معارضة مصر تتوعد الإسلاميين بحشود ضخمة

 

قال مراسل الجزيرة بالقاهرة إن المعارضة توعدت بحشد أكبر عدد من المتظاهرين, ردا على الحشود الضخمة للأحزاب والقوى الإسلامية, أمس الجمعة، بميدان رابعة العدوية بالقاهرة, وذلك بينما عبر رئيس الوزراء هشام قنديل عن مخاوف من العنف.

وذكر المراسل أن المعارضة اعتبرت حشود الأحزاب والقوى الإسلامية أمس استعراضا للقوة, ووصفت ذلك بأنه محاولة لترهيبها قبل مظاهرات 30 يونيو/حزيران الجاري.

في هذه الأثناء, أعلن رئيس الوزراء هشام قنديل أن حكومته اتخذت إجراءات أمنية قبل مظاهرات المعارضة المقررة, معربا عن قلقه من دعوات للعنف.

‪أنصار التيارات الإسلامية رفعوا شعار
‪أنصار التيارات الإسلامية رفعوا شعار "لا للعنف"‬ (رويترز)

ونقلت قناة المحور التلفزيونية المصرية عن قنديل قوله "ستتم حماية الاحتجاجات السلمية ولكن لا أحد فوق القانون". وأضاف "ما نسمعه من دعاوى عنف هنا وهناك يقلقني كثيرا, أنا لا أخشى من المعارضة ولكن أخشى من المندسين والبلطجية والسلاح".

وقد حذر رئيس الحكومة كل من يخرج على القانون بأنه سيواجه عقوبات, وقال إن التغير الحقيقي يكون بصندوق الانتخابات.

بدورها, قالت وكالة رويترز إن الإسلاميين استعرضوا قوتهم في القاهرة أمس وجمعوا حشودا ضخمة للتعبير عن دعمهم للرئيس محمد مرسي.

وألقى إسلاميون قياديون كلمات في المتظاهرين بعد ساعات من بدء المظاهرة تضمنت تحذيرات لمعارضي الرئيس الذين يقولون إنه فشل في تحقيق أهداف ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك عام 2011.

وقال القيادي بحزب الحرية والعدالة محمد البلتاجي للحشد "سنحمي الشرعية بأرواحنا ودمائنا ولن نسمح بالقفز على الشرعية". كما قال القيادي في الجماعة الإسلامية طارق الزمر "ذهبنا معهم إلى الصندوق وهزمناهم هزيمة كبرى فكفروا بالصندوق، قالوا الشارع هو الحل وحشدوا لذلك المئات فحشدنا لهم الملايين، فمن المنتصر اليوم؟". وأضاف "لقد توعدونا في 30 يونيو/ حزيران، ونحن نعدهم بأنهم سيسحقون في هذا اليوم".

أما القيادي بالجماعة الإسلامية أيضا عاصم عبد الماجد, فقال "إذا أسقطوا شرعية مرسي سنعلنها شرعية إسلامية خالصة".

وردد المشاركون في المظاهرة ومن بينهم عدد من النساء المحجبات والمنتقبات هتافات بينها "الشعب يريد تطهير القضاء" في إشارة إلى قلق إزاء سلطة المؤسسات الموروثة من العهد السابق.

المعارضة تتمسك بدعوة مرسي للتنحي وإجراء انتخابات مبكرة(رويترز-أرشيف)
المعارضة تتمسك بدعوة مرسي للتنحي وإجراء انتخابات مبكرة(رويترز-أرشيف)

وانتقد المتظاهرون صحفا ومحطات تلفزيون خاصة تتبني وجهات نظر المعارضة في كثير مما تنشره وتذيعه، مرددين هتاف "يا إعلام يا كداب الإسلام مش إرهاب".

كما شارك بالمظاهرة المؤيدة لمرسي أعضاء في حزب النور -الذي يصفه البعض بأنه أكبر قوة سلفية بمصر- وتحدث قيادي فيه إلى المتظاهرين، رغم أن الحزب قال سابقا إنه لن يشارك رسميا بالمظاهرات المؤيدة للرئيس، وحذر من "صدام وشيك" بين المصريين.

وفي الإسكندرية، تبادل مناصرون ومناهضون لمرسي الشتائم، واندلعت مواجهة قصيرة بينهم أمام مسجد القائد إبراهيم, وفق ما نقلت وسائل إعلام حكومية.

معارضون
في هذه الأثناء, وعلى مسافة كيلومترات من مكان مظاهرة التأييد لمرسي، نظم بضعة آلاف من المعارضين مظاهرة بجوار وزارة الدفاع رافعين علم مصر وبطاقات حمراء كتب عليها "ارحل". وهتفوا أيضا "انزل يا سيسي مرسي مش رئيسي" في إشارة إلى وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.

وقد بدأ المئات، فجر اليوم السبت، اعتصاماً مفتوحاً أمام مبنى وزارة الدفاع، مطالبين بإسقاط النظام. وأقام المحتجون مجموعة خيام وطالبوا وزير الدفاع بالتدخل لحمايتهم وتأمين مظاهراتهم.

ويأمل معارضو مرسي الذين يقولون إن أكثر من 15 مليون مصري وقعوا استمارات تطالبه بالتنحي في حملة سميت "تمرد" أن تحمله مظاهرتهم المزمعة نهاية الشهر الجاري على ترك المنصب.

وفي هذا السياق, قال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنسق العام لـ"جبهة الإنقاذ الوطني" محمد البرادعي، في تصريحات صحفية، إن المشاكل الاقتصادية تقوي التأييد لحركة "تمرد". واعتبر أن توحد المعارضة يمكن أن يسفر عن انتخابات رئاسية مبكرة تطيح بمرسي رغم أنه شخصيا لن يرشح نفسه للمنصب.

المصدر : الجزيرة + وكالات