الحويني يحذر السيسي من التورط بسفك الدماء

حشود المتظاهرين في مصر
undefined
عبر الداعية السلفي الشيخ أبو إسحاق ‏الحويني عن رفضه لبيان وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح السيسي، والذي دعا فيه المصريين إلى النزول للميادين لتفويضه في الحرب على ما سماه "العنف والإرهاب"، وطالبه بعدم التورط في سفك دماء المصريين.
 
وفي بيان صدر تحت عنوان "هذه كلمتي في أحداث مصر الجسام"، أعرب الحويني عن "فزعه الشديد" من دعوة السيسي، ووصف هذا الطلب بأنه "أمر منكر لا يجوز شرعا ولا عرفا"، وقد يؤدي إلى حرب أهلية، وسفك للدماء المحرمة.
 
وأشار الحويني إلى أن ما دفعه إلى إصدار البيان هو ما لمسه في الفريق السيسي من "محبة للدين"، خلال لقاء جمعه به رفقة عدد من المشايخ، وأوضح أنه من هذا المنطلق يخوفه بالله من أن يحاسب يوم القيامة عن أي دماء تسيل بسبب دعوته الجماهير إلى الاحتشاد في وجه معارضيه.
 
ونصح الحويني في بيانه وزير الدفاع بألا يتورط في دماء الشعب كما فعل أبو مسلم الخراساني، الذي قتل أكثر من مائة ألف نفس لتوطيد ملك الدولة العباسية على جماجم بني أمية وعوام الناس الذين ليس لهم مذهب سياسي.
 
واختتم الشيخ بيانه بتوجيه دعوة للسيسي جاء فيها "لا تتورط في هذا واذكر مقامك بين يدي الله تعالي وحيدا (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها)، فالخلاف السياسي لا ينهيه سفك الدماء بل هذا قد يجر البلاد إلى فوضى عارمة وبحر من الدماء لا يعلم إلا الله تعالى مآله".

ويعد بيان الحويني أحدث ردود الفعل على خطاب عبد الفتاح السيسي الذي ألقاه قبل يومين، وكان المرشح السابق للانتخابات الرئاسيات محمد سليم العوا قد نفى ما ورد في ذلك الخطاب من أنه قام بوساطة بين القوات المسلحة والرئيس المعزول محمد مرسي، بينما نفى رئيس الوزراء السابق هشام قنديل ما ورد في خطاب السيسي بشأن علم مرسي المسبق بالبيانات التي أصدرها الجيش قبل عزله.

تخوف العوا
وكان العوا قد وصف قرار الجيش بعزل محمد مرسي بـ"الانقلاب العسكري"، وأبدى تخوفه "العميق" من دعوة السيسي المتظاهرين لتفويضه لمواجهة "العنف والإرهاب".

واعتبر العوا في مقابلة مع الجزيرة أن دعوة السيسي "غامضة" وتدعو للقلق، مشيرا إلى أن ما يحصل في مصر خلاف سياسي عميق.

وأكد العوا أن التعبير عن الإرادة الشعبية يكون عبر الانتخابات والاستفتاء. وأضاف أن الحشد يصلح للضغط على الطرف الآخر، وليس للتفويض.

كما استغرب العوا استخدام السيسي لـ"حديث رجل الدولة"، رغم كونه لا يمثل الدولة المصرية، معتبرا أن من يمثل الدولة ويمكنه طلب التفويض هو رئيس الجمهورية أو نائبه، أو رئيس الحكومة.

ووصف العوا ما يجري في مصر بالانقلاب العسكري الكامل، الذي تنتفي فيه الشرعية الدستورية، مشيرا إلى غياب أي إعلان يفيد بعزل مرسي، وهو ما يجعله رئيسا لمصر حتى الآن، واصفا ذلك بأنه خطأ دستوري ضخم.

واعتبر العوا أن السبيل للخروج من الأزمة التي تعرفها مصر حاليا، هو توقيف كل الإجراءات الجنائية المتخذة ضد قيادات الإخوان المسلمين بشكل فوري على اعتبار أن اعتقالهم غير جائز قانونيا.

كما أكد أن تجاوز الانقلاب يمكن أن يحصل عبر استعادة الشرعية الدستورية بدستور 2012 مع تجميد المواد الخلافية بإرادة شعبية يترجمها مجلس الشورى، أو إقرار دستور عام 1971 والعمل به، "كي نحكم بدستور وليس بإرادة فردية".

واقترح العوا أيضا إعلان مرسي عن مخرج دستوري لما يحصل عبر اختيار إمكانية التنازل أو تفويض رئيس الوزراء أو رئيس مجلس الشورى، أو إعلان العجز عن تسيير شؤون البلاد، مع تأكيده على استحالة عودة مرسي رئيسا لمصر، على حد تعبيره. وأكد أيضا ضرورة تمسك المتظاهرين بوحدة الوطن.

المصدر : الجزيرة