فرنسا تمهل المفاوضات عامين قبل الاعتراف بفلسطين
قالت فرنسا إنها ستعترف بدولة فلسطين في حال لم يتم التوصل خلال عامين لاتفاق سلام, في وقت يستعد فيه البرلمان الفرنسي للتصويت الثلاثاء القادم على اعتراف رمزي بهذه الدولة.
وقال وزير الخارجية لوران فابيوس أمس -خلال نقاش في الجمعية الوطنية (الغرفة الأولى للبرلمان) حول الاعتراف بفلسطين- إنه في حال لم فشلت المساعي الدولية في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة فستقوم بلاده بما يلزم للاعتراف بدولة فلسطينية.
وأضاف أن فرنسا تسعى لاستصدار قرار في مجلس الأمن الدولي يقضي باستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية, واختتامها في غضون عامين.
وفي وقت سابق, قال دبلوماسيون إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا تعد مشروع قرار يمكن الإسراع فيه إذا عُرض مشروع قرار فلسطيني يدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
وقال الوزير الفرنسي إنه لن يكون في وسع بلاده أن تتجاهل استمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "الذي يخدم المتطرفين" بعدما اعترفت السويد بدولة فلسطين, وصوّت برلمانا بريطانيا وإسبانيا بـ نعم على قرار غير ملزم يدعو حكومتي بلديهما إلى إجراء مماثل.
ويتوقع أن يصوت البرلمان الفرنسي الثلاثاء القادم بـ نعم على مشروع قرار عرضته الأغلبية الاشتراكية, يدعو الحكومة للاعتراف بدولة فلسطينية. ويؤكد النص على "الضرورة الملحة للتوصل إلى تسوية نهائية للنزاع" لإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل "على أساس حدود 1967، وتكون القدس عاصمة لهاتين الدولتين".
من جهته, قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أمس إن بلاده ستعترف بفلسطين عندما يأتي وقت تحملها مسؤولية ذلك، وفقا للدستور الفرنسي. وكان الرئيس فرانسوا هولاند قد تحدث مساء الخميس عن مبادرة دبلوماسية يجب أن تقودها البلاد بشان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ومن جانب آخر، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين سيكون "خطأ فادحا". كما ندد سفير تل أبيب في باريس يوسي غال بما سماها "مبادرة سيئة" تهدد بـ"مفاقمة الوضع".
في المقابل، قال رئيس بعثة فلسطين في فرنسا هائل الفاهوم إن "فرنسا لها وزن كبير جدا في المعادلة الأوروبية، ويمكن أن يكون لها تأثير على أطراف آخرين". وتأتي الاعترافات الأوروبية بفلسطين في ما يبدو ردا على تفجر الوضع مؤخرا في القدس المحتلة ما ينذر بانتفاضة فلسطينية جديدة.
كما يبدو أنه رد على فشل الجولة الأخيرة من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي رعاها وزير الخارجية الأميركي جون كيري, وعلى مضي تل أبيب في سياسة الاستيطان. وجاءت تلك الاعترافات في وقت تحذر فيه دوائر غربية من أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يغذي التشدد في المنطقة.
وتشارك فرنسا مع الولايات المتحدة ودول غربية أخرى وعربية في الحملة على تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا والعراق.