أسباب رفض 6 أبريل ترشح السيسي

رفضت حركة شباب 6 أبريل ترشح وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة المصرية، معلنة مناهضتها لأي عسكري يتقدم لمنصب رئيس الجمهورية. وذكرت أن ترشيح السيسي سيزيد من انقسام المجتمع المصري.

وأكدت في بيان لها أن حرصها علي ترسيخ مبدأ الحكم المدني كما وعدت بذلك القوات المسلحة وعدم تورط المؤسسة العسكرية في السياسة وشؤون الحكم يدفعها لرفض إعلان السيسي ترشحه للانتخابات الرئاسية.

وقال المنسق العام لحركة 6 أبريل عمرو علي إن إعلان وزير الدفاع ترشحه لمنصب الرئاسة وهو مرتد بزته العسكرية يؤكد عدم وقوف المؤسسة العسكرية علي الحياد، "وهو ما يؤكد شكوكنا بنزاهة العملية الانتخابية وحياد مؤسسات الدولة التي تم تجييشها خلفه".

وحسب مراقبين فإن إعلان حركة 6 أبريل رفضها لترشح السيسي للرئاسة سيؤثر على الكتلة التصويتية المؤيدة للسيسي، وسيزيد من حجم المعارضة له. كما سيعطي إشارات سلبية عنه على الصعيد الدولي.

بلطجة عسكرية 
وقال محمد عبد الله مسؤول ملف العمل الجماهيري بحركة 6 أبريل إن إعلان السيسي الترشح للرئاسة رغم وعوده السابقة بعدم الإقدام على هذه الخطوة وتأكيدات قيادات القوات المسلحة بعدم تقديم مرشح لها في الانتخابات الرئاسية "يكشف عن حقيقة مفادها أن الجيش يسعى لممارسة بلطجة عسكرية" بفرض مرشح بعينه.

وينفي عبد الله للجزيرة نت رفض السيسي كشخص "وإنما ترفض فكرة وجود مرشح عسكري بالأساس"، لافتا إلى تعارض ذلك مع مدنية الدولة التي أقرها الدستور وطالبت بها القوى السياسية طيلة السنوات الثلاث منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن.

ويبرر رفض الحركة ترشح السيسي للرئاسة لرغبتها فى الحفاظ على الجيش المصرى بعيدا عن المهاترات السياسية وإيمانا منها بأن حماية مصر أهم من حكمها.

أما خالد المصري عضو المكتب السياسي بالحركة فيرى أن إصرار القوات المسلحة على حكم مصر من خلال ترشيح السيسي للرئاسة "يدل على عدم تحقق أي هدف من أهداف ثورة يناير" ورغبتها في عودة نظام شبيه بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك أو أشد قمعا.

حالة انقسام
ويضيف في حديثه للجزيرة نت أن ترشح السيسي لن يفيد مصر في ظل حالة الانقسام التي تعانيها حاليا "بل سيزيد الأزمة احتقانا ويبعد مصر عن الاستقرار والتقدم".

ويشير المصري إلى أن مؤسسات الدولة كلها تمارس الدعاية والترويج للسيسي، مما يثير مخاوف كبيرة حول نزاهة الانتخابات الرئاسية القادمة.

ويثير موقف الحركة لترشح السيسي تساؤلات حول التأثير المتوقع لهذا الرفض والآثار السياسية المترتبة عليه.

يسري العزباوي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية يرى أن رفض الحركة لترشيح السيسي سيكون له أثر سلبي، "لأنه سينتقص من جملة المؤيدين له ويخفض نسبة المشاركة في الانتخابات".

ويشير إلى أن 6 أبريل من الحركات الثورية التي قادت الشباب في ثورة يناير، متوقعا أن يجذب رفض الحركة ترشيح السيسي قوى وحركات ثورية أخرى في نفس الاتجاه.

لكن العزباوي يؤكد أن الحركات الثورية الأخرى المؤيدة لترشح السيسي وتدعمه مثل تمرد ستضعف من الأثر السلبي لحركة 6 أبريل وتجعله في نطاق محدود خاصة في ظل غياب مرشح مدني ينافس السيسي بشكل حقيقي.