سوريا وإيران باهتمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

Delegates vote during the United Nations General Assembly meeting on Syria August 3, 2012 at the United Nations in New York. The UN General Assembly overwhelmingly passed a resolution Friday criticizing the Security Council's failure to act on the Syria conflict, which UN leader Ban Ki-moon said has become a "proxy war
undefined
يلتقي قادة العالم هذا الأسبوع في نيويورك أثناء انعقاد الدورة الـ68 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي سيطغى على مناقشاتها النزاع في سوريا، وانفتاح الرئيس الإيراني الجديد تجاه الغرب.

ويريد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اغتنام وجود ما لا يقل عن 131 رئيس دولة وحكومة وستين وزير خارجية كما هو متوقع، ليحث المجتمع الدولي على مواجهة "أكبر تحدياته" وهو سوريا. فقد خلف النزاع بهذا البلد أكثر من مائة ألف قتيل خلال ثلاثين شهرا ودفع مليوني شخص إلى دائرة اللجوء.

وسيستقبل بان على الغداء الأربعاء وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) كما سيجمع السبت مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على أمل تحديد موعد لعقد مؤتمر سلام بات معروفا باسم "جنيف 2".

ومن المرتقب عقد اجتماع الأربعاء لبحث الوضع الإنساني في سوريا وفي البلدان المجاورة (لبنان والأردن وتركيا) التي يتدفق إليها اللاجئون.

لافروف وكيري يلتقيان بان السبت القادم (رويترز)
لافروف وكيري يلتقيان بان السبت القادم (رويترز)

وقد شهدت الأزمة السورية تطورات كبيرة بالأسابيع الأخيرة، مع استبعاد الضربات العسكرية الوشيكة على إثر موافقة دمشق على تدمير ترسانتها الكيميائية.

لكن تقريرا للأمم المتحدة يؤكد استخدام الغازات السامة بريف دمشق في 21 أغسطس/آب أثار مجددا الجدالات والمواقف المتناقضة، فبينما تتهم لندن وباريس وواشنطن الرئيس بشار الأسد بارتكاب هذا الهجوم الذي وصفته بجريمة حرب، تشدد روسيا الحليف المقرب من دمشق، من جهتها، على أن مسلحي المعارضة هم الذين ارتكبوه لاستدراج الغرب إلى شن ضربات.

ويختلف الغربيون وروسيا أيضا بشأن وسائل إلزام سوريا بتطبيق خطة إزالة أسلحتها الكيميائية التي أعلنت في 14 سبتمبر/أيلول في جنيف بشكل كامل، كما أن المباحثات الجارية حول استصدار قرار بمجلس الأمن الدولي بشأن إزالة هذه الأسلحة -والذي يأمل الغرب حصوله قبل انعقاد الجمعية العامة- لم تصل إلى نتيجة.

انفتاح إيران
من جانب آخر ستتوجه الأنظار خلال الجمعية العامة صوب إيران التي تدعم النظام السوري، بعد حملة اتسمت بالانفتاح قام بها رئيسها الجديد حسن روحاني الذي سيلقي خطابا بعد ظهر الثلاثاء بعد بضع ساعات من خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرانسوا هولاند.

وقد لاقت الحملة استحسان الولايات المتحدة وحلفائها، لكن التشكيك يبقى سيد الموقف، إذ يتوجب التأكد -كما أوضح دبلوماسيون بالأمم المتحدة- من أن هذا الانفتاح ليس تكتيكيا لتخفيف العقوبات التي تتسبب باختناق الاقتصاد الإيراني، وأن لروحاني كلمته. علما بأن القرارات الأساسية تبقى منوطة بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

روحاني وجه رسائل إيجابية تجاه الغرب خلال الفترة الماضية (أسوشيتد برس)
روحاني وجه رسائل إيجابية تجاه الغرب خلال الفترة الماضية (أسوشيتد برس)

وأول مؤشر على مستقبل العلاقات مع طهران قد يأتي من اجتماع وزاري مرتقب الخميس على هامش الجمعية العامة ويضم الدول التي تتفاوض بانتظام مع إيران حول الملف النووي، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. ولم تعلن واشنطن عن أي اجتماع منفرد بين أوباما وروحاني، لكن ذلك يبقى غير مستبعد.

وككل سنة ستكون الجمعية العامة مناسبة لاستعراض المواضيع الساخنة بالعالم مثل مالي ومنطقة الساحل واليمن وليبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى.

كما يتوقع أن تستخلص اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، أول حصيلة لاستئناف المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وسيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، باراك أوباما الثلاثاء، أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي رفع صورة شكلت صدمة لرسم إعدادي لقنبلة ذرية إيرانية بالجمعية العامة للسنة الماضية، فسيكون المتحدث الأخير الثلاثاء في الأول من أكتوبر/تشرين الأول.

المصدر : الفرنسية