أصداء غياب مصر عن قمة أفريقيا

African presidents and heads of government pose for a group photograph during the opening session of the African Union (AU) summit in Addis Ababa, Ethiopia Thursday, Jan. 30, 2014. African leaders met in Ethiopia Thursday at a summit to discuss outbreaks of violence in South Sudan and Central African Republic, as well as food security across the continent. (AP Photo/Elias Asmare)
undefined

عمر الزواوي-القاهرة

لأول مرة منذ خمسين عاما تغيب مصر عن أعمال قمة الاتحاد الأفريقي بعدما أعلن الاتحاد قراره تعليق عضويتها بسبب الانقلاب الذي أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز 2013.

وانطلقت الخميس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أعمال الدورة الـ‏22‏ للاتحاد الأفريقي تحت شعار الزراعة والأمن الغذائي والتي كان مقررا أن تتولى مصر رئاستها إلا أن قرار تعليق أنشطتها في الاتحاد حال دون ذلك.

‏وتعد هذه أول قمة أفريقية تنعقد دون مشاركة مصرية منذ إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية (‏الاتحاد الأفريقي‏) قبل ‏51 عاما‏‏ وذلك على خلفية قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي باعتبار ما حدث في مصر تغييرا غير دستوري ومن ثم تعليق مشاركة مصر في كل أنشطته.

‪‬ من المتوقع أن يقدم كوناري تقريرا للقمة عن الأوضاع بمصر(الجزيرة)
‪‬ من المتوقع أن يقدم كوناري تقريرا للقمة عن الأوضاع بمصر(الجزيرة)

وبحسب محللين فإن الرئاسة الموريتانية للدورة الجديدة للاتحاد الأفريقي تعطي الفرصة للسلطة الحالية بمصر من أجل العودة إلى الاتحاد حيث أن موريتانيا تعد من الدول الصديقة للمملكة العربية السعودية والتي تدعم الحكومة الحالية في مصر.

حظر مؤقت
ويرى أستاذ الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة أيمن شبانة أن تعليق أنشطة مصر في الاتحاد الأفريقي هو إجراء موقت سيزول بعد إجراء الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس جديد لمصر لأن الاتحاد استند في قراره إلى "إعلان لومي لعام 2000" الذي يقف ضد أي تعديلات غير دستورية تطرأ على أنظمة الحكم في دول الاتحاد.

ويضيف شبانة أن هذا الإجراء تعرضت له من قبل دول مثل موريتانيا والنيجر ومالي وتم رفع الحظر عنها بعدما أجرت انتخابات رئاسية وانتخبت رئيسا لها.

ومن المقرر أن يقدم ألفا عمر كوناري -رئيس مالي الأسبق ورئيس بعثة الاتحاد الأفريقي إلى مصر- تقريرا إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي عن نتائج زيارته لمصر عن الأوضاع بعد 30 يونيو/حزيران 2013 يمهد لاتخاذ قرار من الاتحاد بشأن مصر.

وبينما لم تصدر أي ردود فعل رسمية من الحكومة المصرية على غياب مصر عن قمة أديس أبابا استنكر مجلس التعاون العربي الأفريقي التابع لمنظمة الشعوب والبرلمانات العربية استمرار تعليق عضوية مصر بالاتحاد الأفريقي وانعقاد قمته بدونها، معتبرا أنه "إصرار على تنفيذ مخطط صهيوني أميركي لفرض العزلة على مصر حتى تبتعد عن دورها الدولي والإقليمي".

العزباوي:
الدور المصري في القارة الأفريقية يواجه تحديات عديدة منها المنافسة من قبل دول مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا وإثيوبيا على لعب دور الريادة إضافة إلى عدم قدرة أي سلطة قادمة في مصر على تحقيق دورها الريادي الذي لعبته على عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

تراجع مصري
ويرى محللون أن تعليق عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى سبّب العديد من المشكلات الإقليمية للسلطة الحالية وهو ما يصعب من حل مشكلة مياه النيل مع إثيوبيا على سبيل المثال.

ويرى المحلل السياسي يسري العزباوي -الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- أن الدور المصري في القارة الأفريقية يواجه تحديات عديدة منها المنافسة من قبل دول مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا وإثيوبيا على لعب دور الريادة إضافة إلى عدم قدرة أي سلطة قادمة في مصر على تحقيق دورها الريادي الذي لعبته على عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

ويضيف العزباوي أن المشكلات الاقتصادية التي تواجهها مصر حاليا ستقف حائلا دون إمكانية عودة الدور الذي لعبته في أفريقيا إبان حركات التحرر وما تلاه من أدوار.

من جانبه قال المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة عبد الموجود درديري إن "غياب مصر عن القارة السمراء لأول مرة منذ نصف قرن أمر محزن للغاية وأوضح أن ذلك لا يعني غياب مصر بقدر ما يعني غياب حكومة الانقلاب عن الساحة وعدم الاعتراف بها ومحاصرتها".

وأكد درديري في مداخلة مع قناة الجزيرة أن موقف الاتحاد الأفريقي يبدو أكثر ديمقراطية من أميركا وأوروبا قائلا إن "الحكومة الحالية في مصر لا تمثل الشعب المصري فكيف تحترمها الحكومات الأخرى؟ وهذا المنطق هو ما أضعف الموقف المصري في كل مكان، وكأننا نعود بالزمن مرة أخرى لنظام حسني مبارك".

المصدر : الجزيرة