الضربة المحتملة لسوريا لن تغير وجهة الحرب

An F-16C Fighting Falcon from the 522nd Fighter Squadron, Cannon Air Force Base, N.M., fires an AGM-65H Maverick air-to-ground missile at a Utah Test and Training Range target near Hill Air Force Base, Utah, during a Combat Hammer mission, 25 May 2004. Combat Hammer is an Air-to-Ground Weapons System Evaluation Program hosted by the 86th Fighter Weapons Squadron from Eglin Air Force Base, Fla. EPA/DoD photo by Master Sgt. Michael Ammons
undefined

ترجح التوقعات أن يكون هدف أي ضربة محتملة توجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى سوريا بسبب استعمال السلاح الكيمياوي هو تلقين الرئيس بشار الأسد وإيران درسا في عواقب تحدي الغرب, ولكنها لن تغير وجهة الحرب الدائرة في سوريا.

ويقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن شن هجوم قصير ومركز يقتصر على استخدام صواريخ كروز هو أفضل رد على النظام السوري، إذا ثبت وقوفه وراء الهجوم بالأسلحة الكيمياوية الذي تعرضت له مناطق تسيطر عليها المعارضة الأسبوع الماضي.

وإذا قررت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما شن مثل هذا الهجوم، فسيكون عليها أن تختار أهدافه بعناية فائقة حسب المراقبين، لأنها لا تسعى لردع الأسد وحده بل تسعى أيضا لردع إيران في ما يتصل ببرنامجها النووي.

وقال دنيس روس المستشار السابق للبيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط إنه على الإدارة الأميركية أن تقرر ما هي أهدافها, أهي العقاب لتوضيح أن هناك ثمنا ينبغي دفعه والتشديد على القوة الرادعة, أم تغيير ميزان القوى في سوريا؟

وساهمت هجمات حلف شمال الأطلسي الجوية في 2011 في تغيير مسار الحرب الأهلية الليبية، حيث سهلت غارات الحلف عمل المعارضة في الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي, لكن من غير المرجح أن يختار أوباما شيئا مماثلا في سوريا، حسب المراقبين.

وقال مسؤولون أميركيون إن وزارة الدفاع قدمت للبيت الأبيض مجموعة من خطط الهجوم الممكنة على سوريا, ويعتقد المحللون أن نطاق العمليات العسكرية سيكون محدودا.

‪واشنطن قد تعتمد على القطع البحرية‬ واشنطن قد تعتمد على القطع البحرية في شن الهجوم حسب المراقبين (الأوروبية)
‪واشنطن قد تعتمد على القطع البحرية‬ واشنطن قد تعتمد على القطع البحرية في شن الهجوم حسب المراقبين (الأوروبية)

وقالت حياة ألفي -وهي محاضرة في قسم دراسات الشرق الأوسط في كلية الحرب البحرية الأميركية- إن التدخل الأميركي المحتمل سيكون محدودا للغاية فقط لتبين واشنطن للعالم أنها "فعلت شيئا".

خوف من تبعات التقاعس
وتعزز الولايات المتحدة وحلفاؤها قواتهم في المنطقة حتى قبل أن يُقتل مئات الأشخاص في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف دمشق يوم الأربعاء الماضي. وحملت سوريا المعارضة المسؤولية عن هذا الحادث، لكن واشنطن ولندن وباريس تقول إنه لا شك عندها في أنه هجوم كيمياوي شنته قوات الأسد.

ويرى البعض أن واشنطن تخشى أن يشكك أي تقاعس في تعاطيها مع قضية استخدام النظام السوري للسلاح الكيمياوي في أي "خطوط حمراء" أخرى تضعها، كأن يشجع ذلك إيران على مواصلة برنامجها النووي.

وقد يدفع التقاعس عن ضرب سوريا أيضا -حسب المراقبين- إسرائيل إلى تولي الأمور بنفسها، ومهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، مما يؤدي إلى مزيد من الاضطراب في منطقة تعاني درجة كبيرة من عدم الاستقرار.

