دبلوماسية أفريقية غربية مكثفة لحل الأزمة بمصر

وفد لجنة الحكماء الإفريقية في مصر
undefined
أكد رئيس وفد الاتحاد الأفريقي بالقاهرة ضرورة حل الأزمة الراهنة بمصر، في حين أعلن الأوروبيون استمرار مساعيهم في هذا الصدد بإرسال مسؤول رفيع المستوى لمهمة طويلة الأمد، فيما يبدأ وزير خارجية ألمانيا زيارته، بينما أعلنت الولايات المتحدة زيارة نائبين بارزين الأسبوع القادم.
 
فقد شدد ألفا عمر كوناري رئيس وفد الاتحاد الأفريقي الذي يزور مصر على ضرورة الحوار "بلا شروط وبلا عنف" لحل الأزمة الراهنة بمصر.
 
وقال إن القرار الذي اتخذه الاتحاد الأفريقي بشأن تجميد عضوية مصر في الاتحاد لم يكن إجراء عقابيا بل جاء من أجل التروي لفهم الأوضاع السياسية في البلاد.

وأطلقت السلطات المصرية الجديدة حملة دبلوماسية باتجاه الاتحاد الأفريقي لشرح وجهة نظرها بازاء ما حدث في مصر، وفحواها أن مرسي "أخفق" في إدارة العملية السياسية وأن التظاهرات التي خرجت في 30 يونيو/حزيران شكلت "ثورة" على نظامه.

وأكد كوناري في مؤتمر صحفي بالقاهرة أن الوفد التقى الرئيس المعزول محمد مرسي, وأن اللقاء معه كان "صريحا للغاية".

من جانبه قال رئيس بتسوانا السابق فيستوس موغاي إن وفد لجنة حكماء أفريقيا شرح لمرسي الغرض من الزيارة، وهو الانخراط مع كل الأطراف في مصر، وأوضح أن مرسي تحدث معهم وقال لهم إنه تمت الإطاحة به من السلطة وأنه يشعر بالظلم.

وقال موغاي إن الوفد أكد لمرسي أنه كزعيم عليه أن يسهم في تحقيق السلام ومنع العنف وإنهم لا يلقون اللوم على أي شخص لوقوع العنف، وإنهم يدعمون فتح حوار مع كل الأطراف للتوصل إلى حل سلمي للوضع الراهن في مصر، فرد عليهم مرسي بأنه لا يمكنه فعل أي شيء في الوضع الحالي، لأنه لا يتصل بكثير من أتباعه وليس على تواصل مع الإعلام، ولكن الوفد ضغط عليه أن يفعل ما بوسعه لإقناعهم لتحقيق السلام في البلاد.

آشتون عبرت عن استعدادها للعودة إلى مصر من أجل التوصل إلى حل للأزمة (الأوروبية) 
آشتون عبرت عن استعدادها للعودة إلى مصر من أجل التوصل إلى حل للأزمة (الأوروبية) 

جهود أوروبية
يأتي ذلك بعد زيارة من ثلاثة أيام لمسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون لم تسجل اختراقا.

وكان مرسي تلقى رسميا أول زيارة أمس الثلاثاء حين التقته مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون لساعتين.

وأعلن مايكل مان المتحدث باسم آشتون اليوم أنها مستعدة للعودة من جديد إلى مصر لتسهيل خروج هذا البلد من الأزمة. وأوضح أنها طلبت من الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة جنوب المتوسط بيرناردينو ليون العودة إلى مصر لمواصلة العمل مع كل الأطراف لإيجاد حل للأزمة.

وأشار مان إلى أن جهود الاتحاد الأوروبي تهدف إلى "تسهيل التوصل إلى عملية سياسية شاملة وكاملة"، وقال إن الاتحاد يعمل في مصر بدعم واسع من الدول الأعضاء وشركاء دوليين آخرين.

من جانبه يتوجه اليوم وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع كل الأطراف السياسية يطلب فيها "عودة سريعة" إلى الديمقراطية، وفق ما أعلن ناطق باسمه.

وقال المتحدث في مؤتمر صحفي إن فسترفيله "سيحث كل متحدثيه على العودة سريعا إلى وضع الشرعية الديمقراطية واستئناف العملية الانتقالية بمشاركة الجميع"، وأضاف أن "أهم رسالة هي أن من الحيوي أن تتعاون كل الأطراف وتتخلى عن العنف".

وقالت الرئاسة المصرية إنها تلقت طلبا من وزير الخارجية الألماني لمقابلة مرسي، وأوضحت أنها ردت على ذلك الطلب بالتأكيد على أن الرئيس المعزول قيد التحقيق القانوني وأنه يواجه اتهامات متعددة والأمر منظور أمام القضاء.

وكانت ألمانيا، أكبر قوة اقتصادية في الاتحاد الأوروبي، أكدت أنها تريد فرض شروط على مساعدتها في سياسة الإصلاحات في مصر، ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الإفراج عن مرسي المحتجز منذ إقالته.

غراهام وماكين
من جانب آخر أعلن أحمد المسلماني المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أن هذا الأخير تلقى اتصالا هاتفيا مساء أمس الثلاثاء من الأمين العام للأمم المُتحدة بان كي مون "تناول فيه معالم المرحلة الانتقالية ومسار المصالحة الوطنية، والجدول الزمني لخارطة الطريق"، وهو أول اتصال من الأمين العام للأمم المتحدة بالرئيس المؤقت في مصر.

وضمن الوفود الدبلوماسية التي تفصد القاهرة أيضا، يزور السيناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام مصر الأسبوع المقبل بطلب من الرئيس باراك أوباما لحث النظام على تنظيم انتخابات.

وقال ليندسي غراهام لقناة سي بي أس أن الأميركية إن الزيارة تهدف إلى المطالبة بالتوافق من أجل حكم مدني، وتابع "يجب على العسكريين أن يسمحوا بتنظيم انتخابات جديدة في البلاد والمضي نحو مقاربة ديمقراطية شاملة".

وأوضح غراهام "لقد ولى الزمن الذي كنا ندعم فيه الدكتاتوريات والأنظمة العسكرية"، مؤكدا أن "الربيع العربي واقع حقيقي"، وأكد أنه ينوي مع زميله "التباحث مع العسكر والقادة السياسيين بمن فيهم الإخوان المسلمون".

المصدر : وكالات