الأسد يوزع ترسانته الكيميائية على 50 موقعا

FILE -- In this June 10, 2011, file photo, taken during a government-organised visit for media, Syrian army soldiers standing on their military trucks shout slogans in support of Syrian President Bashar Assad, as they enter a village near the town of Jisr al-Shughour, north of Damascus, Syria. Syrian President Bashar Assad's regime has a host of options if the United States launches military strikes against it. It could directly retaliate with rockets or unleash allies like Hezbollah against Western targets. Or it could do nothing -- and score propaganda points as a victim of "U.S. aggression." The regime's choice, analysts say, will likely depend on the magnitude of the U.S. military action -- the bigger and more sustained the strikes, the more likely the government in Damascus will feel compelled to respond.
undefined

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن النظام السوري وزع مخزون ترسانته من الأسلحة الكيميائية على خمسين موقعا مختلفا على الأقل في محاولة –على ما يبدو- لتعقيد مهمة رصدها وإعاقة الجهود الرامية إلى تتبعها وضبطها.
 
ويثير هذا التحرك –وفق مسؤولين أميركيين- تساؤلات بشأن تطبيق الخطة الروسية لوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية. وفي السياق حذر رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر من أن النظام شرع بنقل أسلحة كيميائية إلى لبنان والعراق.
 
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين أميركيين وشرق أوسطيين اطلعوا على معلومات استخباراتية -لم تكشف أسماءهم- أن وحدة عسكرية سرية متخصصة يطلق عليها "الوحدة 450" أنيط بها نقل مخزون الأسلحة الكيميائية من غازات سامة وذخائر منذ أشهر طويلة، إلى مواقع متناثرة في أنحاء سوريا.
 
ووفق وول ستريت جورنال فإن الوحدة 450 -التي تتفرع من مركز البحوث العلمية- قامت مجددا الأسبوع الماضي بنقل المخزون الذي يتجاوز حجمه ألف طن من العناصر الكيميائية والبيولوجية وفق خبراء. لكن الصحيفة نسبت أيضا إلى مسؤول أميركي كبير قوله احتمال وجود أكثر من ذلك المخزون.

وبدأت هذه الوحدة العسكرية المتخصصة نقل الأسلحة الكيميائية قبل زهاء عام من غرب سوريا حيث يتم تخزينها عادة في ما يزيد على عشرين موقعا رئيسيا بأنحاء مختلفة من البلاد، بعدها شرعت الوحدة 450 باستخدام عشرات المواقع الأصغر بحيث باتت هذه الأسلحة موزعة حاليا على خمسين موقعا على الأقل بغرب البلاد وشمالها وجنوبها فضلا عن مواقع جديدة بالشرق، على حد اعتقاد واشنطن.

وعن هذا التطور، تنقل الصحيفة عن مسؤولين أن الوضع قد يجعل من الصعب على القوات الأميركية شن ضربة عسكرية على نظام الرئيس بشار الأسد المتهم باستخدام أسلحة كيميائية في هجوم أوقع 1400 قتيل بينهم أربعمائة طفل في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق.

وبالرغم من هذه الإستراتيجية التي اتبعها النظام السوري، فإن أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية لا تزال تعتقد أنها تعرف مكان وجود القسم الأكبر من هذا المخزون، وفقا للصحيفة. لكن بنفس الوقت أقر مسؤول للصحيفة أن "ما لدينا من معلومات عن مواقع الأسلحة الكيميائية أقل كثيرا مما كنا نعرف قبل ستة أشهر".

‪(رويترز‬ مفتشون بالموقع الذي تعرض للهجوم الكيميائي الذي وقع الشهر الماضي بريف دمشق 
‪(رويترز‬ مفتشون بالموقع الذي تعرض للهجوم الكيميائي الذي وقع الشهر الماضي بريف دمشق 

تتبع الوحدة
وتستخدم واشنطن الأقمار الصناعية لتعقب الآليات التي تستخدمها الوحدة 450، لكن الصور لا تكشف على الدوام عن حمولتها، وفق ما ذكرت الصحيفة.

