تحذيرات من كارثة إنسانية تهدد دولة جنوب السودان

Women carry food at a food distribution site in Nyal, Unity State, April 1, 2014. REUTERS/Andreea Campeanu
بيانات الأمم المتحدة تتحدث عن تشريد مليون مواطن بسبب الصراعات الدائرة بدولة جنوب السودان (رويترز)

حذر مدير منظمة أطباء بلا حدود برونو غوكوم الثلاثاء من أن الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية بدولة جنوب السودان قد تزداد حدة هذا العام بسبب بطء الاستجابة الدولية لطلب الدعم، إلى جانب شكوك الأطراف المتحاربة في جهود الأمم المتحدة.

وتؤكد بيانات الأمم المتحدة أن أكثر من مليون شخص شردوا منذ 15 ديسمبر/كانون الأول الماضي بينهم ثمانمائة ألف شخص نزحوا داخل جنوب السودان، في حين فر نحو 254 ألفا إلى دول مجاورة.

وأوضح غوكوم للصحفيين بجنيف أن "الأمل ضعيف للغاية" في نجاح المحادثات السياسية في الأسابيع أو الأشهر القليلة القادمة، مبرزا أن "كل المؤشرات تشير إلى أن الصراع سيستمر ما لم يتم إحراز نجاح دبلوماسي غير متوقع".

وأضاف أن التحدي الأكبر مستقبلا هو توفير الغذاء لتعويض المحاصيل التي كان من المفترض أن يزرعها من أصبحوا الآن نازحين، وتابع قائلا "نعرف أن ذروة سوء التغذية تحدث في الصيف عادة، لذا أقول إنه لا يزال أمامنا بضعة أسابيع أو شهور للاستعداد بشكل ملائم"، وذكر أن تمويل الطوارئ الذي كان يحتاج لأيام قليلة فقط حتى يصل إلى الجهة المعنية، يستغرق الآن ما بين أربعة وخمسة أشهر، علما أن الانشغال بالتنسيق يعرقل جهود المساعدات.

مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ حذر قبل نحو أسبوع من أن جنوب السودان مهدد بكارثة إنسانية مع اقتراب موسم الأمطار

خطر محدق
كما تحدث غوكوم عن أن عدم رضا الطرفين المتحاربين عن بعثة الأمم المتحدة، بسبب أبعادها العسكرية والسياسية والإنسانية، يتسبب بدوره في عرقلة المساعدات.

تزامنت تصريحات مدير منظمة أطباء بلا حدود مع زيارة رئيسي منظمتين تابعتين للأمم المتحدة الثلاثاء لعاصمة جنوب السودان جوبا هما على التوالي المفوض السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس ومديرة برنامج الأغذية العالمي أرثارين كازين.

وأصدر المسؤولان الأمميان بيانا قالا فيه إن حياة ملايين الأشخاص قد تكون معرضة للخطر إذا لم تتخذ إجراءات عاجلة لإنهاء الحرب ومساعدة المدنيين، وأكدا أنهما بحثا الأزمة مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ومع مسؤولين بحكومته، وحصلا على تعهدات منه بتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية لجميع المدنيين المتضررين.

وكان مدير العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة جون غينغ قد حذر قبل نحو أسبوع من أن جنوب السودان مهدد بكارثة إنسانية مع اقتراب موسم الأمطار، مبديا أسفه لافتقار العمليات الإنسانية في هذا البلد إلى التمويل.

وأكد غينغ أن خمسة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات في جنوب السودان، لافتا إلى أن وكالات الأمم المتحدة تواجه صعوبة في تخزين احتياطيات قبل موسم الأمطار الذي سيجعل سلك الطرقات مهمة صعبة، مما سيضطر الوكالات إلى إلقاء المواد الغذائية من الطائرات، وهو أمر باهظ الكلفة، حسب وصفه.

المصدر : وكالات