تنظيم الدولة يكثف هجومه على مطار دير الزور العسكري

قال تنظيم الدولة الإسلامية إن مقاتليه كثفوا هجومهم الواسع على مطار دير الزور العسكري، الذي يعد من أكبر معاقل النظام شرقي سوريا. ويشن التنظيم حملة للسيطرة على مراكز قوات النظام في المدينة، وسط أنباء عن بدء رحيل عشرات العائلات من الأحياء التي يسيطر عليها النظام إلى الريف الخارج عن سيطرته.

وأفادت مصادر في التنظيم بأن مقاتليه يهاجمون حاليا مطار دير الزور العسكري من محورين، هما: قرية الجفرة من الجهة الشمالية، وكتيبة الصواريخ في منطقة الجبل من الجهة الجنوبية، وذلك بعد قصف عنيف بالمدفعية والصواريخ على مواقع حيوية داخل المطار.

وشنّ التنظيم هجوما مباغتا مع ساعات الليل الأولى على تلة المقابر الإستراتيجية جنوب مدينة دير الزور، وسيطر على مساحات واسعة وقتل جميع أسرى النظام، واستولى على أسلحة وذخائر، ثم انسحب صباحا بعد قصف مركز.

وبدأ تنظيم الدولة منذ أربعة أيام عملية واسعة في دير الزور للسيطرة على المواقع المتبقية لقوات النظام، فاستخدم المفخخات لفتح الطريق أمام مقاتليه، وسيطر على المناطقِ المحيطة بالمطارِ من الشمالِ والشرقِ، وشنّ عليه هجمات عززها بقصف صاروخي ومدفعي. 

في المقابل، ردت قوات النظام بقصف أحياء المدينة والقرى المحيطة بالمطار، وشنت عليها غارات جوية فقُتل وجرح مدنيون.

من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره بريطانيا- إن مقاتلي تنظيم الدولة اقتحموا مطار دير الزور العسكري فجر السبت، ولكنهم أُجبروا على التقهقر، مضيفا أن عدد القتلى من الجانبين خلال القتال بلغ 119.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر عسكري سوري أن القوات الحكومية صدّت السبت هجوما لمقاتلي التنظيم على مطار دير الزور العسكري. وأوضحت الوكالة أن المصدر أجاب عندما سئل عن اقتحام المطار من قبل التنظيم بالقول "لم يستطع الإرهابيون السيطرة على القاعدة الجوية".

بدورها، ذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية السبت أن الجيش قتل عددا من "الإرهابيين" في منطقة الجفرة القريبة من المطار.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 51 من جنود الجيش السوري و68 من مقاتلي الدولة لقوا حتفهم أثناء الهجوم على مطار دير الزور العسكري الذي استمر ثلاثة أيام. وأضاف أن عناصر من تنظيم الدولة انسحبت من الجبل المطل على دير الزور جراء القصف المكثف للقوات الحكومية.

ويعد الجبل المذكور ثكنة عسكرية منذ عامين، حيث نصبت عليه قوات النظام مدافع من أنواع عدة، لتقوم بقصف أحياء المدينة الخارجة عن سيطرتها بشكل شبه يومي. ولا تقتصر أهمية الجبل على وقف خطر المدفعية المنصوبة عليه، بل يمكن من خلاله قطع طريق الإمداد الوحيد لمطار دير الزور العسكري. 

وأحكم تنظيم الدولة قبضته على محافظة دير الزور المنتجة للنفط تدريجيا منذ بداية العام، في حين تسيطر قوات الرئيس بشار الأسد على مطار دير الزور العسكري وأجزاء من المدينة.

تجدر الإشارة إلى أن المعارضة السورية المسلحة لم تنجح عبر خمس محاولات سابقة خلال عامين في السيطرة على مطار دير الزور، وفي حال تمكن تنظيم الدولة فسيكون ذلك بدايةَ إنهاء سريع للنظام في المدينة، ويفتح طريقاً جديداً لإمداد مقاتلي التنظيم من حلب إلى الموصل دون عوائق.

المصدر : الجزيرة + وكالات