واشنطن تطالب المتنازعين بجنوب السودان بإنهاء المعارك
وطالبت رايس بالخصوص مشار أن "يلتزم بوقف الأعمال الحربية دون شروط مسبقة"، وأكدت أن "استمراره في الإصرار على الإفراج عن المعتقلين كشرط مسبق لإنهاء المعارك أمر غير مقبول ويتعارض مع إرادة المعتقلين".
تهديد بقطع المساعدات
ويطالب مشار وأنصاره بالإفراج عن 11 محتجزا اعتقلوا للاشتباه في ضلوعهم في ما قيل إنها محاولة انقلاب، وهي المحاولة التي اندلعت بسببها اشتباكات في عدة مناطق بالبلاد منذ أسابيع بين القوات الحكومية والقوات الموالية لمشار.
وأكدت رايس بالمقابل أن حكومة جنوب السودان مطالبة بالإفراج فورا عن المعتقلين وتسليمهم لمنظمة مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) التي ترعى المفاوضات الحالية وذلك لتمكينهم من المشاركة في المباحثات.
وتفجر العنف في جوبا عاصمة جنوب السودان منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، وامتد إلى مناطق منتجة للنفط وتسبب في انقسام البلاد على أسس عرقية.
وقالت ليندا توماس غرينفيلد مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية "أعتقد أنه في حالة ما إذا استمر العنف فإننا سنعطل تلك المساعدات".
من جانب آخر قال رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة إيرف لادسو إن نشر مجموعة إضافية قوامها 5500 جندي من قوات حفظ السلام في جنوب السودان لحماية المدنيين -الذين يحتمون بقواعد المنظمة الدولية من العنف- من المحتمل أن يكتمل خلال شهرين.
ووافق مجلس الأمن الدولي في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي على مضاعفة عدد قوات حفظ السلام في جنوب السودان إلى 12 ألفا و500 جندى و1323 شرطيا تزامنا مع تصاعد العنف الذي دفع بأحدث دولة في العالم إلى حافة الحرب الأهلية.
قتال ومساعدات
ميدانيا قال جيش جنوب السودان إن قواته أصبحت قريبة من مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، والتي وقعت في أيدي قوات المعارضة المسلحة الموالية لمشار.
وأفاد المتحدث باسم الجيش العقيد فيليب أقوير -في تصريح لموقع إخباري محلي- بوقوع اشتباكات في المنطقة، وكذلك بالقرب من مدينة بور الإستراتيجية، في حين أوضحت مصادر إعلامية في الموقع المذكور لوكالة الأنباء الألمانية أن آلاف الأشخاص بدؤوا يفرون من المنطقة.
وأكد المتحدث أن القتال بين القوات الحكومية والمنشقين متواصل في بعض مناطق أعالي النيل، لكن الهدوء عاد إلى مدينة ملكال، وأوضح أن القتال مع المتمردين مستمر منذ أربعة أيام في منطقة غالوك، مشيرا إلى أن استمرار المعارك في تلك المناطق يعود إلى فشل المتمردين في السيطرة على العاصمة جوبا.
واتهمت المعارضة المسلحة دولة أوغندا المجاورة بقصف مدينة بور ومواقع أخرى في ولاية جونقلي الغنية بالنفط أيضا مما تسبب في قتل عدد من المدنيين، وحذرت من أن التدخل الأوغندي في شؤون جنوب السودان سيؤدي إلى تعطيل المفاوضات بين الطرفين.
وتأتي هذه التطورات في وقت لم يتمكن وفدا طرفي النزاع المجتمعان في العاصمة الإثيوبية منذ أسبوع من التوصل إلى اتفاق ينهي العمليات العسكرية بينهما.
وفي غضون ذلك، قال وزير خارجية جمهورية جنوب السودان برنابا بنجامين إن الأوضاع في بلاده تحت سيطرة حكومته، لكنه اعترف بوجود مشكلات في مدينتي بور وبانتيو اللتين يسيطر عليهما المتمردون.
مساعدات إنسانية
وفي ظل تصاعد الاحتياجات الإنسانية مع استمرار أعمال العنف، أعلنت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس، عن تخصيص 15 مليون دولار لتوفير مساعدات عاجلة للنازحين في جنوب السودان.
بدوره قال فرحان حق -المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة- إن الوكالات الأممية ستستخدم الأموال لتحسين الظروف المعيشية لعشرات الآلاف من الناس في المخيمات المكتظة.
وأوضح حق، أن الأموال ستذهب أيضا إلى الدعم الجوي لعمليات الإجلاء الطبي وتمكين موظفي الإغاثة من الوصول إلى الأشخاص المحتاجين في الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها أو غير الآمنة للوصول إليها عن طريق البر.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 230 ألف شخص قد نزحوا جراء أعمال العنف، بما في ذلك نحو ستين ألفاً لجؤوا إلى قواعد بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. كما فر نحو أربعين ألف شخص إلى البلدان المجاورة، بما فيها إثيوبيا وكينيا وأوغندا.