جدل بشأن هجوم الرئيس اليمني على الصحفيين

epa02756151 A Yemeni anti-government protester reads a newspaper at the square where protesters demand the departure of Yemeni President Ali Abdullah Saleh, in Sana’a, Yemen, 28 May 2011. Thousands of Yemeni anti-government protesters, seeking the ousting of President Ali Abdullah Saleh, have been battling government forces for four months, according to media sources. EPA/YAHYA ARHAB
undefined

ياسر حسن-عدن

أثار هجوم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي على الصحفيين في خطابه الأخير -الذي وصف فيه بعض الصحفيين بالمرتزقة- جدلا واسعا في اليمن وخاصة في الوسط الصحفي والإعلامي.

وفي الوقت الذي انتقد فيه الكثير من الصحفيين هجوم هادي، معتبرين أنه كان لا ينبغي أن يصدر في خطاب رسمي ومن شخص الرئيس، فإن البعض يرى أن الهجوم مبرر وأن الرئيس لم يقل إلا الحقيقة فهناك صحفيون باعوا أنفسهم بالمال وتركوا شرف المهنة.

وقال مستشار الرئيس اليمني لشؤون الدراسات الإستراتيجية والبحث العلمي فارس السقاف، إن ما دعا الرئيس لذلك الخطاب بحق الصحفيين هو التعاطي الإعلامي غير المسؤول مع القضايا الوطنية في مرحلة خطرة وحساسة وتحولية تمر بها البلاد والتي يجب أن يتكاتف الجميع لإنجاحها وفي المقدمة وسائل الإعلام.

وأشار في حديث للجزيرة نت، إلى أن الرئيس أراد أن يستثير في الصحفيين عنصر المسؤولية والحس الوطني فقط، ولم يقصد محاسبتهم أو ملاحقتهم قضائياً.

‪‬ السقاف: الرئيس أراد أن يستثير في الصحفيين عنصر المسؤولية والحس الوطني(الجزيرة)
‪‬ السقاف: الرئيس أراد أن يستثير في الصحفيين عنصر المسؤولية والحس الوطني(الجزيرة)

وأضاف أن هادي لم يهاجم في حديثه كل وسائل الإعلام بل خص البعض التي قال إنها تنشر مواضيع تمس أمن البلاد، وبالمقابل أثنى على وسائل أخرى تعمل بمهنية ووطنية، ومن دون ذكر أسماء.

نقل المعلومات
وأكد السقاف على ضرورة وجود متحدث رسمي باسم رئاسة الجمهورية يعمل على عقد مؤتمرات صحفية أسبوعية للحديث عن كل التطورات ونقل المعلومات لوسائل الإعلام، مشيرا إلى ضرورة تمكين الصحفيين من المعلومات الصحيحة والتواصل معهم، ليتمكنوا من طرحها للقراء والرأي العام.

ودعا مستشار الرئيس اليمني الصحفيين إلى مراعاة ضمائرهم ومسؤوليتهم وحسهم الوطني عند الحديث في أي موضوع، والعمل بمهنية والتوفيق بين الحقوق والواجبات.

بدوره قال رئيس مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي خالد الحمادي، إنه كان من المفترض على الرئيس هادي ألا يحشر نفسه فيما يخص الصحفيين، لأنه من خلال خطابه مارس الأسلوب التسلطي على الصحفيين، الأمر الذي "يُعد استمرارية للنهج السابق الذي كان عليه الحال في فترة النظام السابق".

أكد الحمادي أن خطاب الرئيس قوبل بـ"استنكار واسع" من الصحفيين الذين شعروا أنه يتعارض مع الحريات الإعلامية، وعلى الرغم من عدم الرضا عما ينشر في بعض وسائل الإعلام، إلا أنه كان يفترض أن تتم معالجة ذلك في أطر خاصة، وليس في خطاب رسمي لرئيس الجمهورية، حسب قوله.

رسالة هادي
من جانبه يرى الصحفي والمحلل السياسي عبد الرقيب الهدياني أن خطاب الرئيس هادي لم يكن موجهاً للصحفيين مباشرة، وإنما كان موجهاً لسلفه المخلوع علي عبد الله صالح الذي كان يصرف الأموال من دار الرئاسة لبعض الصحفيين لتجميل صورته وصورة نظامه، فيما قام هادي بإيقاف صرفها.

‪‬ الهدياني: المستنكرون من الصحفيين لخطاب الرئيس هم الذين عناهم بحديثه(الجزيرة)
‪‬ الهدياني: المستنكرون من الصحفيين لخطاب الرئيس هم الذين عناهم بحديثه(الجزيرة)

وبيّن في حديث للجزيرة نت، أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن هناك صحفيين ووسائل إعلامية كانت تعمل على تلميع صورة النظام السابق ورئيسه مقابل أموال تتقاضاها من ذلك النظام، "بل إلى اليوم هناك صحف ووسائل إعلامية أخرى يمولها صالح تعمل على محاولة إفشال النظام الحالي الذي جاء بعد الثورة الشبابية".

وأشار إلى أن المستنكرين من الصحفيين لخطاب الرئيس هم الذين عناهم بحديثه أنهم يبيعون ضمائرهم بالمال، ويعملون على تلميع صالح وتبرير أخطائه حتى بعد الثورة وإسقاط النظام، وهم أيضاً من يحاولون تجيير خطاب هادي وجعله مشكلة تمس الوسط الصحفي عموماً.

وأوضح الهدياني أن الصحفيين كانوا يعانون من التضييق والتنكيل والقمع والمنع في عهد الرئيس المخلوع صالح، وتم إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة الصحفيين الذين ينتقدون النظام وأجهزته، فيما يستميل صالح بعض الصحفيين ويغريهم بالمال لتلميع صورته وصورة نظامه العائلي.

المصدر : الجزيرة