لاجئو يبرود في عرسال.. تهجير إثر آخر
وأدى هجوم قوات النظام السوري على منطقة يبرود الواقعة على الحدود اللبنانية السورية إلى نزوح عدد كبير من العائلات السورية، منها إلى بلدة عرسال الحدودية. لكن هؤلاء لم يتمكن معظمهم من إيجاد مأوى بسبب نقص الإمدادات التي يفترض أن تقدمها منظمات الإغاثة الدولية العاملة في لبنان.
ومن المفترض أن يتسع هذا المخيم لحوالي 120 عائلة من أصل حوالي 1000 عائلة، يقول العاملون في الإغاثة إنها وصلت إلى عرسال في الأيام القليلة الماضية.
رحلة معاناة
بالقرب من الأطفال يقف أبو أحمد (اسم مستعار) يفضل الرجل الحديث بعيدا عن الكاميرا. فلم يكن يتوقع عندما كان يعمل سائق سيارة أجرة في القصير ويعيش مكتفيا مع عائلته، أن يأتي يوم ويصبح فيه بحاجة إلى انتظار المساعدات "التي تأتينا شفقة".
يروي للجزيرة نت أنه وعائلته المؤلفة من سبعة أشخاص يبيتون منذ وصولهم يوم الجمعة الماضي إلى عرسال في العراء. الرحلة المضنية هذه ليست الأولى لهم، فقبل ثمانية أشهر هرب أبو أحمد مع عائلته من القصير إلى يبرود في حمص. اضطروا يومها إلى السير أسبوعا كاملا في طرق وعرة، وأن يبيتوا في العراء حتى وصلوا إلى يبرود، حيث اتخذوا منزلا هجره أهله ليسكنوه.
رواية أبو أحمد تتشابه مع رواية كثيرين ممن أحاطوا به بينما كان يتحدث للجزيرة نت. بجانبه وقف رجل خمسيني غزا الشيب شعره ولحيته وسيطر التعب على ملامحه.
يقول الرجل إن وضعهم أصبح مثيرا للشفقة منذ بدؤوا يتنقلون من باب عمرو إلى القصير ثم إلى قارة وبعدها إلى عرسال. لا يجد الكثير من الكلام لتبرير نقص الطعام الذي لم تعتده عائلته يوما، عندما كان يعيش هانئا في منزله بسوريا.
المفوضية موجودة
من جهتها، استغربت الناطقة باسم مفوضية اللاجئين دانا سليمان النقص الذي يتكلم عنه النازحون الجدد، مؤكدة أن المفوضية موجودة هناك منذ التاسع من الشهر الجاري، ولكنها ليست مسؤولة بشكل مباشر عن المخيمات العشوائية، خاصة أنه يوجد في عرسال وحدها 61 مخيما.
وأوضحت سليمان للجزيرة نت أن "مندوبين من المفوضية سيتوجهون مباشرة إلى المخيمات لتغطية النقص في الشوادر اللازمة لإنشاء الخيام". ولفتت إلى أن المساعدات الباقية من طعام وشراب وأدوية لا تجول بها المفوضية على النازحين بل عليهم أن يتوجهوا إلى المراكز لاستلامها. وقالت إن "أكثر من 11 ألف نازح جديد من يبرود سجلوا أسماءهم واستلموا مساعدات أولية".
بدورهم أبلغ مسؤولون عاملون في مجال الإغاثة مع بلدية عرسال الجزيرة نت أن "البلدة لا تزال مستعدة لإيواء أكبر عدد من النازحين كون أراضيها شاسعة، ولكن على الدولة أن تؤمن لهم المأوى والطعام".
وأشاروا إلى أنه لا طاقة للبلدية بإمكاناتها الضعيفة أن تتحمل وحدها هذا العدد الكبير من النازحين الذي تخطى السبعين ألفا في حين لا يتجاوز عدد سكانها الأصليين الخمسين ألفا.