الرايات عنصر أساسي في المعارك بالعراق

(FILES) - A file picture taken on September 7, 2014, a flag of the autonomous Kurdistan region flies next to Iraqi Kurdish Peshmerga fighters standing on a tank as they hold a position on the front line in Khazer, near the Kurdish checkpoint of Aski kalak, 40 km West of Arbil, the capital of the autonomous Kurdish region of northern Iraq. In Iraq, the battle of security forces, Kurdish troops, Shiite militias and Sunni tribesmen against the Islamic State jihadist group is parallelled by a "war of flags." Banners mark control of territory and identify units as they have for thousands of years, but in this conflict, they also show the sharp religious and ethnic divisions among combatants, including among allies. AFP
عناصر البشمركة يرفعون العلم الكردي عند أحد مواقعهم غربي أربيل (الفرنسية)

في خضم المعارك الدائرة في العراق بين القوات الحكومية والبشمركة وما يعرف بالحشد الشعبي من جهة وقوات تنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى تدور حرب من نوع آخر، سلاحها الرايات التي تحمل رمزية تعكس جوانب طائفية وقومية للواقع العراقي المتشعب.

ففي حين اقتصر دور الرايات في الحروب إجمالا على تحديد مناطق السيطرة والانتصار، تشكل الرايات في العراق دليلا على نزاعات دينية وعرقية تعود إلى قرون خلت, ووسيلة لإثبات الوجود، أو حتى "فخا" للإيقاع بالخصوم.

ويقول الخبير في معهد دراسة الحرب أحمد علي "في العراق حاليا ثمة حرب رصاص ورايات، والاثنتان لا تنفصلان, فنفسيا، زرع العلم مهم جدا، ويخبر العدو أنك موجود في منطقة معينة، ويطور شخصية وهوية لمجموعتك".

ومنذ الهجوم الكاسح لتنظيم الدولة في يونيو/حزيران الماضي وسيطرته على مناطق عدة وانهيار بعض قطاعات الجيش، لجأت السلطات العراقية إلى مجموعات شيعية مسلحة للقتال إلى جانب الجيش والشرطة وقوات البشمركة الكردية إضافة إلى عدد من العشائر السنية.

وتنضوي هذه المجموعات تحت اسم "الحشد الشعبي" وأبرزها "منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" و"سرايا السلام" و "كتائب حزب الله"، والتي تقاتل إلى جانب القوات الأمنية تلبية لنداء المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.

وتنتشر الرايات الشيعية في شوارع بغداد وعند نقاط التفتيش للقوات الأمنية وعلى آلياتها العسكرية.

ويقول الأستاذ في الحوزة الدينية في النجف الشيخ فرحان الساعدي إن "استخدام هذه الرايات في المعارك مع تنظيم الدولة لاستلهام تضحية الإمام الحسين وأخيه العباس وإسباغ صفة تاريخية على الدور الذي تقوم به القوات المقاتلة".

راية تنظيم الدولة ترفرف على أحد المواقع بناحية الرشاد بين كركوك وتكريت (الفرنسية)
راية تنظيم الدولة ترفرف على أحد المواقع بناحية الرشاد بين كركوك وتكريت (الفرنسية)

الراية السوداء
في المقابل يعتمد تنظيم الدولة رايته التي يعتبرها راية التوحيد وهي راية سوداء كتبت فيها أولى الشهادتين "لا إله إلا الله" باللون الأبيض، فوق دائرة بيضاء كتب فيها باللون الأسود "محمد رسول الله".

ويقول مدير تحرير نشرة "إنسايد إيراكي بوليتيكس" المتخصصة بالشؤون العراقية ناثانيال رابكين إن تنظيم الدولة استخدم علمه لإظهار نفسه مرادفا للدين، ويقول إنه طالما أن علمه يحمل اسم الله، فإن كل من يحرقه أو يحتقره هو عدو لله".

ويرى الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية المعاصرة رومان كاييه أن هذه الراية بالنسبة لمقاتلي التنظيم "هي هويتهم، وهم فخورون بها"، وتتماثل مع زمن الرسول (صلى الله عليه وسلم) حين "كان العلم الأبيض يستخدم خارج ساحات القتال، والعلم الأسود في ساحة المعركة".

ونادرا ما يخلو إنتاج دعائي للتنظيم كالصور والأشرطة المصورة، من مقاتل واحد على الأقل يرفع رايته, ومن أبرز لقطاته الدعائية، مشهد لمقاتل بملابس سوداء يسير على تلة وهو يحمل راية ضخمة للتنظيم.

كما استخدم التنظيم رايته لنصب "فخ" عسكري للإيقاع بخصومه, وقتل ثلاثة عناصر من الشرطة العراقية في سبتمبر/أيلول الماضي عندما حاولوا نزع راية مفخخة للتنظيم من موقع استعادوا السيطرة عليه جنوب مدينة كركوك.

ولا تقتصر الرايات على المقاتلين الشيعة أو تنظيم الدولة, بل تشمل أبناء العشائر السنية وعناصر البشمركة الكردية الذين يقاتلون التنظيم, حيث تعتمد العشائر بيارق من الحرير بلون واحد، عليها شعارات كالنجمة أو الهلال والسيوف, أما القوات الكردية، فترفع علم كردستان بألوانه الأبيض والأحمر والأخضر تتوسطها شمس ذهبية.

المصدر : الفرنسية