الأسد يوزع ترسانته الكيميائية على 50 موقعا
وبدأت هذه الوحدة العسكرية المتخصصة نقل الأسلحة الكيميائية قبل زهاء عام من غرب سوريا حيث يتم تخزينها عادة في ما يزيد على عشرين موقعا رئيسيا بأنحاء مختلفة من البلاد، بعدها شرعت الوحدة 450 باستخدام عشرات المواقع الأصغر بحيث باتت هذه الأسلحة موزعة حاليا على خمسين موقعا على الأقل بغرب البلاد وشمالها وجنوبها فضلا عن مواقع جديدة بالشرق، على حد اعتقاد واشنطن.
وعن هذا التطور، تنقل الصحيفة عن مسؤولين أن الوضع قد يجعل من الصعب على القوات الأميركية شن ضربة عسكرية على نظام الرئيس بشار الأسد المتهم باستخدام أسلحة كيميائية في هجوم أوقع 1400 قتيل بينهم أربعمائة طفل في 21 أغسطس/آب في ريف دمشق.
وبالرغم من هذه الإستراتيجية التي اتبعها النظام السوري، فإن أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية لا تزال تعتقد أنها تعرف مكان وجود القسم الأكبر من هذا المخزون، وفقا للصحيفة. لكن بنفس الوقت أقر مسؤول للصحيفة أن "ما لدينا من معلومات عن مواقع الأسلحة الكيميائية أقل كثيرا مما كنا نعرف قبل ستة أشهر".
تتبع الوحدة
وتستخدم واشنطن الأقمار الصناعية لتعقب الآليات التي تستخدمها الوحدة 450، لكن الصور لا تكشف على الدوام عن حمولتها، وفق ما ذكرت الصحيفة.
وأشارت نقلا عن مسؤولين حاليين وسابقين أميركيين إلى أن المعلومات عن الوحدة ونشاطها وموقعها حساسة جدا، بحيث إن واشنطن لا تريد مشاركة تلك المعلومات مع أي من حلفائها الموثوقين بالمعارضة مخافة تعرضها لهجوم من الثوار للسيطرة عليها.
ويدرس مسؤولون عسكريون أميركيون إمكانية التأثير واختراق أعضاء هذه الوحدة العسكرية، ورغم ذلك فإن الخبراء يشيرون إلى أن الوحدة تعمل في دائرة ضيقة جدا، ويبدون شكوكا من أن أي عضو يكتشف اختراقه ستتم تصفيته وقتله.
ونقلت الصحيفة أنه حتى كبار المنشقين عن الجيش السوري في صفوف المعارضة المسلحة بمن فيهم من خدم بوحدات للأسلحة الكيميائية لا يعلمون أي شيء عن الوحدة 450 بل إنهم لم يسمعوا بها.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول أميركي كبير قوله إنه لم يتخذ بعد قرار بشأن استهداف قادة الوحدة الخاصة التي تتألف من عناصر وضباط من الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. رغم اعتقاد المسؤولين الأميركيين بمسوؤلية هذه الوحدة المباشرة عن هجمات بالأسلحة الكيميائية.
كما أبلغ مسؤولون الصحيفة أيضا عدم وجود أي خطط لقصف مواقع الأسلحة الكيميائية بشكل مباشر بسبب الخطر المحتمل لانتشار الغازات إلى مناطق مدنية.
لبنان والعراق
من جانبه تحدث رئيس هيئة الأركان بالجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس عن معلومات حصل عليها "الحر" تشير إلى أن النظام السوري يقوم حاليا بنقل المواد والأسلحة الكيميائية إلى لبنان والعراق.
وأعرب لشكبة "سي إن إن" الأميركية عن مخاوفه من استخدام هذه الأسلحة ضد الثوار والشعب بعد انتهاء مهمة الأمم المتحدة بسوريا، وذلك في إشارة إلى المبادرة الروسية بوضع الأسلحة الكيميائية في سوريا تحت إشراف دولي.
وحول الدور الذي سيقوم به الجيش الحر عند قدوم المفتشين الدوليين، قال إدريس إن الجيش الحر سيقدم لهم المعونة والمساعدة، معربا عن اعتقاده أن النظام سيمنع ويعرقل توجه المفتشين إلى المواقع المختلفة.
ووصف الأوضاع الحالية على الأرض السورية بالصعبة للغاية، مشيرا إلى أن الثوار كانوا بانتظار هجمات على نظام الأسد بعد استخدام السلاح الكيميائي "والآن وبعد المبادرة الروسية، نعلم أن المسؤولين الأميركيين يجرون محادثات مع الجانب الروسي للتأكد من مدى جدية النظام السوري بوضع هذه الأسلحة الكيميائية تحت المراقبة.
وفي مقابلة مع محطة الإذاعة الوطنية العامة بأميركا، قال إدريس إنه لا يزال في انتظار الأسلحة التي وعدتهم بها واشنطن، مشيرا إلى أن المعارضة تسلموا مساعدات إنسانية تضمنت أغذية وإمدادات طبية علاوة على معدات عسكرية مثل سترات واقية من الرصاص ومعدات رؤية ليلية ووسائل اتصال وأجهزة حاسوب ولكن "دون أي دعم عسكري مباشر".