أبو زعبل وسيناء.. دوامة الدماء والأسئلة

Egyptian army and policemen carry coffins covered with the national flags at Almaza military Airbase in Cairo on August 19, 2013, during a funeral for 25 policemen who were killed near the border town of Rafah, North Sinai. Militants killed 25 policemen in the deadliest attack of its kind in years, as Egypt's army-installed rulers escalated a campaign to crush ousted president Mohamed Morsi's Muslim Brotherhood.
undefined

 محمد الرويني-القاهرة

لم يكن المصريون قد استوعبوا بعد فاجعة مقتل نحو أربعين معتقلا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي المناهضين للانقلاب خلال ترحيلهم إلى سجن أبو زعبل مساء الأحد، حتى صدموا بعدها بساعات ببشاعة حادث قتل 25 من جنود الأمن المركزي في شبه جزيرة سيناء.

والحادثان اللذان وقعا في توقيت متقارب فتحا باب الترجيحات السياسية، فبينما جنح البعض إلى أن مقتل الجنود جاء انتقاما لمقتل المعتقلين، رأى آخرون أن الحادث الثاني ربما نفّذ للتغطية على الأول ولعدم إعطاء الفرصة لتعاطف الرأي العام مع أنصار مرسي.

وجاء سقوط عشرات القتلى أمس سواء من أنصار الرئيس المعزول مرسي في القاهرة أو من الجنود في سيناء، ليحتم التساؤل عن ما إذا كانت مصر قد دخلت دوامة من العنف بشكل يجر البلاد إلى سيناريو مخيف.

يرى الدكتور نصر عبد السلام عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، أن قيادات الجيش هي التي بدأت بالعنف، محملا إياها تداعيات ذلك، وأكد للجزيرة نت في الوقت نفسه سلمية جميع الفعاليات الاحتجاجية لأنصار مرسي منذ الثلاثين من يونيو/حزيران الماضي. 

‪عبد السلام: إذا كان السيسي يعرف من قتل الجنود ولم يتحرك فتلك مصيبة‬ (الجزيرة)
‪عبد السلام: إذا كان السيسي يعرف من قتل الجنود ولم يتحرك فتلك مصيبة‬ (الجزيرة)

مسؤولية الجيش
ولا يجد عبد السلام أي جهة يمكن سؤالها عن ملابسات مقتل 25 جنديا في سيناء أمس وما لحقها من "عمليات إرهابية" سوى المخابرات الحربية، مشددا على أن قيادات الجيش تصر على إقحام المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية بشكل ينهي المسار الديمقراطي للبلاد.

ويقول عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية "إسرائيل تعربد في سيناء التي تعج بالإرهابيين تحت إشراف محمد دحلان القيادي السابق بحركة فتح الفلسطينية، وهو ما يجب التصدي له بقوة من قبل قواتنا المسلحة".

ويستبعد عبد السلام أن يكون مقتل الجنود انتقاما لمقتل المعتقلين، ويدلل على ذلك بسلسلة من المجازر استهدفت مؤيدي مرسي سواء عند دار الحرس الجمهوري أو قرب المنصة، فضلا عن عملية فض اعتصام ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر ثم رمسيس بالقوة، والتي لم يتبعها جميعا أية أعمال ثأرية رغم عدد القتلى الذي وصل للآلاف.

ويتابع "إذا كان الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع يعرف من قتل الجنود ولم يتحرك لنجدتهم فتلك مصيبة، وإذا كان لا يعرف هويتهم فتلك مصيبة أكبر"، مطالبا السلطات المصرية بسرعة الكشف عن الملابسات الحقيقية لمقتل الجنود والمعتقلين.

أما المحلل السياسي عماد الدين حسين رئيس تحرير جريدة الشروق اليومية، فيؤكد أن مصر دخلت دائرة العنف بالفعل، مشيرا إلى أن سيناء بطبيعتها وظروفها الخاصة تعاني من الممارسات الإرهابية منذ فترة طويلة قبل الثالث من يونيو/حزيران الماضي. 

حسين: لا أقبل اعتبار مقتل المجندين انتقاما لما جرى للمعتقلين (الجزيرة)
حسين: لا أقبل اعتبار مقتل المجندين انتقاما لما جرى للمعتقلين (الجزيرة)

العنف
يوضح حسين أن العنف في محافظات وادي النيل بعكس سيناء بدأ مع الأحداث التي عرفناها منذ قرابة الشهرين، معتبرا أن لا أحد يستطيع معرفة تطوراته التي ستتوقف على السلوك الذى سينتهجه التيار الإسلامي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.

وبشأن تحليله لحادث معتقلي أبو زعبل ثم قتل جنود سيناء، يؤكد حسين عدم ميله لطرح تحليلات بعينها للموقف ما دامت لم تتوافر معلومات مؤكدة عن ما حدث، لكنه في الوقت نفسه لا يقبل اعتبار مقتل المجندين انتقاما لما جرى للمعتقلين.

ويقول "تصوير حادث سيناء على أنه انتقامي لا معنى له، لكون تلك المنطقة تعاني من الممارسات الإرهابية ضد جنود الشرطة والجيش بشكل أصبح معتادا على الرأي العام في الوقت الذي لم يكن هناك أي أعمال عنف ضد الإخوان".

ولفت حسين إلى مقتل 16 جنديا في أغسطس/آب الماضي خلال حكم مرسي وهو ما يستبعد الشبهة الانتقامية، بحسب قوله.

كما استبعد أن يكون الجيش وراء حادث مقتل الجنود للتغطية على وحشية ما حدث لمعتقلي أبو زعبل، مشيرا إلى أن تلك الاتهامات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتويتر، لكن من المستحيل تصديقها على أرض الواقع، على حد قوله.

المصدر : الجزيرة