آمال أميركية بنجاح مفاوضات السلام

مؤتمر صحفي لجون كيري و صائب عريقات و ليفني
undefined

ياسر العرامي-واشنطن

على مدى الأشهر الأربعة الماضية وفي جولات ست، تمكن وزير الخارجية الأميركي جون كيري من إعادة جمع الفلسطينيين والإسرائيليين على طاولة المفاوضات لاستئناف محادثات السلام المتعثرة منذ العام 2010.

وشهدت العاصمة الأميركية واشنطن يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين انعقاد اجتماعات بين الوفدين، الإسرائيلي برئاسة وزيرة العدل تسيبي ليفني، والفلسطيني برئاسة كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات.

وأعلن الوزير كيري بعد الاجتماعات عن اتفاق الطرفين على لقاء جديد في غضون الأسبوعين المقبلين في مساعي البدء بالمفاوضات، في رحلة زمنية حدد لها كيري تسعة أشهر للتوصل إلى تسوية شاملة.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع عريقات وليفني وصف كيري محادثات الطرفين بأنها كانت "بناءة وإيجابية"، مشيرا إلى أن الطرفين التقيا الرئيس الأميركي باراك أوباما مرتين.

كيري كشف عن أن اتفاق الطرفين على الانخراط في مفاوضات سرية متواصلة وموضوعية حول القضايا الجوهرية، مع طرح كل القضايا على طاولة التفاوض لتحقيق هدف واحد هو وضع حد للصراع، مشيرا إلى أنه لن يعلن عن نتائج المفاوضات إلا من خلاله فقط.

غير أن السؤال المطروح برأي مراقبين هو ما إذا كانت الأشهر القليلة القادمة ستشهد نجاحا لجولة المفاوضات هذه.

‪بيليغ: توافق دولي يدعم الوصول لحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي‬ (الجزيرة نت)
‪بيليغ: توافق دولي يدعم الوصول لحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي‬ (الجزيرة نت)

توافق دولي
الباحث في معهد الشرق الأوسط بواشنطن الدكتور إيلان بيليغ اعتبر أن فرص نجاح جولة المفاوضات الحالية "أقل من 50%".

لكنه أوضح للجزيرة نت أن هذه النسبة قد لا تكون دقيقة "مع وجود توافق دولي في الآراء على ضرورة التوصل لحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لا سيما في ضوء عدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة عموما".

وأكد بيليغ أنه سيكون من المهم دعم الدول العربية لأي اتفاق يتم التوصل إليه أثناء المفاوضات وإعطاء محمود عباس الغطاء والدعم اللازم الذي يحتاجه لإنجاح هذه العملية.

وبشأن رؤية الأميركيين لمستقبل المفاوضات يقول بيليغ إن إدارة أوباما ملتزمة بخيار حل الدولتين، وعلى أساس ذلك بذلت جهود كبيرة للعودة للمفاوضات.

ولفت إلى أن الإدارة الأميركية تدرك جيدا الأسباب التي أدت إلى فشل التوصل لحل في الماضي، بالإضافة لإدراكها صعوبة الوصول إلى الاتفاق الذي تطمح إلى تحقيقه.

وأشار إلى أنه لا ينبغي التقليل من الصعوبات المستعصية التي تواجه حل هذا الصراع الذي يختلف عن كل الصراعات الدولية.

وأشاد بيليغ بتعيين السفير السابق في إسرائيل مارتن أنديك مبعوثا أميركيا لمفاوضات السلام، معتبرا أن الرجل يمتلك الخبرة الكافية ويدعم مفهوم حل الدولتين.

‪شام: أميركا مطالبة باستخدام مهارتها لإقناع نتنياهو بالتوصل لاتفاق‬ (الجزيرة نت)
‪شام: أميركا مطالبة باستخدام مهارتها لإقناع نتنياهو بالتوصل لاتفاق‬ (الجزيرة نت)

نجاح خارجي
أما أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة ميريلاند بول شام فذهب إلى أن الإدارة الأميركية بحاجة ماسة لتحقيق نجاح خارجي تفتقر إليه حتى الآن، وهو ما جعلها تولي مسألة مفاوضات السلام اهتماما خاصا.

وقال للجزيرة نت إنه لا يتوقع لجولة المفاوضات القادمة أن تنجح ما لم يلعب أوباما والمبعوث الأميركي أنديك أوراقهما بشكل صحيح مع حكومة بنيامين نتنياهو، معتبرا أن الأمر هذه المرة "يتطلب مهارة أميركية وراء الكواليس لإقناعه بالتوصل لاتفاق نهائي".

وعزا شام تحديد مدة التسعة الأشهر للمفاوضات إلى السماح للتغيرات السياسية في المنطقة بأن تلعب دورا في إنجاح عملية التفاوض، خصوصا في إسرائيل كي يستطيع رئيس الحكومة الإسرائيلية في هذه الفترة إجراء تغييرات في حكومته من شأنها الموافقة على نتائج المفاوضات.

ويعتقد شام أن الفرق بين هذه المفاوضات وسابقاتها -باستثناء مفاوضات 1979 بين إسرائيل ومصر- هو أن الحكومة الإسرائيلية يديرها رجل من اليمين ويتمتع بشعبية كبيرة على المستوى الشخصي، وذلك على عكس سلفه إيهود أولمرت، وهو ما يرجح أن يحصل على موافقة حكومية وشعبية لنتائج المفاوضات.

وعبر شام عن قناعته بأن على نتنياهو الاقتناع بأنه "سيكون الأسوأ لإسرائيل دبلوماسيا وبالنسبة له شخصيا ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين".

لكنه يرى أن السؤال الكبير سيكون إيران وما إذا كان رئيسها الجديد حسن روحاني سيغير من توجهات بلاده إلى درجة تسمح لرئيس الحكومة الإسرائيلية بأن يكف عن مطالبة أميركا بمهاجمة إيران.

وقال "في حال تحقق هذا الأمر سيكون نتنياهو مستعدا لتغيير توجهه بما فيه الكفاية للتوصل إلى اتفاق جدي مع الفلسطينيين، وهو الأمر الذي قاومه طيلة ممارسته لمهنته السياسية".

المصدر : الجزيرة