المحققون يقابلون ضحايا "الكيمياوي" ويأخذون عينات
وقال طبيب سوري من معضمية الشام لوكالة رويترز إن مفتشي الأمم المتحدة اجتازوا خط القتال الفاصل بين الجيش النظامي والمعارضة المسلحة في وسط المدينة عندما أصاب رصاص القناصة السيارة الأولى من سيارات الوفد الست وأعطبوها.
وقال الطبيب المدعو "أبو كرم" للوكالة عبر الهاتف، إنه "مع المفتشين الدوليين في مسجد الروضة، ويلتقون بعض المصابين، يستمعون لرواياتهم ويأخذون عينات منهم لفحصها". كما ينوي المفتشون أخذ عينات من جثث القتلى في الهجوم.
وكانت الأمم المتحدة أكدت أن المفتشين الدوليين تعرضوا لنيران قناصة في معضمية الشام، أثناء توجههم لموقع تعرض للقصف بالسلاح الكيمياوي. موضحة أن الحادثة لم تسفر عن أي إصابات. وعاد المفتشون إلى مقر إقامتهم في دمشق بعد انتهاء اليوم الأول من مهمتهم.
وشوهد أعضاء فريق مفتشي الأمم المتحدة وهم يرتدون سترات واقية ويرافقهم رجال أمن وعربة إسعاف، وذكروا أنهم متوجهون إلى الغوطة الشرقية التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على مشارف دمشق، وهي المنطقة التي تضم الأحياء التي تعرضت للقصف الكيمياوي.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق عن مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه قوله "لو لم يكن للحكومة السورية ما تخفيه، ولو أرادت أن تثبت للعالم أنها لم تستخدم أسلحة كيمياوية في هذا الحادث، لكانت أوقفت هجماتها على المنطقة، وسمحت للأمم المتحدة بأن تصل فورا إليها قبل خمسة أيام".
وفي هذه الأثناء، تعهد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بكشف حقيقة ما جرى في غوطة دمشق، وجاء في بيان للأمم المتحدة أن أمينها العام بان كي مون "أعطى تعليمات للبعثة -التي يقودها الدكتور (أكي) سيلستروم، والموجودة حاليا في دمشق- بتركيز اهتمامها على تحديد الوقائع بشأن الحادث الذي وقع في 21 أغسطس/آب، وإعطائه الأولوية المطلقة".
وتابع بيان الأمم المتحدة أن بان كي مون "يشير إلى أن الحكومة السورية تؤكد أنها ستقدم التعاون الضروري، بما في ذلك احترام وقف الأعمال الحربية في المواقع المرتبطة بالحادث".
وتتهم المعارضة السورية نظام دمشق باستخدام الغازات السامة في هجمات على ريف دمشق الأربعاء، مما أدى -بحسبها- لسقوط 1300 قتيل، فيما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط 322 قتيلا. كما أكدت منظمة أطباء بلا حدود السبت وفاة 355 شخصا من أصل 3600 نقلوا إلى مستشفيات في ريف دمشق الأربعاء، بعدما ظهرت عليهم "أعراض تسمم عصبي".
وينحصر تفويض المفتشين الدوليين في معرفة ما إذا كانت أسلحة كيمياوية قد استخدمت وليس في إلقاء اللوم على طرف. لكن الأدلة التي سيجمعونها مثلا -حسب رويترز- عن الصاروخ المستخدم قد تشير بقوة إلى هوية الطرف المنفذ للهجوم.
وإذا حصل فريق الأمم المتحدة على دليل مستقل فسيسهل ذلك إقامة دعوى دبلوماسية دولية للتدخل. ويقول مفتشو أسلحة سابقون إن كل ساعة تمضي تحدث فرقا في ما يمكن التوصل إليه.