدث فيها معظم حالات الخطف حسب ناشطين
معظم حالات الخطف تقع في قرية المشرفة بريف حمص (الجزيرة نت)

إياد الحمصي-ريف حمص

يعتبر الطريق الواصل بين محافظتي حمص وحماة أحد أهم الطرق التي يسيطر عليها النظام السوري وسط البلاد وشريان حياة بالنسبة للسكان، وفي الوقت ذاته يصنف كأخطر الطرق لما فيه من تداخل بين القرى المؤيدة والمعارضة للنظام، خاصة عند قرية المشرفة غربي حمص حيث خطف العديد من الأشخاص، حسب ناشطين.

أمجد:
أحد الشبيحة اعترف بأنهم يتاجرون بأعضاء المخطوفين الذين لا يستطيع ذووهم دفع المال

وتروي أم سامر التي تسكن قرية تلبيسة تفاصيل اختطاف ابنها الوحيد سامر ذي الأحد عشر ربيعا، قائلة "جرت العادة أن يسلك سامر برفقة أبيه الطريق إلى مدينة حمص عند قرية المشرفة، ولكن في يوم من الأيام عاد والده وحيدا".

وتضيف للجزيرة نت أن أحد الخاطفين اتصل بهم وقال إنهم لن يؤذوا سامر إذا أحضرت عائلته مليوني ليرة سورية (12.5 ألف دولار تقريبا)، مما دفع والده لبيع قطعة أرض يملكها بنصف سعرها ليتمكن من توفير الفدية.

وعن كيفية استلامهم للطفل، تقول أم سامر إنهم سلموا النقود في مدخل قرية المشرفة أمام عناصر الحاجز، وإن الخاطفين أطلقوا سراح الطفل الذي تعرض للتعذيب بعد أن تأخر والده ساعتين عن الموعد المحدد.

شبيحة وعصابات
ويتهم ناشطون في ريف حمص النظام السوري بخطف الأطفال وابتزاز أهاليهم عبر عصابات مدعومة من اللجان الشعبية في القرى الموالية له.

ويؤكد هؤلاء الناشطون أنه كثيرا ما ينتهي الأمر باختفاء الطفل إلى غير رجعة دون معرفة أي أثر له، وسبب ذلك في الغالب أنهم تاجروا بأعضائه، على حد قولهم.

وينقل أمجد -وهو ناشط بمدينة تلبيسة- عن أحد "الشبيحة" في قرية المشرفة الاعتراف بأنهم يتاجرون بأعضاء المخطوفين الذين لا يستطيع ذووهم دفع المال لتخليصهم أو من يقضون أثناء الاشتباكات في مناطق قريبة.

وكانت مصادر مسؤولة في الحكومة السورية قد نفت في تصريحات نشرتها جريدة "تشرين" المحلية وجود أي عصابات تتاجر بالأعضاء، وقالت إنها حالات خطف وابتزاز يقوم بها من وصفتهم بالإرهابيين للحصول على المال.

أبو زهري:
عندما ذهبنا للتعرف على الجثث تبين أن القتلى ذبحوا بالسكاكين، بينما شوّهت جثثهم ومثل بها وقطعت أيديهم وأرجلهم وسرقت أحشاؤهم

ويروي أبو زهري حادثة "مجزرة مروعة" ارتكبتها عناصر اللجان الشعبية في قرية المشرفة بحق عدد من المسافرين، قائلا "انطلقت أربع سيارات تقل مسافرين إلى لبنان عن طريق ريف حمص، وبعد ساعة ونصف انقطع بهم الاتصال ليتم إبلاغنا بأن جثث أبنائنا موجودة في المستشفى العسكري في حمص".

ذبح وتمثيل
ويضيف أبو زهري في حديث للجزيرة نت أنهم عندما ذهبوا للتعرف على الجثث تبين أن القتلى ذبحوا بالسكاكين، بينما شوّهت جثثهم ومثل بها وقطعت أيديهم وأرجلهم وسرقت أحشاؤهم، على حد قوله.

ويؤكد أن الخاطفين اتصلوا بالأهالي لمفاوضتهم على سيارات ذويهم وأخبروهم أنها ما تزال في مكانها عند مفرق المشرفة. 

ويتحدث فواز -وهو طالب بجامعة حمص- عن المعاناة التي أصبح يواجهها الناس بعد قطع الطريق الدولي الذي يصل تلبيسة بحمص المدينة، مؤكدا أنه تعرض للخطف.

ويقول في حديث للجزيرة نت "تعرضت للخطف على حاجز المشرفة أثناء توجهي إلى الجامعة، ولكن لحسن حظي كان يقف على الحاجز أحد زملائي في الجامعة وتم إخلاء سبيلي حينها".

ويضيف فواز أنه قبل أن يقطع الطريق الدولي الذي يصل تلبيسة بحمص كان الوصول إلى المدينة يستغرق ربع ساعة، بينما الآن يضطر الناس للمرور من طريق فرعي يشق قرى موالية للنظام، مما يعرض السكان للاعتقال والخطف.

المصدر : الجزيرة