دلالات توقيت ونتائج زيارة سلفاكير للخرطوم

زيارة سلفا كير للخرطوم
زيارة سلفاكير إلى الخرطوم شغلت الأوساط الإعلامية السودانية (الجزيرة)

عماد عبد الهادي-الخرطوم

شغلت زيارة رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت ولقاؤه نظيره السوداني عمر البشير كافة الأوساط الإعلامية في الخرطوم، عقب تعثر الأول أثناء صعوده سلم الطائرة عائدا إلى جوبا واضطراره للمبيت في الخرطوم بحجة عطل في الطائرة.

وعقب صدور البيان الختامي للزيارة وتصريحات الرئيسين اللذين وصفاها بالناجحة، عاجل سفير السودان لدى جوبا مطرف صديق الصحفيين بالإعلان عن عطل فني أصاب طائرة الرئيس ميارديت ولم يتم إصلاحه.

وبرر عودة سلفاكير إلى الخرطوم "بأن مطار جوبا لا يستقبل طائرات في الليل، وبالتالي سيقضي سلفاكير ليلة في الخرطوم ثم يسافر"، وأشار إلى أن صحة سلفاكير ممتازة، وأن ما حدث أمر عادي ولم يتعرض لأي أذى".

البشير: غطينا جميع المسائل والاتفاقيات الموقعة بين البلدين (الجزيرة)
البشير: غطينا جميع المسائل والاتفاقيات الموقعة بين البلدين (الجزيرة)

الملفات العالقة
وكان الرئيس البشير أعلن أن ما تحقق في الزيارة كبير جدا، وأنه استطاع مع نظيره تغطية جميع المسائل المشتركة بين البلدين، خاصة الاتفاقية الموقعة عام 2012.

وقال البشير "سننفذ بالعزيمة والإرادة ما اتفقنا عليه لأنه مخرج البلدين من كثير من المشاكل".

من جانبه، قال سلفاكير إن حكومته مستعدة للقيام بحملة تمكّن اللجان المشتركة من القيام بأعمالها خاصة في القضايا "الأمنية وغيرها".

وفي ظل الاتهامات المتبادلة بين البلدين، والتي لم تتوقف أثناء اجتماعات رئيسيهما، يرى محللون أن ضغوطا دولية مورست على الطرفين من أجل حسم الملفات العالقة والوصول إلى ما يعجل السلام في المنطقة.

جوار وسلام
لكن بيانهما الختامي عبّر عن الرضا من تقدم العلاقات الثنائية، وتضمن عزما على التعاون من أجل دولتين تعيشان بسلام وتجاوز ما يشوب علاقاتهما من توتر، وإزالة العقبات التي تعترض مسيرة التعاون والاستقرار بينهما.

وعبّر البشير في البيان عن أمله في أن تعيش دولة جنوب السودان في سلام واستقرار ومصالحة، معلنا مواصلة السودان دوره الإيجابي بشأن مبادرة الإيغاد بما يحفظ دولة جنوب السودان ولا يدول النزاع.

ووفق البيان، فإن الرئيسين وجها بتفعيل الاتفاقيات، وعلى رأسها اتفاقيات الترتيبات الأمنية وتحديد الخط الصفري للحدود وفقا للخريطة المعتمدة من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى.

وأعلن الرئيسان عزمهما على تمكين الفنيين من إعادة حقل الوحدة النفطي بين البلدين إلى العمل، وثمنا التعاون وتحرك المجتمع الدولي لإعفاء السودان من ديونها، وتأمين الدعم التنموي لجنوب السودان، ومواجهة فجوة السودان المالية ورفع العقوبات الاقتصادية عنها.

البشير وسلفاكير وجها بتفعيل الاتفاقيات الأمنية بين بلديهما (الجزيرة)
البشير وسلفاكير وجها بتفعيل الاتفاقيات الأمنية بين بلديهما (الجزيرة)

اتفاق خفي
الكاتب والمحلل السياسي تاج السر مكي لا يستبعد أن تكون ضغوطا دولية قد مورست على الطرفين لمعالجة ملفات عالقة، مشيرا إلى أن انتصارات المتمردين الجنوبيين ونجاحهم في تحويل دفة الصراع لصالحهم كانت ضمن أجندة الزيارة.

ويرى أن الزيارة "محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالنسبة للبلدين"، متوقعا حدوث تنازلات من سلفاكير والبشير على السواء "بالاتفاق على ما يعمل على استمرار السلطتين في الخرطوم وجوبا".

ويؤكد مكي للجزيرة نت أن حاجة الطرفين للبقاء "تجعلهما يركزان على ضرورة توقف جوبا عن دعم الجبهة الثورية المتمردة على نظام الحكم في السودان، مع توقف حكومة الخرطوم عن دعم المتمردين الجنوبيين ولو سياسيا"، وتوقع حدوث اتفاق خفي بين الخرطوم وجوبا "ستدفع ثمنه أطراف أخرى".

مشار وسلفاكير
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم محمد نوري الأمين فلا يستبعد أن يكون اتصال وزير الخارجية الأميركي مع نظيره السوداني من أجل الدخول في مفاوضات مباشرة "بمثابة تمهيد ومن ثم استباق الموضوعات المطروحة بين سلفاكير والبشير".

ويرى نوري في تعليقه للجزيرة نت أن رئيس جنوب السودان يسعى للحصول على وعود من البشير بعدم دعم المتمردين الجنوبيين بزعامة رياك مشار طمعا في البترول الجنوبي.

وأشار إلى أن الزيارة -ومن قبلها الاتصالات الأميركية- " قد تكون تذكيرا باستعداد واشنطن بطريقة ما للتخفيف من أثر إعلان باريس بين المتمردين والصادق المهدي".

واختتم الأمين بالقول "إن الغرب وواشنطن لديهما قلق مما يحدث في جنوب السودان، ويشعران بخيبة أمل، وبالتالي فإن الزيارة محاولة لدفع البشير للتوسط بين مشار وسلفاكير لإحلال السلام في الدولة الوليدة"، واستبعد أن تسهم الزيارة في معالجة مشكلة دولة جنوب السودان العالقة مع السودان.

المصدر : الجزيرة