هل تغير موقف إسرائيل من نظام الأسد؟

محور الأسد حزب الله وإيران بجل اهتمام الجيش الإسرائيلي - من صفحات جريدة يديعوت احرونوت
undefined
 محمد محسن وتد-القدس المحتلة 
 
قلل باحثون وأكاديميون إسرائيليون من أهمية تصريحات سفير إسرائيل لدى أميركا والأمم المتحدة مايكل أورين التي قال فيها إن بلاده تريد أن تشهد نهاية حكم الرئيس السوري بشار الأسد ورأوا أنها تندرج ضمن المواقف والتصريحات الضاغطة على موسكو وواشنطن للإسراع في تجريد نظام الأسد من الأسلحة الكيمائية وغير التقليدية.

واستبعد باحثون سياسيون ومختصون بالشأن السوري أن تكون هذه التصريحات بمثابة تحول علني وموقف جديد ورسمي لإسرائيل التي تواصل اعتماد الضبابية حيال الأحداث التي تشهدها سوريا واعتماد "اللا موقف".

وانسجمت تصريحات أورين مع الموقف الواضح لقائد الجيش الإسرائيلي في لواء الشمال يائير جولان الذي عبر عنه خلال مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت، قائلا "أنصح بألا يجربنا أحد، ونظام الأسد سيبقى لسنوات طويلة قبل أن تقسم سوريا إلى دويلات"، لكنه أعرب عن أمله أن يختفي الأسد عن العالم سريعا.

يائير جولان:
أنصح بألا يجربنا أحد، ونظام الأسد سيبقى لسنوات طويلة قبل أن تقسم سوريا إلى دويلات

المعلن والخفي
واستبعد مدير مركز موشي دايان للدراسات الإستراتيجية آيال زيسير أن تكون تصريحات أورين تغيرا في موقف إسرائيل الرسمي حيال الحرب الدائرة بسوريا، لافتا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوعز للخارجية بتوبيخ السفير أورين على تصريحاته "التي لا تعبر حتى عن موقف علني أو رسمي لتل أبيب".

وقال زيسير للجزيرة نت إن تصريحات أورين تأتي ضمن سيل من التصريحات والمواقف لمسؤولين من الدول الإقليمية والأوروبية والدول العظمى حيال الحرب الدائرة في سوريا ونزع السلاح الكيميائي والأسلحة غير التقليدية من نظام الأسد، مع تحفظ تل أبيب على موقفها غير المعلن والمتلخص في عدم التدخل عسكريا بسوريا مع مواصلة ترقب ورصد التطورات الميدانية والتأهب لكل السيناريوهات.

واستبعد زيسير إمكانية أن تساهم تصريحات أورين أو أي موقف إسرائيلي مناهض ومنتقد لنظام الأسد في التأثير على مجريات الأحداث الميدانية في سوريا، أو أن تمس في المعارضة السورية والحركات المشاركة في القتال "التي تعتبرها إسرائيل معادية خصوصا الأصولية منها، مقابل تعزيز نظام الأسد ولو حتى على مستوى الرأي العام العربي".

وبشأن التصريحات الصادرة عن جولان قال زيسير "الضابط جولان لا يحدد السياسات العسكرية للجيش الإسرائيلي وتصريحاته ليست جديدة وتعبر عن وجهة نظره الشخصية ولا تعكس الموقف الرسمي للجيش الإسرائيلي، لكن وخلافا للماضي بقاء أو عدم بقاء نظام الأسد بات لا يهم إسرائيل بتاتا".

‪جمال: إسرائيل تتطلع لتقليص نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة‬  جمال: إسرائيل تتطلع لتقليص نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة (الجزيرة نت)
‪جمال: إسرائيل تتطلع لتقليص نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة‬  جمال: إسرائيل تتطلع لتقليص نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة (الجزيرة نت)

إسرائيل تربح 
ويتفق أستاذ العلوم السياسية بجامعة تل أبيب أمل جمال مع زيسير بخصوص تصريحات السفير أورين بأنها لا تنم عن تغير وتحول في الموقف الإسرائيلي الرسمي حيال سوريا، مع مناورة تل أبيب بسياسة "اللا موقف" والتصريح عن مصالحها الإستراتيجية دون محاولة فرض مواقف.

وأكد جمال للجزيرة نت أن لإسرائيل "مصالح كبيرة في كل ما يحصل بسوريا وتقوم بجني الأرباح وحصد الغنائم دون أن يكون لها أي تدخل، حيث حصلت إسرائيل على أفضلية بمستوى توازن القوى الإقليمية وحصدت أكبر غنيمة إستراتيجية نتيجة أخطاء النظام السوري واستعماله للسلاح الكيميائي ضد المدنيين".

ولفت إلى أن إسرائيل -التي تضع في سلم أولوياتها ومصالحها بقاء الحدود آمنة مع سوريا مثلما كانت على مدار أربعين عاما- كانت ستجد نفسها مضطرة للدفع في جيشها لاجتياح الأراضي السورية وتوجيه ضربة عسكرية واسعة لمخازن الأسلحة الكيميائية والترسانة غير التقليدية التي يسيطر عليها الجيش النظامي، لكن استعمال النظام السوري للأسلحة الكيميائية صب بمصلحة إسرائيل بتوجه المجتمع الدولي للتعجيل بنزع السلاح الكيميائي من الجيش السوري.

وأشار جمال إلى الموقف الإسرائيلي المتمثل في الإبقاء على النظام السوري الهش بعد تجريده من الأسلحة الكيميائية مع بقاء الضربة العسكرية التي لوحت بها الإدارة الأميركية خيارا إستراتيجيا، للحفاظ على موازين القوى بكل ما يتعلق بالأسلحة غير التقليدية في منطقة الشرق الأوسط لصالح تل أبيب.

وأكد جمال أن إسرائيل غير معنية بالإطاحة بنظام الأسد وتتطلع لتقليص نفوذ إيران وحزب الله في المنطقة، وتركز اهتمامها حاليا لتجريد الجيش النظامي السوري من الأسلحة الكيميائية التي ترى فيها تهديدا إستراتيجيا.

ويعتقد جمال أن تل أبيب معنية ببقاء الحرب الداخلية في سوريا واستنزاف طاقات الجيش النظامي وإضعافه قدر الإمكان دون أن يتسبب ذلك بانهياره، لكن بالمقابل تأمل ألا ينجح الجيش النظامي بكسر المعارضة أو القضاء عليها مع تعقبها لقوى المعارضة الإسلامية المسلحة التي تخشاها إسرائيل.

المصدر : الجزيرة