اشتباكات عنيفة بعين العرب والغبار يعطل غارات التحالف
تواصلت الاشتباكات العنيفة وحرب الشوارع بين تنظيم الدولة الإسلامية وقوات الحماية الكردية بمدينة عين العرب (كوباني) على الحدود السورية التركية، بينما توقفت غارات التحالف على تنظيم الدولة بسبب عاصفة من الغبار حجبت الرؤية.
وقال مراسل الجزيرة من الحدود السورية التركية عبد العظيم محمد إن الاشتباكات ما زالت متواصلة، واشتدت بعد أن انجلى الغبار الذي كان يحجب الرؤية، والذي أجبر طيران التحالف على وقف غاراته مؤقتا على مواقع تنظيم الدولة.
وأشار إلى أن عاصفة الغبار التي خيمت على سماء المنطقة منذ الصباح حيَّدت مؤقتا سلاح الطيران الذي كان يشكل أكبر عائق أمام تقدم قوات تنظيم الدولة، بسبب الغارات المكثفة التي يشنها طيران التحالف عليها.
وكان قادة ميدانيون أكراد قد طلبوا من التحالف الدولي تنفيذ مزيد من الضربات الجوية سعيا إلى تفادي سقوط المدينة التي نزح منها إلى تركيا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة ما يصل إلى 180 ألفا.
وقال المراسل إن المعارك الآن باتت تتركز حول منطقة المعبر الذي يفصل المدينة عن الأراضي التركية، والذي تحاول قوات تنظيم الدولة السيطرة عليه منذ يومين، لكنها تواجه بمقاومة شديدة من قوات الحماية الكردية التي وضعت تحصينات في المنطقة تتمثل في شبكة خنادق وأنفاق.
وينشر كل من تنظيم الدولة وناشطون أكراد على الإنترنت صورا لجثث مقاتلين يبدو أنهم لقوا حتفهم في الاشتباكات التي أدت وفقا لبعض التقديرات إلى مقتل مئات من الطرفين، إضافة إلى نزوح عشرات الآلاف.
تعزيزات تركية
في الأثناء عززت القوات التركية تواجدها على الجانب التركي من الحدود تحسبا لجميع الاحتمالات، بما فيها وقوع المعبر في يد مقاتلي تنظيم الدولة.
وقال مراسل الجزيرة إن الجيش التركي دفع بمزيد من الآليات العسكرية والدبابات باتجاه الحدود مع سوريا قبالة عين العرب حيث يحتدم القتال.
وأضاف أن القوات التركية باتت تتمركز على بعد أمتار قليلة من الحدود، ونشرت دبابتين قبالة المعبر مباشرة، إضافة إلى نشر دبابات ومدرعات عسكرية في التلال القريبة المشرفة على المنطقة.
وقال الجيش التركي في وقت سابق إن مسلحين أكرادا أطلقوا النار على قواته المنتشرة في التلال المقابلة لعين العرب، في محاولة لتمكين مسلحين قادمين من الأراضي التركية من دخول المدينة لمساعدة الفصائل الكردية هناك.
يذكر أنه منذ بدء الهجوم على عين العرب منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، قتل أكثر من 554 مقاتلا في الاشتباكات في المدينة، بحسب أرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.