قتلى وآلاف النازحين بسبب المعارك بالأنبار

قصف عنيف من طائرات ومدفعية القوات الحكومية على الرمادي
undefined

قالت مصادر طبية عراقية إن 12 مدنيا قتلوا في مدينة الفلوجة ومنطقة البوبالي بمحافظة الأنبار, بينما قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف عراقي نزحوا من مدينتي الفلوجة والرمادي خلال الأسبوع الحالي فرارا من المعارك الدائرة هناك.

وقالت مصادر طبية عراقية في مدينة الفلوجة إن تسعة مدنيين قتلوا بينهم ستة من عائلة واحدة وأصيب 12 آخرون بينهم نساء في قصف عشوائي مصدره الجيش. كما قتل ثلاثة مدنيين بينهم طفل وأصيب آخرون بينهم نساء وأطفال في قصف على منطقة البوبالي شمال الرمادي مركز محافظة الأنبار. 

وسقط القتلى في قصف بالطائرات والمدفعية على البوبالي بشرق الرمادي مركز محافظة الأنبار وشمل أيضا حي البوفراج والملعب، وجاء بعد اشتباكات عنيفة بين مسلحي العشائر والقوات العراقية التي أكد شهود عيان تكبدها خسائر كبيرة في الجنود والعربات العسكرية.

وفي الفلوجة، تعرض حي الضباط والجولان لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين مسلحي العشائر وقوات حكومية على الطريق الدولي السريع.

وقال شهود عيان من مدينة الأعظمية إنّ قوّات أمن عراقية كبيرة تحاصر المدينة بالكامل وتمنع أيّ شخص من الدخول إليها أو الخروج منها.

وتأتي هذه الإجراءات بعد ساعات من اعتقال الأمن العراقي رئيس المجمع الفقهي لكبار العلماء محمود عبد العزيز، ورئيس مجلس علماء العراق محمود العاني، وعضو المجلس الشيخ عبد الستار عبد الجبار إمام وخطيب جامع أبو حنيفة في الأعظمية, شمال بغداد.

وقد دان الاتّحاد العالمي لعلماء المسلمين عملية الاعتقال واتّهم الحكومة العراقية بالسعي إلى إسكات الأصوات المعتدلة في العراق.

كارثة إنسانية
من جهة أخرى، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 65 ألف عراقي نزحوا من مدينتي الفلوجة والرمادي خلال أسبوع، وإن أكثر من 140 ألفا نزحوا من المدينتين منذ اندلاع المواجهات العسكرية قبل نحو شهر.

‪العنف دفع بآلاف الأشخاص للنزوح من مناطقهم بالأنبار‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪العنف دفع بآلاف الأشخاص للنزوح من مناطقهم بالأنبار‬ (الجزيرة-أرشيف)

من جهتها، قالت عضو مجلس النواب عن مدينة الفلوجة لقاء وردي إن هدف القصف الشديد من القوات الحكومية على الفلوجة هو إفراغها من السكان مما ينذر بوقوع كارثة إنسانية.

وذكرت في مقابلة مع الجزيرة أن القصف الشديد والمركّز من القوات الحكومية على الأحياء السكنية في الفلوجة أدى إلى سقوط 38 قتيلا ومائتي جريح.

وأكدت لقاء وردي أن القصف الحكومي يستهدف المواطنين بشكل مباشر في أماكن تجمعهم، لا سيما عند قيامهم بالتجمع لإنقاذ الضحايا، مشيرة إلى أنه يهدف لإفراغ المدينة من سكانها وإرغامهم على الهجرة وترك منازلهم.

بدء المواجهات
يُشار إلى أن المواجهات بدأت بين مسلحي العشائر والقوات الحكومية بمحافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية حينما قامت تلك القوات بالهجوم على مخيم الاعتصام بمدينة الرمادي مركز المحافظة نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، واعتقلت النائب أحمد العلواني أحد أبرز قادة المعتصمين، حيث بدأت مواجهات بالمدينة سرعان ما انتقلت إلى الفلوجة الواقعة بين الرمادي وبغداد.

وتقول الحكومة إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو الذي يقاتل قواتها بالمدينتين، لكن السكان ينفون ذلك ويؤكدون أن مسلحي العشائر من الأهالي هم الذين يقاتلون "دفاعا عن النفس".

‪المالكي أمر بشن عملية عسكرية بالأنبار للقضاء على من وصفهم بعناصر القاعدة‬  (الجزيرة-أرشيف)
‪المالكي أمر بشن عملية عسكرية بالأنبار للقضاء على من وصفهم بعناصر القاعدة‬ (الجزيرة-أرشيف)

وعلى الصعيد الأمني خارج الأنبار، وقعت عدة هجمات بمناطق متفرقة من البلاد، فقد نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر بالشرطة قولها إن جنديا عراقيا قتل اليوم الجمعة وأصيب أربعة آخرون جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية للجيش بمدينة تكريت شمال بغداد.

وفي تكريت أيضا، أعلنت الشرطة أن اثنين من عناصرها قتلا وأصيب اثنان آخران أحدهما ضابط أمس الخميس بهجوم بالرصاص شنه مسلحون على نقطة تفتيش للشرطة بالمدينة ثم لاذوا بالفرار.

وفي بعقوبة، قال النقيب أحمد صلاح من قيادة شرطة المدينة إن أحد قيادات الصحوات قتل اليوم الجمعة وأصيب أحد مرافقيه بجروح بالغة برصاص مسلحين مجهولين.

وفي بغداد، قال مصدر أمني إن مسلحين مجهولين هاجموا أمس نقطة تفتيش تابعة للصحوة بمنطقة عرب جبور جنوبي العاصمة، مما أدى لمقتل اثنين من عناصر الصحوة وإصابة أربعة آخرين.

المصدر : الجزيرة + وكالات