فعاليات بلبنان ضد مشاركة حزب الله بسوريا

مهرجان الجماعة الإسلامية دعما للثورة السورية بصيدا جاء ضمن فعاليات أخرى اقيمت رفضا لمشاركة حزب الله
undefined

جهاد أبو العيس-بيروت

تتواصل بلبنان الفعاليات والاعتصامات والمهرجانات المؤيدة للثورة السورية والرافضة لمشاركة وتورط حزب الله بالقتال إلى جانب النظام السوري، دافعة بمجمل الوضع الملتهب أصلا إلى مزيد من السخونة والتفاقم على كل المستويات.

فقد قتل رئيس الهيئة الطلابية في حزب "الانتماء اللبناني" هاشم السلمان التابع لأحمد الأسعد -شخصية شيعية مناوئة لحزب الله وإيران- وجرح أحد عشر آخرون جراء إطلاق الرصاص والضرب بالعصي من قبل مؤيدين لحزب الله وحركة أمل أمام السفارة الإيرانية ببيروت، عندما همّ المعتصمون بالتظاهر سلميا أمام السفارة رفضا لمشاركة حزب الله في الحرب الدائرة بسوريا.

وقال حزب الانتماء في بيان على موقعه الإلكتروني "الذين يرسلون الشبّان اللبنانيين للموت بسوريا دفاعاً عن نظام دكتاتوري، أثبتوا اليوم أنهم نسخة عن هذا النظام، وقتلوا شاباً لبنانياً شيعياً في أرض بلده، فقط لأنه أراد ورفاقه أن يعلنوا تمسكهم بانتمائهم اللبناني وحده".

تهجم بالرصاص
وحول ما جرى، قال البيان "تهجمت علينا مجموعات كبيرة تجاوز عددها الثلاثمائة، انهالت بالرصاص والعصي على شبّاننا الذين لم يكونوا يحملون سوى أعلامهم ولافتاتهم، فضربوهم على أجسامهم وعلى رؤوسهم، فجرح العشرات في حين استشهد هاشم السلمان على الفور جرّاء إصابته بالرصاص وبضربات العصي على رأسه".

مصادمات قرب السفارة الإيرانية بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري(الأوروبية)
مصادمات قرب السفارة الإيرانية بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري(الأوروبية)

ويعد حادث السفارة الإيرانية الأخطر من نوعه الذي تشهده بيروت بين مؤيدين للنظام السوري ومعارضين له، بالنظر لتجرؤ المعارضين على قصد مكان السفارة الإيرانية الواقعة ضمن إحدى أكثر مناطق حزب الله سيطرة ونفوذا، وبعد يومين فقط من تحذير الجيش اللبناني من "مخططات" لاستدراج البلاد لحرب "عبثية" على خلفية النزاع السوري.

وترافق حادث السفارة الإيرانية مع اعتصام نفذه الناشط صالح المشنوق رفضا لمشاركة حزب الله في القتال بسوريا وذلك بساحة الشهداء وسط العاصمة بحضور فعاليات شبابية وحزبية.

وشهد الاعتصام الذي حمل اسم "لبنانيون مع حرية وكرامة الشعب السوري" إجراءات أمنية مشددة من قبل الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بعد إعلان مجموعات مؤيدة لحزب الله نيتها إقامة تجمع مناوئ قريب من المكان.

الخروج على الثوابت
وقال المنسق العام للاعتصام شارل جبور للجزيرة نت إن أساس التحرك جاء بسبب خروج حزب الله عن ثوابت الدولة اللبنانية تجاه الأزمة السورية، والتي تمثلت بموقف الحكومة النأي بالنفس واتفاق بعبدا المؤيد لذلك الذي وقع عليه الحزب.

مشاركة حزب الله في الحرب بسوريا أثارت غضب الكثير من اللبنانيين(الجزيرة-أرشيف)
مشاركة حزب الله في الحرب بسوريا أثارت غضب الكثير من اللبنانيين(الجزيرة-أرشيف)

وقال إن خروج الحزب عن الثوابت يعني وضع لبنان على فوهة انفجار سحيق ويدفع بالتعايش السلمي بين السنة والشيعة ومختلف المكونات للتناحر والاقتتال، مؤكدا أن ما يقوم به الحزب لم يحصل بالتاريخ اللبناني حتى إبان الحرب الأهلية، فلم يسبق أن خرج حزب للقتال من أراض لبنانية باتجاه الخارج، وهو ما يعني استجلاب الفتنة وجرها للبنان.

ولفت إلى أن مشاركة الحزب فتحت باب العداوة بين لبنان ودول العالم ومنها دول الخليج والمنطقة، وأدخل لبنان بأتون أزمات متفجرة داخلية وخارجية.

وعن حادثة مقتل المتظاهر أمام السفارة الإيرانية قال "هي رسالة من الحزب بأن التظاهر ضد سياساته أيضا مرفوض، ورسالة بأن من يريد معارضتنا فيما نفعل فإن مصيره محفوف بالمخاطر وصولا للقتل، هو يريد من الجميع الخوف والتردد وعدم إبداء المعارضة على تورطه بالدم السوري".

مهرجان إنشادي
وفي ذات سياق دعم الثورة السورية ورفض مشاركة حزب الله، نظمت الجماعة الإسلامية مهرجانا إنشاديا كبيرا بالملعب البلدي في صيدا بمشاركة نخبة من فناني ومنشدي الثورة السورية من داخل وخارج لبنان.

وشارك في المهرجان الذي أقيم تحت شعار "جيش الثوار يدعمه الأحرار" المطرب اللبناني فضل شاكر، والمنشد السوري يحيى حوى، والعراقي مصطفى العزاوي وعدد من الفرق المحلية.

وسبق التحضير لانطلاق المهرجان توترات أمنية شديدة عاشت معها مدينة صيدا على وقع الخوف الكبير من حدوث اشتباك بين أنصار الجماعة الإسلامية التي تعد صيدا معقلا رئيسيا لها، وبين أنصار وحلفاء حزب الله وتحديدا التنظيم الشعبي الناصري برئاسة أسامة سعد، بعد رفض الجماعة كل التحذيرات والتوصيات بإرجاء عقد المهرجان.

المصدر : الجزيرة