توقعات بتدخل عسكري في سوريا

epa03835969 A handout photo released by the US Navy Visual News Service show the guided-missile destroyer USS Mahan (DDG 72) during the Iwo Jima Expeditionary Strike Group (ESG) composite unit training exercise (COMPTUEX) in the Atlantic Ocean on 05 September 2007. The ship will, according to officials, remain deployed in the Eastern Mediterranean to provide 'options for all contingencies, and that requires positioning our forces, positioning our assets to be able to carry out whatever options the president might choose' in response to the situation in Syria. The Navy destroyer USS Rampage was due to replace the USS Mahan but now joins her along with the guided missile destroyers USS Gravelly and USS Barry. US Defence Secretary Chuck Hagel declined to discuss any specific options, but other reports said the US Navy was reinforcing its presence in the Mediterranean Sea. EPA/US NAVY / MC2 JASON R. ZALASKY / HANDOUT HANDOUT EDITORIAL USE ONLY
undefined

تزايدت التوقعات باحتمال توجيه ضربات عسكرية للنظام السوري بعد الهجوم الكيمياوي على الغوطة بريف دمشق الأسبوع الماضي، وسط تعزيز واشنطن لقواتها في المتوسط بعد إعلان البنتاغون استعداده للتحرك، بالتزامن مع اجتماع انطلق مساء الأحد لقادة جيوش غربية وعربية بالأردن، في حين حذرت دمشق وموسكو وطهران من حريق قد يشعل المنطقة في حال مهاجمة سوريا.

وفيما أعلنت فرنسا أنها متأكدة من أستخدام النظام السوري لأسلحة كيمياوية في قصف الغوطة يوم الأربعاء الماضي، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل أمس الأحد إن (البنتاغون) مستعد للخيار العسكري بسوريا إذا تلقى أمرا من الرئيس باراك أوباما بذلك.

وأضاف هيغل في تصريحات لصحفيين رافقوه إلى ماليزيا -التي يزورها ضمن جولة بجنوب شرق آسيا- إن أوباما طلب من وزارة الدفاع إعداد خيارات لجميع الحالات الطارئة، مضيفا أن الوزارة أعدت تلك الخيارات، وأنها مستعدة للقيام بأي خيار إذا قرر الرئيس الأميركي ذلك.

وترافقت تصريحات هيغل مع تأكيدات لمسؤول في البنتاغون يوم السبت تشير إلى تعزيز الولايات المتحدة لقطعها البحرية في البحر المتوسط بمدمرة رابعة مجهزة بصواريخ "كروز"، وذلك بسبب تطورات الأوضاع في سوريا.

وفي هذا السياق انطلق في وقت متأخر من مساء الأحد اجتماع في الأردن بشأن سوريا يحضره رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي، ورؤساء هيئات الأركان في كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا والسعودية وقطر وتركيا، لبحث تداعيات الأزمة السورية وتأثيراتها خصوصا بعد المجزرة الكيمياوية في ريف دمشق.

وكان مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قد قال أمس إن الولايات المتحدة تكاد تجزم الآن بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيمياوية في الغوطة الشرقية بريف دمشق الأسبوع الماضي.

ونقلت رويترز عن المسؤول "استنادا إلى عدد الضحايا المذكور والأعراض الواردة لمن قتلوا أو أصيبوا وروايات الشهود وحقائق أخرى جمعتها مصادر عامة وأجهزة المخابرات الأميركية وشركاؤها الدوليون فما من شك يذكر في هذه المرحلة في أن النظام السوري استخدم سلاحا كيمياويا ضد مدنيين في هذه الواقعة".

وتابع "نحن مستمرون في تقييم الحقائق حتى يتمكن الرئيس باراك أوباما من اتخاذ قرار مدروس بشأن كيفية الرد على هذا الاستخدام دون تمييز لأسلحة كيمياوية".

وكان أوباما قد قال الجمعة إن الوقت يقترب بشأن اتخاذ رد محدد على "الأعمال الوحشية" من قبل النظام السوري.

وبرغم ان سوريا وافقت على قيام فريق المحققين التابعين للأمم المتحدة بالتحقيق في استخدام السلاح الكيمياوي في ريف دمشق، إلا أن مسؤولا اميركيا أعتبر الموافقة "متاخرة وليست ذات صدقية"، كما أن وزير خارجية بريطانيا قال إن الادلة على أستخدام الكيمياوي قد تكون دمرت بالقصف المستمر للمنطقة.

‪الهجوم الكيمياوي بغوطة دمشق عزز من احتمالات هجوم ضد نظام الأسد‬ (رويترز)
‪الهجوم الكيمياوي بغوطة دمشق عزز من احتمالات هجوم ضد نظام الأسد‬ (رويترز)

الخيار العسكري
وتقول واشنطن ولندن وباريس إن هناك علامات متزايدة على أن القوات السورية شنت هجوما كيمياويا على الغوطتين الشرقية والغربية فجر الأربعاء الماضي، وإن ذلك -إذا تأكد بشكل قاطع- يستدعي ردا قويا.

وقال مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي إن اتصالات أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون وقادة آخرين، فضلا عن تعزيز الأسطول الحربي الأميركي في البحر المتوسط، مؤشرة على عمل عسكري محتمل ضد سوريا.

