أوباما يشكك بتطبيق الاتفاق بشأن أوكرانيا

President Barack Obama speaks in the briefing room of the White House in Washington, Thursday, April 17, 2014. The president spoke about health care overhaul and the situation in Ukraine. (AP Photo/Susan Walsh)
أوباما هدد روسيا بفرض عقوبات أميركية وأوروبية جديدة عليها إذا تأزمت الأمور في أوكرانيا (الأوروبية)

شكك الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن يؤدي اتفاق جنيف بشأن أوكرانيا إلى نزع فتيل التوتر على الأرض، مهددا روسيا بفرض عقوبات أميركية وأوروبية جديدة عليها إذا تأزمت الأمور، بينما أعلنت بريطانيا تعاونها مع الولايات المتحدة بشأن تعزيز هذه العقوبات.

وقال أوباما للصحفيين في البيت الأبيض إنه ليس بالإمكان الثقة من أي شيء في هذه المرحلة، معربا عن أمله بأن تؤدي الدبلوماسية إلى تهدئة الوضع، ولكنه أشار إلى أن الأمر يتطلب عدة أيام قبل رؤية ما إذا كانت التصريحات الروسية بشأن الاتفاق ستصبح واقعا ملموسا.

وأضاف أن بلاده أعدت مع الأوروبيين إجراءات إضافية يمكن فرضها على الجانب الروسي إذا لم يحدث أي تحسن حقيقي في الوضع.

من جانبه أعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون موافقة بلاده على التعاون مع أميركا على تعزيز العقوبات ضد موسكو، ووعد بتقديم 1.2 مليون يورو إضافية من أجل بعثة المراقبة في أوكرانيا.

وأجرى كاميرون اتصالا هاتفيا مع أوباما تفاهما فيه على الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد روسيا في حال أخلت باتفاق جنيف.

ووصف الزعيمان الاتفاق الموقع في جنيف بأنه "خطوة إيجابية إلى الأمام" مع تحذيرهما بأن الإجراءات يجب أن تطبق "سريعا" من أجل تخفيف التوتر.

ديشتسيا (يمين) في حوار مع كيري وآشتون بجنيف (أسوشيتد برس)
ديشتسيا (يمين) في حوار مع كيري وآشتون بجنيف (أسوشيتد برس)

اتفاق جنيف
تأتي هذه التصريحات بعد ساعات من توصل وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي في جنيف إلى اتفاق ينفذ على مراحل لنزع فتيل التوتر في أوكرانيا، يتضمن نزع أسلحة المجموعات المسلحة غير الشرعية بأوكرانيا.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع الرباعي إن هذا الاتفاق ينص خصوصا على نزع أسلحة المجموعات المسلحة غير الشرعية في أوكرانيا، وعلى إخلاء المباني التي تحتلها هذه المجموعات، كما ينص على صدور عفو عام.

وأضاف لافروف "نحن متفقون على أن حل الأزمة في أوكرانيا بيد الأوكرانيين أنفسهم، وينبغي أن يتضمن أي حوار وطني في أوكرانيا جميع الأطراف والمجتمعات في مختلف أنحاء البلاد".

وأوضح أن المشاركين في مفاوضات جنيف بشأن أوكرانيا اتفقوا على أنه ينبغي على الأوكرانيين حل أزمتهم بالحوار، كما اتفقوا على ضرورة إدخال رؤية الأقاليم الشرقية في مشروع الدستور الأوكراني الجديد.

وأكد لافروف من جهة ثانية أن بلاده ليست لديها "أي رغبة" في إرسال قوات إلى أوكرانيا، وذلك بعدما أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق تهديدات ضمنية باللجوء إلى القوة في أوكرانيا.

من جهته قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري في مؤتمر صحفي إنه تم الاتفاق في جنيف على ضرورة نزع سلاح المجموعات المسلحة غير الشرعية في أوكرانيا، وضرورة تسليم المقار الحكومية التي احتلها مسلحون في أوكرانيا.

وأضاف أن وزير الخارجية الأوكراني أندري ديشتسيا أكد في الاجتماع ضمان تأسيس حوار وطني واسع مع كل الأقاليم والمناطق الأوكرانية بخصوص الإصلاحات الدستورية وضمان الشفافية في ذلك.

وأشار إلى أن بعثة منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ستعمل في أوكرانيا بمهام واضحة لمراقبة الوضع. وقال "نتوقع من الروس أن يكونوا جديين في تنفيذ ما اتفق عليه اليوم".

بدورها قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إن نقاشات بناءة وصريحة بشأن الأزمة الأوكرانية جرت بين المجتمعين، معربة عن تطلعها لاتخاذ خطوات فورية لتنفيذ ما اتفق عليه في جنيف من أجل وقف التصعيد في أوكرانيا.

وأكدت الالتزام بوحدة وسيادة أراضي أوكرانيا، مشيرة إلى أن منظمة التعاون والأمن في أوروبا ستقوم بمساعدة السلطات الأوكرانية على اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل القيام بعملية إصلاح دستورية شاملة في أوكرانيا.

اضطرار روسي
وجاء اجتماع جنيف عقب تصريحات لبوتين لم يستبعد فيها إرسال قوات روسية إلى شرق أوكرانيا, لكنه قال إنه يأمل ألا يُضطر إلى ذلك, وأن تحل الأزمة الأوكرانية دبلوماسيا.

وقال بوتين إن بلاده اضطُرَّت للرد على تمدد حلف شمال الأطلسي (ناتو) بضم شبه جزيرة القرم, وأضاف أن روسيا أُرغمت على تلك الخطوة بسبب توسع الناتو في شرقي أوروبا.

غير أن بوتين -الذي كان يتحدث في لقاء تلفزيوني أجاب فيه على أسئلة عبر الهاتف من المشاهدين- قال إن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإعادة النظام في أوكرانيا, معربا عن ثقته بأن بلاده ستجد تفاهما مشتركا مع كييف.

ووصف قرار أوكرانيا إرسال قوات مسلحة إلى شرقي أراضيها، بدلا من إقامة حوار مع الناطقين بالروسية، بأنه "جريمة خطيرة"، وأن الادعاءات بوجود قوات روسية في شرقي أوكرانيا هي مجرد هراء.

ونفى الرئيس الروسي "مزاعم" أوكرانيا والغرب بأن القوات الروسية الخاصة أججت الاضطرابات في شرقي أوكرانيا.

المصدر : وكالات