"تنظيم الدولة" يتهم الجبهة الاسلامية بالعمالة للخارج

صور من قلب بلدة الدانا بريف ادلب بعد ان سيطرت عليها المعارضة المسلحة وطردت تنظيم الدولة الدولة الإسلامية في العراق والشام
undefined
 أحمد يعقوب-دمشق
شن المقاتل في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أبو زيد الأنصاري هجوما عنيفا على تحالف من المعارضة المسلحة، فيه الجبهة الإسلامية وجبهة ثوار سوريا، يقاتله في العديد من المناطق المحررة في سوريا.

وأكد الأنصاري في تصريح خاص ونادر للجزيرة نت أن السبب الرئيسي الذي دفع مقاتلي الجبهة الإسلامية لقتال "تنظيم الدولة" هو سعي قادة الجبهة "لتشويه الحقائق وصورة التنظيم"، على حد قوله.

ويرى المقاتل في تنظيم الدولة الذي في العادة لا يتحدث لوسائل الإعلام ويشكك فيها، أن "تحريض" قادة الجبهة الإسلامية ضد تنظيم الدولة وتشويه صورة مقاتليه من خلال الإعلام، ووصفهم بأنهم خوارج وطائفة باغية تقاتل الجيش الحر وحتى أنهم من صنع النظام، "أعطى عناصر الجيش الحر الجرأة على قتالهم".

واتهم الأنصاري قادة الجبهة الإسلامية بأنهم "عملاء للسعودية والولايات المتحدة" والدليل تلميع صورة قادتهم إعلاميا وإظهار الجبهة الإسلامية على أنها أفضل صورة للإسلام السياسي، بغض النظر عن دعمهم من خلال جمعيات إغاثية وشيوخ محسوبين" على السعودية.

لم نرفض التحاكم
أما عن جيش المجاهدين، فيقول الأنصاري إن هذا الجيش يتشكل من ألوية معروفة عند السوريين "بفسادها وإفسادها وعمالتها ﻷميركا"، ويضيف أن قادتهم مثل النقيب عمار الواوي وجمال معروف وقاسم سعد الدين، اجتمعوا مع شخصيات أميركية شجعوهم على قتال تنظيم الدولة "حتى لا يقام شرع الله".

ونفى الأنصاري بلهجة واثقة اتهامات حركة أحرار الشام بقتل التنظيم للطبيب أبو ريان بعد تعذيبه قائلا إن هناك من قتل الطبيب أبو ريان لإثارة هذه الفتنة وتشويه صورة "تنظيم الدولة" وإعطاء حافز للعناصر التي تقاتله اليوم.

ودعا للعودة إلى الصور التي نُشرت على أنها لأبو ريان، لأنهم سيتأكدون أن هذه الجثة لا تعود له، وخصوصا إذا تم التدقيق بلون الشعر والعينين وحجم الأكتاف المختلفين تمام عن أبو ريان.

ووصف من قال إن "تنظيم الدولة" يرفض التحاكم في المحاكم الشرعية بأنهم كاذبون، ويوضح أنه تم الاتفاق مع حركة "أحرار الشام" على محاكم شرعية مشتركة أنشئت في إدلب، وتساءل "كيف يمكن أن نأمر الناس بالتحاكم لشرع الله ونحن نرفض ذلك؟ فهم كاذبون والعالم أجمع شاهد على كذبهم، عندما قالوا على لسان قائدهم زهران علوش أنهم لن يقاتلونا، فتراهم اليوم من أشد الناس قتالا لنا".

ويختم الأنصاري حديثه بالقول، "كيف تصدقون من أخذ على عاتقه محاربة الله ورسوله وتكذبون من وهبوا أرواحهم لله؟".

إعدامات وخطف وتكفير
في المقابل، يرى الإعلامي في لواء التوحيد، أحمد خطاب، أن محاربة الثوار والإعدامات الميدانية بحق المدنيين وبسط السيطرة وخطف الناشطين وقيادات في الجيش الحر وتكفير الناس، هي أبرز الأسباب التي دفعت الجبهة الإسلامية لمحاربة "تنظيم الدولة".

ويضيف للجزيرة نت حول المعارك الدائرة في هذه الأيام أن الثوار يعتقلون عناصر من "تنظيم الدولة" للضغط على قادتهم لتسليم البلدات التي يسيطر عليها، ولفت إلى أن الثوار أكثر عددا وعدة من التنظيم "وهذا واضح من خلال سير المعارك على الأرض والمكاسب التي يحققها الثوار على الأرض".

ويستبعد خطاب إمكانية تحول هذا الصراع لحرب داخلية بين فصائل المعارضة المسلحة، ويقول "نحن خضنا هذه المعركة ضدهم لتجنب حصول معارك أخرى بعد سقوط النظام، وإن "تنظيم الدولة" هو الوحيد الذي يقاتل الثوار الآن لأنه يعتبرهم من الكفار والمرتدين".

إذن، لم تعد ساحة المعارك بين المعارضة المسلحة وتنظيم الدولة الميدان وسلاحها البندقية والقذائف والصواريخ فقط، بل امتد الاشتباك إلى الفضاء الإعلامي مستخدمين فيها سلاح الاتهامات المتبادلة بارتكاب الانتهاكات بحق الثوار والثورة والشعب السوري.

وكانت جبهة ثوار سوريا أعلنت الحرب على "تنظيم الدولة" في الثالث من يناير/كانون الثاني ردا على ما وصفته "باستنزاف رموز الثورة والناشطين"، أما الجبهة الإسلامية فقد أعلنت مشاركتها في المعارك ضد "تنظيم الدولة" بعد اتهام الأخير بالاعتداء عليها، ورفضها "اختزال الجهاد بتنظيم واحد".

المصدر : الجزيرة