تفاؤل إسرائيلي وحذر فلسطيني من استئناف المفاوضات

US Secretary of State John Kerry (C) looks on as chief Palestinian negotiator Saeb Erakat (L) and Israel's Justice Minister Tzipi Livni (R) shake hands after speaking at the State Department in Washington on July 30, 2013. Israeli and Palestinian negotiators agreed Tuesday to meet again within the next two weeks, aiming to seal a final peace deal in nine months, Kerry said. The two sides will meet in either Israel or the Palestinian territories and "our objective will be" to reach a "final status agreement over the course of the next nine months," Kerry told reporters after Israelis and Palestinians ended a three-year freeze on talks.
undefined
قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إنه متفائل بأن تؤدي مفاوضات السلام مع الفلسطينيين إلى حل الدولتين وضمان الاستقرار في المنطقة، فيما أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه أن "مصاعب هائلة" تنتظر تلك المفاوضات.

وقال بيريز للصحفيين أثناء زيارته إلى ليتوانيا التي ترأس الاتحاد الأوروبي "أنا متفائل كثيرا الآن باستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين وبيننا"، وأضاف أن المحادثات لديها هدف واضح هو "وجود دولة يهودية باسم إسرائيل ودولة عربية باسم فلسطين لا تتقاتلان بل تعيشان معا في صداقة وتعاون".

وأضاف "ليس هناك بديل من السلام، ليس هناك أي معني للحرب"، واعتبر أن "الإرهاب ليس لديه سياسة ولا يستطيع صنع الخبز أو إعطاء الهواء النقي للتنفس، إنه مكلف وغير مجد ولا ينتج منه أي شيء".

وبرعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حدد المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون أمس الثلاثاء لأنفسهم هدفا يقضي بالتوصل إلى اتفاق سلام خلال تسعة أشهر.

وأوضح بيريز أن الاتفاق سيكون مهما لتطوير مستوى المعيشة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن "الشرق الأوسط قد يتغير في حال قام الإرهاب والأزمة والجوع والبطالة والقمع بإفساح المجال لعهد جديد من الاقتصاد والعلاقات الاجتماعية". وتابع "نريد صنع السلام ليس مع الفلسطينيين فحسب بل مع كل الدول العربية".

مصاعب
في المقابل قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، إن جولة المفاوضات التي جرت بواشنطن اقتصرت على الإعداد الإجرائي والترتيبات الإدارية وتحديد جدول الأعمال واللقاءات.

وأضاف عبد ربه -في تصريحات للإذاعة الفلسطينية الرسمية- أن الجولة الأولى من المفاوضات لم تخف وجود "مصاعب هائلة" تنتظر المفاوضين، وذكر من بينها النشاط الاستيطاني، والتصريحات "العنصرية" التي يطلقها أطراف الحكومة  الحالية في إسرائيل.

عبد ربه: إقرار مستوطنات جديدة يعني الحكم بفشل المفاوضات وانهيارها (وكالات)
عبد ربه: إقرار مستوطنات جديدة يعني الحكم بفشل المفاوضات وانهيارها (وكالات)

واعتبر أنه "في ظل استمرار السياسة الإسرائيلية من توسيع الاستيطان وسياسة مواصلة إنكار حق الشعب الفلسطيني واستمرار تهويد القدس فلن يكون هناك أي مستقبل للعملية السياسية الجارية".

وحذر عبد ربه من أنه في حال إجراء بناء استيطاني إسرائيلي من أي قبيل فهذا يعني الحكم بفشل المفاوضات وانهيارها.

وقال إن هذا الموقف تدركه الإدارة الأميركية جيدا، وعليها بالتالي أن  تقرر إن كانت المفاوضات "يمكن أن تفتح بعض الأبواب أو أن هذه المفاوضات لن تعمر طويلا ويمكن أن يقضي عليها قبل أن تبدأ".

وأشار إلى رغبة إسرائيل في طرح قضية الاعتراف بها دولة يهودية ضمن المفاوضات، في موقف اعتبره "نوعا من الخزعبلات لحرف الأنظار عن المسائل  الجوهرية"، مؤكدا على الرفض الفلسطيني لذلك.

وفيما يتعلق بإعلان وزير الخارجية الأميركي عن تعهد إسرائيلي بتقديم بوادر حسن نوايا للفلسطينيين في الضفة الغربية، قال عبد ربه إن "الحسنات والمبادرات الصغيرة وقتها انتهى، وهي لا تغير بالصورة شيئا حتى لو وقعت".

فشل متكرر
من جانب آخر اعتبرت الحكومة المقالة في قطاع غزة أن استئناف السلطة الفلسطينية مفاوضات السلام مع إسرائيل "لا يخرج عن كونه فصلا من فصول الفشل المتكرر".

وقالت الحكومة المقالة، في بيان عقب اجتماعها الأسبوعي في غزة، إن "الفشل المتكرر للمفاوضات انعكس سلبا على مجمل القضية الفلسطينية وفتح شهية الاحتلال لمزيد من الإجراءات العدوانية خاصة بناء المستوطنات وتوسيعها".

واعتبرت أن الولايات المتحدة الأميركية "نجحت في نهاية المطاف في جر السلطة لمربع التراجع وتقديم التنازلات والجلوس على مائدة  التفاوض مقابل بعض الامتيازات البسيطة التي لا تمت بصلة إلى الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني".

نتنياهو وافق على بناء وحدات استيطانية جديدة مقابل عدم انسحاب البيت اليهودي من الحكومة (الفرنسية)
نتنياهو وافق على بناء وحدات استيطانية جديدة مقابل عدم انسحاب البيت اليهودي من الحكومة (الفرنسية)

وقالت إن "الإدارة الأميركية وإسرائيل ستستغلان المفاوضات للتغطية على مشاريع الاحتلال وفرض مزيد من التنازلات على قيادة سلطة رام الله".

وكانت صحيفة معاريف قد كشفت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وافق على بناء ما بين 4500 إلى 5500 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات مقابل عدم انسحاب حزب البيت اليهودي اليميني المتطرّف من الحكومة بعد إقرار إطلاق سراح أسرى فلسطينيين كمبادرة حسن نية قبل استئناف المفاوضات.

وقالت الصحيفة إن نتنياهو أجرى اتصالات سرية مع وزير الإسكان أوري أريئيل، من حزب البيت اليهودي، وأوضحت أن تلك الاتصالات لم يكشف عنها من أجل ألا تسبّب حرجاً لإسرائيل على إثر استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقالت الصحيفة إن هذه الاتصالات هي التي جعلت القرار بإطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين يمر بهدوء، وعدم انسحاب حزب البيت اليهودي من الحكومة بعد أن أبدى معارضة شديدة للإفراج عن الأسرى. ويعارض حزب البيت اليهودي إجراء مفاوضات مع الفلسطينيين ويدعو إلى ضم أكثر من نصف الضفة الغربية إلى إسرائيل.

المصدر : وكالات