استمرار الاحتجاج بإندونيسيا ضد مسابقة ملكة الجمال
واصل آلاف الإندونيسيين يتقدمهم هذه المرة أعضاء في جماعة حزب تحرير إندونيسيا الإسلامية في جاوة الشرقية مساء أمس التعبير عن غضبهم من إقامة مسابقة ملكة جمال العالم في منتجع جزيرة بالي، مجددين بذلك الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ أسبوعين ضد إقامة هذه المسابقة التي يعتبرونها تتعارض وتعاليم الإسلام الذي يدين به معظم الإندونيسيين.
وأفاد موقع صحيفة جاكرتا بوست بأن أعضاء في الجماعة خرجوا إلى شوارع وسط جيمبر بجزيرة جاوة الشرقية، قبل أن يتوجهوا في مسيرة ضمت المئات من أعضاء الجماعة إلى جامعة جيمبر للتعبير عن احتجاجاتهم.
وقال منظمو المظاهرة إن هذا الحدث مجرد أداة للدول المتقدمة لاستغلال إندونيسيا لتحقيق منافعهم الخاصة، وأنه سينال من أخلاق الشباب الإندونيسي.
ويؤكد المعارضون على أن أحداثا مثل مسابقة ملكة جمال العالم -التي بدأت الأسبوع الماضي في بالي وبثتها أكبر قناة تلفزيونية إندونيسية على الهواء مباشرة لأنحاء البلاد- لا تتفق مع تعاليم الدين، ويرون أنها تتعامل مع المرأة كسلعة رخيصة.
وكانت الحكومة الإندونيسية -استجابة للضغوط الشعبية على ما يبدو- قررت مطلع الشهر الجاري نقل نهائيات المسابقة المقررة في 28 سبتمبر/أيلول الجاري من بلدة سنتول -التي تقع إلى الجنوب من جاكرتا- إلى منتجع جزيرة بالي التي تقطنها أغلبية هندوسية، في أعقاب أيام من الاحتجاجات التي نظمتها الجماعات الإسلامية التي تعارض إقامة المسابقة.
وخلال الأسبوعين الماضيين، تظاهر آلاف المسلمين في البلاد لاستنكار المسابقة باعتبارها لا تتفق وتقاليد البلاد، ووصفوها بالتافهة والإباحية، وأحرقوا صور المنظمين.
واعترض على المسابقة كذلك وزراء في الحكومة ومنظمات تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان. يأتي ذلك رغم أن المنظمين للمسابقة أكدو بأنه لن يتخللها عرض المتسابقات وهن في لباس البحر.
ومن المفترض أن تستعيض المتسابقات البالغ عددهن 137 عن لباس البحر باللباس التقليدي، على حد قول رئيسة المسابقة جوليا مورلي، لكن هذا الإعلان لم يكن كافيا لوضع حد للاحتجاجات.
يشار إلى أن أكثر من 88% من سكان إندونيسيا البالغ عددهم نحو 240 مليون نسمة هم من المسلمين.