الأهداف المحتملة
ويقول مسؤولون إن الأهداف الأكثر ترجيحا هي مراكز القيادة والسيطرة، والدفاعات الجوية الخاصة بقوات الأسد وأي جزء من ترسانة أسلحته الكيمياوية يعتقد أنه من الممكن مهاجمته بأمان.

ويرى المراقبون أن الولايات المتحدة ستسعى قدر الإمكان إلى تفادي أي تحرك يستهدف معاقبة الأسد على استخدام الأسلحة الكيمياوية قد يؤدي إلى قيامه بإطلاق مواد خطيرة في البيئة, كما ستسعى إلى تجنب مقتل أي فنيين روس في سوريا، لأن ذلك من شأنه أن يؤجج التوتر القائم في العلاقات الغربية مع موسكو.

وتقول مصادر عسكرية إن القادة العسكريين الأميركيين يريدون قوة ساحقة، وتحالفا إقليميا قويا لردع أي رد سوري.

ويقول مسؤولون غربيون حاليون وسابقون بعضهم مشارك مباشرة في وضع السياسات إن الدفاعات الجوية السورية المتقدمة, والخوف من خطر وقوع خسائر بشرية بين الأطقم الجوية يجعل الاقتصار على صواريخ كروز في أي ضربة هو الخيار المرجح.

مراقبون يرون أن واشنطن وحلفاءها قد يشنون هجوما "من بعيد" بإطلاق صواريخ من سفن حربية أو طائرات أميركية، دون دخول المجال الجوي السوري

وقد يُشن هجوم "من بعيد" بإطلاق صواريخ من سفن حربية أو طائرات أميركية دون دخول المجال الجوي السوري. وتقول الولايات المتحدة إنها زادت عدد المدمرات التي تحمل صواريخ كروز في البحر المتوسط إلى أربعة.

ترسانة الحلفاء
وغادرت حاملة الطائرات هاري ترومان -وهي أقوى قطعة بحرية أميركية في المنطقة- البحر المتوسط في 18 أغسطس/آب متوجهة جنوبا من خلال قناة السويس إلى البحر الأحمر، لكن سوريا لا تزال في مدى ضرباتها.

وتقول مصادر عسكرية إن بريطانيا تحتفظ بغواصة هجومية في البحر المتوسط منذ عدة أشهر، وهو ما يتيح لها المشاركة في أي هجوم صاروخي تقوده الولايات المتحدة، مثلما فعلت في ليبيا.

كما أعلن أخيرا أن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول صالحة للعمل بعد إعادة تجهيزها, وهي حاليا في ميناء طولون الفرنسي المطل على البحر المتوسط، ومن ثم يمكن أن تصل إلى سوريا خلال ثلاثة أيام.

ولا تزال طائرات أف 16 الأميركية في الأردن بعد المشاركة في مناورات في وقت سابق هذا العام, ويمكن للقوات الجوية الأميركية أيضا تعزيز قاعدتها الجوية التركية في أنجرليك، كما يمكن للقاذفات البعيدة المدى أن تنطلق من الولايات المتحدة دون أن ترصدها أجهزة الرادار السورية.

وقال مسؤولون غربيون إن دول الخليج وغيرها من الدول الحليفة في المنطقة قد تقدم معلومات مفيدة، رغم أنهم يرون أن مشاركتها المباشرة في الضربات الأولى مستبعدة وسينصب التركيز أساسا على حماية تلك الدول من أي انتقام من جانب دمشق.

ويقول خبراء إن القوات التقليدية السورية ما زالت لديها قوة ضاربة كبيرة، تضم صواريخ مضادة للسفن قادرة على إصابة سفن قريبة في البحر المتوسط, وصواريخ تقليدية قادرة على إصابة أهداف في دول مجاورة من بينها إسرائيل.

المصدر : رويترز