إسرائيل تتأهب عسكريا لتفادي "مفاجآت"

An Israeli soldier checks a Merkava tank stationed in the Israeli-occupied Golan Heights along the border with Syria on September 1, 2013. The Israeli cabinet authorised on August 28 a partial call-up of army reservists amid growing expectations of a foreign military strike on neighbouring Syria, army radio reported. The unspecified number of troops are attached to units stationed in the north of the country, which borders both Lebanon and the Golan Heights.
undefined

محسن وتد-القدس المحتلة

هوّن باحثون ومحللون إسرائيليون من احتمال قيام نظام الرئيس السوري بشار الأسد بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ في حال تعرض لضربة عسكرية أميركية، في وقت يتأهب فيه الجيش الإسرائيلي لأي طارئ بالجولان السوري المحتل.

واستبعد هؤلاء أن تنضم تل أبيب إلى الضربة الأميركية المرتقبة، التي قد تستغرق بضع ساعات، وتقتصر على قصف مواقع ومخازن أسلحة غير تقليدية للجيش السوري بالصواريخ كإجراء عقابي، وليس لإسقاط نظام الأسد.

ودفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات إلى الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان، بينما كثف سلاح الطيران تحليقه فوق الجنوب اللبناني والجولان المحتل.

وأتمت تل أبيب نشر منظومات الدفاع الصاروخية بجميع المناطق ومحيط المدن الكبرى، بينما اعتمدت القيادات السياسية والعسكرية لهجة الوعيد للأسد في حال شن هجمات صاروخية، مقابل دعوة الإسرائيليين لمواصلة حياتهم العادية.

تفادي المفاجآت
في الأثناء، يقرع الإعلام الإسرائيلي منذ أيام طبول الحرب بدعوته واشنطن إلى التعجيل بضرب سوريا مع الإشادة باستعداد الجيش الإسرائيلي لمواجهة أي رد صاروخي سوري. 

عائلات من فلسطينيي 48 اقتنت أقنعةواقية من الغازات السامة (الجزيرة نت)
عائلات من فلسطينيي 48 اقتنت أقنعةواقية من الغازات السامة (الجزيرة نت)

وأبقى الإعلام السجال الشعبي حول مدى استعداد الجبهة الداخلية ثانويا، متجاهلا الثغرات التي تكشفت بتوزيع أقنعة واقية من الغازات تكفي فقط لـ60% من السكان، والتذمر من أن 85% من الملاجئ غير جاهزة لحرب محتملة، وذلك تفاديا لخلق حالة من الهلع. 

واعتبر الخبراء أن الاستعدادات المختلفة ليس الهدف منها المشاركة بهجوم على سوريا، وإنما هي خطوات استباقية لتفادي المفاجأة وتطمين الإسرائيليين.

ويرى مدير مركز موشي دايان للدراسات الإستراتيجية آيال زيسير، وهو باحث بالشأن السوري، أن الرئيس الأميركي باراك أوباما غير معني بتوريط بلاده في الحرب الأهلية بسوريا، وأن طلبه تفويضا من الكونغرس الأميركي دليل على ذلك.

وقال زيسير للجزيرة نت إن التدخل الأميركي سيكون محدودا ومقتصرا على بضعة صواريخ تستهدف بعض مواقع الجيش السوري ومخازن الأسلحة الكيميائية حفظا لماء الوجه وليس إسقاط نظام الأسد.

وأضاف أن تل أبيب تصر على عدم التدخل بسوريا، ولذلك تواصل الاستعداد وتعيد انتشار الجيش على الجبهة الشمالية تفاديا للمفاجأة. واستبعد زيسير قصفا سوريا لإسرائيل بصواريخ كيميائية، معتبرا أن الأسد "بطل على شعبه" من خلال ضربه بالسلاح الكيميائي، لكنه يعي أن ثمن ضرب إسرائيل حياته ونظام حكمه.

انتشار للردع
من جهته يعتقد عكيفا ألدار المحلل السياسي الإسرائيلي أن واشنطن ليست معنية بأي تدخل عسكري إسرائيلي في سوريا. وقال للجزيرة نت إن إسرائيل لن تكون شريكا بالضربة الأميركية المرتقبة تجنبا لتأليب الرأي العام العربي، مستدلا بامتناعها عن الرد على الصواريخ العراقية في حرب الخليج عام 1990.

وقال إن إسرائيل لن تقحم نفسها في سوريا كي لا تثير غضب إيران، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي سيرد في حال تعرضت المدن الإسرائيلية لقصف سوري. واعتبر ان القوات والنظم الصاروخية التي نشرها الجيش الإسرائيلي "رسالة ردع" لنظام الأسد، كما أنها رسالة ترمي إلى طمأنة الإسرائيليين.

المصدر : الجزيرة