وأشار إلى أن واشنطن تبدو جادة هذه المرة بسبب بشاعة ما حدث في سوريا، ولأن مصداقية أوباما على المحك بعدما قال مرارا من قبل إن استخدام السلاح الكيمياوي في سوريا خط أحمر.

أوباما وكاميرون تحادثا أربعين دقيقة قبل يوم من اجتماع قادة جيوش أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وتركيا والسعودية وقطر والأردن في عمان

سفينة حربية رابعة
وفي هذه الأثناء قالت صحيفة ذي إندبندنت أوف صنداي البريطانية أمس إن تدخلا عسكريا دوليا ضد نظام بشار الأسد بدأ يلوح في الأفق، وإن أوباما وكاميرون تباحثا على الهاتف أربعين دقيقة البارحة (…)، وأكدت أن الخيار العسكري الدولي صار على الطاولة.

وأوضحت الصحيفة أن واشنطن أرسلت سفينة حربية رابعة مزودة بصواريخ كروز إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأن العملية قد تشمل إقامة منطقة عازلة لحماية المدنيين السوريين، وشن حملة جوية على قوات الأسد.

وأشارت إلى أن أوباما اجتمع في البيت الأبيض مع مستشاريه للأمن القومي لبحث الخيارات المتاحة للرد على الأسد، مضيفة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل الموجودين في آسيا شاركا في الاجتماع من خلال دائرة اتصال مغلقة.

قادة جيوش
وفي الإطار ذاته دعا وزير الخارجية الأردني ناصر جودة الأحد إلى معاقبة من يثبت تورطه في استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا، قبل يوم من اجتماع قادة جيوش أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وتركيا والسعودية وقطر والأردن في عمان.

وقال جودة في مؤتمر صحفي مع نظيره المصري نبيل فهمي "أجدد إدانة الأردن واستنكاره للقتل المروع الذي شهدته منطقة الغوطة الشرقية والتأكيد على ضرورة أن يتحمل من يثبت أنه استخدم أسلحة كيمياوية أو غير تقليدية المسؤولية عن هذا العمل الإجرامي".

وحول الاجتماع العسكري الذي سيعقد في المملكة، قال جودة إن "هذا الاجتماع العسكري مبرمج له منذ أسابيع وأشهر وأجندته معروفة"، وأضاف "لا شك أن اجتماعا لقادة عسكريين حتى وإن كان مبرمجا منذ مدة لابد أن يتعامل مع تطورات الموقف على الأرض، وأن يكون هناك حديث شامل عن كل السيناريوهات المطروحة في المنطقة وتأثيرها على أمن واستقرار الدول المعنية".

من جانبه، قال الوزير المصري إن "الوضع في سوريا يزداد ألما وأسفا كل يوم ونشهد تطورات لا يمكن أن تكون في صالح أي من الأطراف".

‪موسكو حذرت واشنطن من تكرار سيناريو العراق في سوريا‬  (الأوروبية)
‪موسكو حذرت واشنطن من تكرار سيناريو العراق في سوريا‬  (الأوروبية)

تحذير روسي إيراني
وحذرت روسيا وإيران من التدخل العسكري في سوريا، وقالت موسكو من أن "حربا غير شرعية" على سوريا ستكون مدمرة لأمن المنطقة، ودعا المتحدث باسم الخارجية الروسية إلى عدم تكرار ما سماه "المغامرة" التي خاضتها الدول الغربية ضد العراق في سوريا هذه المرة.

ودعا المتحدث الروسي الولايات المتحدة لعدم تجاوز الأمم المتحدة "كما فعلت في العراق قبل عشر سنوات تحت ذريعة معلومات كاذبة".

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي أليكسي بوشكوف قد اعتبر أن الرئيس الأميركي يدفع الولايات المتحدة باتجاه "حرب غير مشروعة" في سوريا، في ما يشبه تحركات الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش قبل غزو العراق عام 2003.

وكتب بوشكوف على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "يقترب أوباما بشكل حتمي من حرب في سوريا تماما كما فعل بوش في العراق"، وأضاف "تماما كما حدث في العراق، فلن تكون هذه الحرب شرعية وأوباما سيصبح استنساخا لبوش".

كما حذرت إيران من أي تدخل دولي في سوريا، وقال الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية إن "أميركا تعلم حد الخط الأحمر للجبهة السورية"، مضيفا أن أي تجاوز لهذا الخط من قبل واشنطن "ستكون له عواقب وخيمة على البيت الأبيض".

سيحرق المنطقة
وكانت سوريا قد حذرت  أمس من أن مهاجمتها بحجة استخدام السلاح الكيمياوي ضد شعبها "ستحرق المنطقة".

وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية إن تدخلا عسكريا أميركيا محتملا في بلاده سيترك تداعيات خطيرة في مقدمتها "فوضى وكتلة من النار واللهب ستحرق الشرق الأوسط برمته".

وأضاف أن الاعتداء على سوريا لن يكون نزهة لأي طرف في ظل التوازنات الإقليمية والمعطيات الحقيقية على الأرض.

المصدر : الجزيرة + وكالات