العودة أمنية اللاجئين السوريين في العام الجديد

براء البابولي اضطر لأن يعيش حياته خارج بلده وما يزال ينتظر يوم الرجوع إليه.
undefined
 
ناريمان عثمان-الأردن

خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة في سوريا وعند تبادل التهاني، كانت الصحفية السورية ميليا عيدموني تتمنى أن يكون الاحتفال في العام التالي في القدس، لكنها الآن تتمنى الرجوع والاحتفال مجددا في بلدها.

وإلى الأردن، غادرت ميليا عيدموني سوريا منذ أكثر من عام وتحدثت للجزيرة نت عن ذكرياتها وأمنياتها للعام الجديد قائلة "حتى الآن ما زالت أتذكر آخر احتفال برأس السنة الذي أمضيته في مدينتي حمص ونحن نستقبل عام ٢٠١٢ تحت صوت القصف على بابا عمرو".

ورغم محاولة ميليا التأقلم على العيش في عمّان ونجاحها في تكوين دائرة من المعارف والأصدقاء، فإنها تشتاق أن تكون بين أهلها في سوريا، وتضيف "ولكن وجود خطيبي وعائلته حولي في الأردن ساهم بشكل كبير في دعمي نفسيا لتخطي هذه العقبة ولو قليلا".

ومثل كل السوريين الذين تحدثوا للجزيرة نت يشاركون ميليا أمنياتها للعام الجديد بالحرية لسوريا والعدالة والمساواة والكرامة فيها، وتتذكر ميليا أصدقاء لها معتقلين ومخطوفين وتأمل أن يحمل العام الجديد الحرية لهم.

وقالت "العديد من الأصدقاء منهم الصحفي حسين غرير معتقلون لدى النظام، وسمر صالح ما تزال مختطفة من قبل ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وحرية جميع المعتقلين والمفقودين أيا كانت الجهة التي تحتجزهم من أهم ما أرجوه وأتمناه".

‪ميليا عيدموني تأمل الاحتفال في بلدها بالسنة الجديدة‬ (الجزيرة نت)
‪ميليا عيدموني تأمل الاحتفال في بلدها بالسنة الجديدة‬ (الجزيرة نت)

أحلام مشروعة 
بدوره، عبر حسام حميدي عن أمنياته التي تشبه أمنيات زميلته ميليا، فهو يرجو أن يحل السلام في بلده، وأن يتمكن من الرجوع إلى سوريا والعيش والعمل فيها.

ويقول "للمرة الثانية أستقبل عاما جديدا خارج بلدي، تركت أهلي وبيتي وأرغب فعلا أن تنتهي حالة التشرد والضياع هذه، أريد ذلك لنفسي ولجميع الناس الذين خرجوا من بيوتهم ففي النهاية ليس للإنسان إلا وطنه".

ويأسف حسام لأنه مضطر للكفاح لتأمين مستقبله خارج وطنه، قائلا "كنت أحلم بأن أبدأ تأسيس مستقبلي وأسرتي في سوريا، والمفارقة الآن أني أسعى للحصول على لجوء إلى بلد أوروبي".

ويشعر حسام بالحنين لكل شيء في دمشق "في مثل هذا الوقت من السنة كانت ملامح الاحتفال وزينة عيد الميلاد والأضواء الملونة تتدلى من النوافذ وشرفات البيوت في أحياء بدمشق القديمة".

أما براء البابولي (20 عاما) فيقول إن لديه حنينا جارفا لسوريا، ويصف شعوره بأنه قد يكون أقوى من أي شخص آخر، لأنه لم يعش في بلده ووُلد في عمّان حيث اضطر أهله للفرار أثناء أحداث الثمانينيات. ويقول "كنت أستمع باهتمام لكلام الناس الذين خرجوا من سوريا وما يقولونه عن بلدي وكيف كانت حياتهم هناك وكيف كانوا يعيشون قبل وأثناء الثورة".

وإلى جانب دراسته الجامعية يعمل براء ضمن فريق تطوعي يسعى لمساعدة السوريين في الأردن، ويعتقد أن "الأحداث القاسية" التي وقعت عام 2013 حركت ضميره أكثر تجاه الناس الذين يموتون جوعا لأنهم لا يريدون التضحية بكرامتهم، واستمد شيئا من همة الشعب والناس الذين يقابلهم. وأكثر ما يتمناه مع حلول العام الجديد أن يتوقف سفك الدماء في سوريا بالدرجة الأولى ثم انتصار الثورة وسقوط النظام.

ويوافق براء أن آماله في مثل هذا الوقت من السنتين الماضيتين كانت أكبر، لكنه يُصر على أنه دائما يمتلك الأمل، ويتمنى أن يحمل 2014 الخير لبلاده وأن تتوقف معاناة الناس فيه.

المصدر : الجزيرة