مصر تسعى لإنهاء عزلتها الأفريقية

الرئيس المعين عدلي منصور يستقبل سيابونجا كويلي، وزير أمن الدولة بجمهورية جنوب إفريقيا
undefined

أنس زكي-القاهرة

تبذل القاهرة جهودا محمومة في الأيام الأخيرة من أجل إنهاء عزلتها الأفريقية، حيث يجوب مسؤولوها عددا من دول القارة، كما استقبلت وزيرا من جنوب أفريقيا في زيارة هي الأولى منذ قرار الاتحاد الأفريقي تجميد عضويتها، لكن خبيرا بالشؤون الأفريقية قلل من فرص نجاح هذه الجهود.

وأظهر الإعلام المحلي في مصر حفاوة واضحة بزيارة وزير أمن الدولة في جنوب أفريقيا سيابونغا كويلي مبعوثا من رئيس بلاده للقاهرة، واعتبر هذا الإعلام أن الزيارة تمثل مؤشرا على تغير في موقف جنوب أفريقيا، التي أظهرت حسما واضحا ضد ما اعتبره الاتحاد الأفريقي انقلابا على السلطة الشرعية وقرر على إثره تعليق عضوية مصر بالاتحاد.
 
ومن جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير إيهاب بدوي، إن زيارة وفد جنوب أفريقيا استهدفت نقل رسالة دعم ومساندة لمصر وخارطة مستقبلها، والتعرف عن قرب على تطورات الأوضاع في مصر، ونقل صورة صحيحة وأمينة عن هذه التطورات إلى رئيس جمهورية جنوب أفريقيا جاكوب زوما بما يساهم في تصحيح الرؤى وتحسين العلاقات الثنائية.

‪نبيل فهمي‬ (يسار) 
‪نبيل فهمي‬ (يسار) 

حفاوة
في الأثناء احتفت وسائل الإعلام المحلية بشكل واضح بالجولة الأفريقية التي يقوم بها حاليا وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والتي شملت زيارة تنزانيا ولقاء رئيسها جاكايا كيكويتي حيث تم التركيز على ملف مياه النيل الذي يقض مضاجع مصر حاليا بعد بدء إثيوبيا في بناء سد النهضة الذي يتوقع أن يؤثر على حصة مصر من مياه النهر.

وأبرز الإعلام كذلك توجه الوزير إلى الكونغو الديمقراطية للمشاركة في اجتماع قمة تجمع السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي "كوميسا"، حيث قالت إن التجمع رحب بتمرير الدستور في مصر كخطوة هامة على طريق تطبيق خارطة الطريق للمرحلة الانتقالية.

ووصفت مصادر بالخارجية المصرية ذلك بأنه يمثل "بداية حقيقية لتفهم المنظمات الإقليمية والأفريقية لحقيقة الأوضاع في مصر، وتأييدا للقاهرة في خطواتها نحو تنفيذ خارطة الطريق" في إشارة إلى الخارطة التي أعلنها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في 3 يوليو/تموز الماضي وشملت تعطيل الدستور وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي.

وذهب موقع "اليوم السابع" الإخباري إلى أبعد من ذلك حيث اعتبر أن زيارة الوفد الجنوب أفريقي تمثل إعلانا رسميا بما وصفته سقوط أول داعمي جماعة الإخوان "الإرهابية" معتبرا أن جنوب أفريقيا تحولت إلى دعم السلطة الحالية في مصر بعدما كانت ملجأ لقيادات جماعة الإخوان ومقرا لاجتماعات تنظيمها الدولي، على حد قول الموقع.

‪عطية عيسوي يتحدث عن تنافس مصر وجنوب أفريقيا‬ (الجزيرة)
‪عطية عيسوي يتحدث عن تنافس مصر وجنوب أفريقيا‬ (الجزيرة)

ليست مضمونة
أما خبير الشؤون الأفريقية عطية عيسوي فاعتبر الاتصالات المصرية مع جنوب أفريقيا مهمة "بالنظر إلى كون الأخيرة أحد أقطاب القارة، فضلا عن كون المفوضة الحالية للاتحاد الأفريقي تحمل جنسيتها، لكنه أكد في تصريحات للجزيرة نت أن هذه الجهود ليست مضمونة النتائج.

ودلل عيسوي على ذلك بمظهر شكلي يتعلق بأن من أوفدته جنوب أفريقيا هو وزير الأمن وليس وزير الخارجية، وبسبب موضوعي يتلخص حسب رأيه في أن جنوب أفريقيا تبدو متمسكة بمقررات القمتين الأفريقيتين في 1999 و2002 واللتين نصتا على تجميد عضوية أي دولة يحدث فيها استيلاء على السلطة بشكل غير شرعي بصرف النظر عن الجدل الذي يدور داخل مصر حول وصف ما حدث بأنه ثورة أم انقلاب.
 
كما تحدث عيسوي عن بعد آخر يتمثل في التنافس التقليدي بين مصر وجنوب أفريقيا على المقعد المحتمل لأفريقيا في مجلس الأمن، وكذلك على مجريات الأحداث داخل الاتحاد الأفريقي، وأكد من هذا المنطلق استبعاده لأن تتدخل جنوب أفريقيا من أجل مساعدة مصر في مساعيها لتغيير أو حتى تليين موقف إثيوبيا من إقامة سد النهضة.

وقال إن الأخيرة هي قطب آخر من أقطاب القارة وتستضيف على أرضها مقر الاتحاد الأفريقي ومن المستبعد أن تتأثر بأي ضغوط في هذا الشأن.

وفيما يتعلق بمشاركة مصر في قمة تجمع "الكوميسا"، أوضح عيسوي أنها تأتي انطلاقا من أن عقوبات الاتحاد الأفريقي تقتصر على تعليق العضوية به، ولا تمتد للتجمعات الإقليمية داخل القارة مثل "الكوميسا" و"الإيكواس" وغيرهما.

مضيفا أن زيارة الوزير لتنزانيا تبدو خطوة إيجابية محدودة تتعلق بكونها من الدول المهمة في شرق أفريقيا، مع الإشارة إلى أن نجاح تنزانيا في تليين الموقف الإثيوبي في ملف المياه ليس أمرا مؤكدا أو مضمونا.

المصدر : الجزيرة