حزب التاميل يفوز بانتخابات محلية بسريلانكا
حقق الحزب الرئيسي للأقلية التاميلية في سريلانكا انتصارا ساحقا في انتخابات محلية، هددت بتأجيح العداء بين الحكومة وبين التاميل بعد أربع سنوات من سحق الجيش للمتمردين الانفصاليين ووضع حد لحرب استمرت 26 عاما.
ووفق مسؤولي الانتخابات، فقد تمكن تحالف التاميل الوطني الذي يمثل الواجهة السياسية السابقة لمتمردي نمور التاميل من الحصول على ثلاثين مقعدا بالمجلس الإقليمي المؤلف من 38 عضوا بمنطقة الحرب الشمالية السابقة.
بينما حصل الائتلاف الحاكم بزعامة الرئيس ماهيندا راجاباكسي على سبعة مقاعد فقط، وحصل حزب إسلامي على مقعد واحد.
وطبقا للنتائج فقد حصل حزب التاميل الوطني على أكثر من 84% من الأصوات في جافنا التي كانت بالسابق معقلا لحركة التمرد، و81% في كيلينوتشتشي العاصمة الفعلية للانفصاليين، و78% في مولاتيفو.
يُذكر أن هذه هي أول انتخابات للمجالس المحلية تجرى بشمال البلاد منذ 25 عاما، وقد أجريت بعد موجة ضغط دولي لإعادة الديمقراطية، ومع أن هزيمة الحكومة بهذه الانتخابات تعد رمزية إلى حد كبير، فإنها بذات الوقت تعتبر أقوى انتكاسة تواجه راجاباكسي منذ توليه منصبه عام 2005.
ووفق محللين فإن فوز تحالف التاميل الوطني يظهر أن هزيمة المتمردين عام 2009 لم تفلح بإنهاء دعوات الاستقلال بين التاميل الذين يشكلون نحو 14% من سكان سريلانكا البالغ عددهم نحو عشرين مليون نسمة.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة رويترز عن ناخب في بلدة جافنا الشمالية قوله "هذه رسالة قوية للمجتمع الدولي تقول إن التاميل يحتاجون لحل سياسي، قد تكون دولة منفصلة أو اقتسام السلطة داخل سريلانكا موحدة".
بدورها اتهمت الحكومة تحالف التاميل الوطني بتجديد الدعوات لإقامة دولة منفصلة عن طريق السعي لنقل السلطة، بينما يقول التحالف إنه يريد نقل السلطة من خلال سريلانكا الموحدة، وليس من دولة انفصالية.
وردا على اتهامات الحكومة، قال المرشح الرئيسي للتحالف الوطني سف وينجنسواران الذي سيصبح رئيس وزراء الأقليم للصحفيين "يجب أن يثقوا بنا نحن نؤيد سريلانكا غير مقسمة بها قدر من الحكم الذاتي في ظل دستور اتحادي".
وقال وينجنسواران، وهو قاض سابق بالمحكمة العليا، إن الاحتلال العسكري لأجزاء كبيرة بالشمال هو المشكلة الرئيسية للسكان.
ورغم دعوات وينجنسواران لحكم ذاتي، طالب بعض الناخبين بدولة منفصلة للتاميل، كما طالب الكثير من الناخبين بعودة الأراضي التي يقولون إن الجيش احتلها، كما طالبوا بانسحاب الجيش من الشمال حيث يتهمونه بانتهاك حقوق الإنسان، وارتكاب مخالفات خلال المراحل الأخيرة من الحرب.