مساعدات أوروبية لأوكرانيا والمعارضة تتمسك بمطالبها
تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم حزمة مساعدات لأوكرانيا لإنهاء الاحتجاجات المؤيدة للتقارب مع أوروبا منذ أكثر من شهرين، وذلك خلال مباحثات أجرتها مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كاثرين آشتون في كييف مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش وقادة المعارضة التي تتمسك بمطالبها الداعية لرحيل الرئيس.
وذكرت مصادر مطلعة أن المحادثات -التي أجرتها آشتون مع الرئيس الأوكراني وزعماء المعارضة- تطرقت إلى منح أوكرانيا مساعدات مالية تعينها على إطلاق إصلاحات والإعداد للانتخابات الرئاسية.
وكانت المعارضة الأوكرانية قد استبقت زيارة آشتون بمطالبة الرئيس يانوكوفيتش -الذي يواجه احتجاجات حاشدة على حكمه- بإجراء تغييرات دستورية تقلص بشكل كبير من صلاحياته، وقد ألمحت السلطة إلى احتمال إجراء انتخابات مبكرة.
ويأتي ذلك بعد رفض رئيس البرلمان لليوم الثاني على التوالي طرح مطالب المعارضة الخاصة بتقليص صلاحيات يانوكوفيتش الدستورية على التصويت، لغياب التوافق بشأنها.
المساعدات
وقالت آشتون في مؤتمر صحفي إن الاتحاد الأوروبي على استعداد لدعم الإصلاح الدستوري في أوكرانيا والتحقيق في أعمال العنف التي أسفرت منذ نوفمبر/تشرين الثاني عن مقتل ستة أشخاص.
ورغم أن المسؤولة الأوروبية -التي أتت إلى كييف مساء الثلاثاء- أعربت عن قلقها من المواجهات التي تحدث في الشارع بين المعارضة وعناصر الشرطة، فإنها أكدت أن عملية التسوية التي سيقودها الأوكرانيون تبقى ممكنة.
وقال مراسل الجزيرة إن حزمة المساعدات التي تتضمن معايير الشفافية الأوروبية تصب في مصلحة المعارضة وتبقى مشروطة بالنسبة للنظام.
وفي السياق، أكد مفوض توسيع الاتحاد الأوروبي ستيفان فويلي اليوم الأربعاء إنه سيعود إلى العاصمة الأوكرانية الأسبوع المقبل لمواصلة الجهود الرامية لنزع فتيل الأزمة في أوكرانيا.
وحذر من أن "ما هو على المحك الآن ليس احترام معظم الحقوق الأساسية، بل مستقبل أوكرانيا".
تمسك المعارضة
أما المعارضون في ساحات الاحتجاج فأكدوا أنهم لا يتوقعون مساندة ملموسة من الخارج وسيواصلون مظاهراتهم إلى أن يتخلى الرئيس عن السلطة.
من جانبه حث زعيم المعارضة فيتال كليتشكو الاتحاد الأوروبي على التوسط في الأزمة السياسية العميقة التي تشهدها بلاده.
وقال كليتشكو -عقب اجتماع مع آشتون في وقت متأخر أمس الثلاثاء في كييف- "لا بد أن يقوم أحد ما بمتابعة مسار المفاوضات وأن يسجل ويحدد جميع التعهدات والالتزامات".
وأضاف كليتشكو أن آشتون أكدت له أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لإرسال وسطاء رفيعي المستوى من أجل المفاوضات بين قادة المعارضة والحكومة.
أما ألمانيا التي لوحت بالعقوبات الاقتصادية كتهديد لأوكرانيا قبل أيام، فقد أكدت الأربعاء أنها لا تفكر في ذلك على المدى القصير.
وفي هذا الصدد، نصح جوزيف بايدن -نائب الرئيس الأميركي- الرئيس الأوكراني بقبول أي طرح للحل، بما في ذلك الدعم الدولي، لتجاوز الأزمة التي تعصف ببلاده.
وتشهد كييف اشتباكات بين المتظاهرين المناهضين للحكومة الرافضين لقوانين تشديد قواعد التظاهر الجديدة، التي سنها البرلمان الأوكراني مؤخرا، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى، فيما أعلنت المعارضة الأوكرانية التعبئة منذ أكثر من شهرين بعد أن رفض رئيس البلاد نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي التوقيع على اتفاق للتبادل الحر مع الاتحاد الأوروبي، مفضلا بدلا من ذلك تقاربا مع روسيا.