وأشارت نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين أميركيين إلى أن المعلومات عن الوحدة ونشاطها وموقعها حساسة جدا، بحيث إن واشنطن لا تريد مشاركة تلك المعلومات مع أي من حلفائها الموثوقين بالمعارضة مخافة تعرضها لهجوم من الثوار للسيطرة عليها.

ويدرس مسؤولون عسكريون أميركيون إمكانية التأثير واختراق أعضاء هذه الوحدة العسكرية، ورغم ذلك فإن الخبراء يشيرون إلى أن الوحدة تعمل في دائرة ضيقة جدا، ويبدون شكوكا من أن أي عضو يكتشف اختراقه ستتم تصفيته وقتله.

ونقلت الصحيفة أنه حتى كبار المنشقين عن الجيش السوري في صفوف المعارضة المسلحة بمن فيهم من خدم بوحدات للأسلحة الكيميائية لا يعلمون أي شيء عن الوحدة 450 بل إنهم لم يسمعوا بها.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول أميركي كبير قوله إنه لم يتخذ بعد قرار بشأن استهداف قادة الوحدة الخاصة التي تتألف من عناصر وضباط من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. رغم اعتقاد المسؤولين الأميركيين بمسوؤلية هذه الوحدة المباشرة عن هجمات بالأسلحة الكيميائية.

كما أبلغ مسؤولون الصحيفة أيضا عدم وجود أي خطط لقصف مواقع الأسلحة الكيميائية بشكل مباشر بسبب الخطر المحتمل لانتشار الغازات إلى مناطق مدنية.  

إدريس تخوف من استخدام النظام مجددا الأسلحة الكيميائية رغم المبادرة الروسية
إدريس تخوف من استخدام النظام مجددا الأسلحة الكيميائية رغم المبادرة الروسية

لبنان والعراق
من جانبه تحدث رئيس هيئة الأركان بالجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس عن معلومات حصل عليها "الحر" تشير إلى أن النظام السوري يقوم حاليا بنقل المواد والأسلحة الكيميائية إلى لبنان والعراق.

وأعرب لشكبة "سي إن إن" الأميركية عن مخاوفه من استخدام هذه الأسلحة ضد الثوار والشعب بعد انتهاء مهمة الأمم المتحدة بسوريا، وذلك في إشارة إلى المبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيميائية في سوريا تحت إشراف دولي.

وحول الدور الذي سيقوم به الجيش الحر عند قدوم المفتشين الدوليين، قال إدريس إن الجيش الحر سيقدم لهم المعونة والمساعدة، معربا عن اعتقاده أن النظام سيمنع ويعرقل توجه المفتشين إلى المواقع المختلفة.

ووصف الأوضاع الحالية على الأرض السورية بالصعبة للغاية، مشيرا إلى أن الثوار كانوا بانتظار هجمات على نظام الأسد بعد استخدام السلاح الكيميائي "والآن وبعد المبادرة الروسية، نعلم أن المسؤولين الأميركيين يجرون محادثات مع الجانب الروسي للتأكد من مدى جدية النظام السوري بوضع هذه الأسلحة الكيميائية تحت المراقبة.

وفي مقابلة مع محطة الإذاعة الوطنية العامة بأميركا، قال إدريس إنه لا يزال في انتظار الأسلحة التي وعدتهم بها واشنطن، مشيرا إلى أن المعارضة تسلموا مساعدات إنسانية تضمنت أغذية وإمدادات طبية علاوة على معدات عسكرية مثل سترات واقية من الرصاص ومعدات رؤية ليلية ووسائل اتصال وأجهزة حاسوب ولكن "دون أي دعم عسكري مباشر".

المصدر : الجزيرة + وكالات