انتهاكات وتحديات تواجه الصحفيين في سوريا

سوريا تشهد حربا إعلامية شعواء لم ترحم الصحفيين ولا المواطنيين الإلكترونيين.
undefined

الجزيرة نت-خاص

كثيرا ما يكون وراء المواد الإعلامية القادمة من سوريا قصص محفوفة بالمخاطر عاشها صحفيون وناشطون إعلاميون، في بلد تأخذ فيه الحريات الصحفية اللون الأسود على الخريطة العالمية التي نشرتها منظمة "مراسلون بلا حدود" مؤخرا.

فقد وصف التقرير -الصادر عن المنظمة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة- سوريا بالبلد الأكثر دموية للصحفيين في العام 2012، وقال إنها تشهد حربا إعلامية شعواء لم ترحم لا الصحفيين ولا المواطنين الإلكترونيين في ظل نظام بشار الأسد، الذي يفعل كل شيء لتفعيل القمع في صمت وتشاركه الفعل فصائل مقربة من المعارضة غير المتسامحة مع الأصوات المختلفة معها، بحسب المنظمة.

ووجهت المنظمة للرئيس الأسد -الذي تدرجه ضمن قائمة صائدي الحريات في العالم- تهما عديدة تتعلق بقمع الحريات الصحفية، وكذلك أدرجت هذا العام جبهة النصرة في القائمة ذاتها.

ولا يزال العديد من الصحفيين السوريين والأجانب مجهولي المصير بين معتقلين ومختطفين، وقُتل كثير منهم قبل ذلك أثناء تغطيتهم للأحداث.

عيسو: الفرار أو الاعتقال(الجزيرة)
عيسو: الفرار أو الاعتقال(الجزيرة)

فرار
اضطر العديد من الصحفيين لمغادرة البلاد منذ بداية الثورة إثر تعرضهم لتهديدات بالاعتقال والإيذاء. محيي الدين عيسو أحد هؤلاء الصحفيين، كان يعمل في المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، وأصبح مطلوبا للأمن إثر انتسابه لرابطة الصحفيين السوريين المؤيدة للثورة وتوليه أمانة السر فيها.

قال عيسو للجزيرة نت إنه أُجبر على الفرار وإلا واجه قدرا مخيفا، "كنت ممنوعا من السفر بسبب عملي الحقوقي والصحفي وعندما طُلبت للأمن اختفيت عن الأنظار، وداهموا بيتي مرتين فاضطررت لمغادرة البلاد بطريقة غير شرعية".

يُذكر أن مدير المركز المذكور مازن درويش وعدد من العاملين فيه ما زالوا قيد الاعتقال منذ أكثر من عام، في حين أن زميلهم أيهم الغزول قُتل تحت التعذيب.

الصحفيون في المؤسسات الرسمية ليسوا أفضل حالا، حيث سُجل مقتل عدد منهم، واعتقل واختطف آخرون. محمود الشرع صحفي ومخرج كان يعمل في التلفزيون السوري، اختار أن لا يكون جزءا مما وصفها بالحملة الإعلامية التضليلية التي يمارسها النظام، وغادر سوريا بمساعدة الثوار بعد تعرضه لتهديدات تتعلق بسلامته الشخصية وسلامة أطفاله.

وقال الشرع للجزيرة نت بدأت الضغوط والتهديدات منذ الأيام الأولى للثورة وذلك لأني أنحدر من محافظة درعا، وساء الحال بعد توقيعي على بيان المثقفين لرفع الحصار الذي فرضه النظام على درعا، والذي عرف فيما بعد باسم "بيان الحليب" حيث بدأت الاستدعاءات والتحقيقات من قبل الفروع الأمنية.

انتهاكات
واستطاع الشرع الفرار من سوريا والحديث عن تجربته، لكن صحفيين وناشطين إعلاميين آخرين لا يزالون رهن الاعتقال ويخضعون لمحاكمات سرية دون أن ينالوا حقهم في الوقوف أمام محاكم مدنية عادلة ووجود أي من المحامين للدفاع عنهم.

ويعتبر الصحفي نبيل الشربجي، المعتقل منذ أكثر من عام، خير مثال على الاعتقال في ظروف سيئة والتعرض للتعذيب الذي يؤدي إلى تردي الوضع الصحي للمعتقل.

‪عكو: ندين الاعتداء على الإعلاميين‬ (الجزيرة)
‪عكو: ندين الاعتداء على الإعلاميين‬ (الجزيرة)

ويضاف إلى كل ذلك نوع آخر من الانتهاكات، يتمثل في حملات التهديد وتشويه السمعة التي يقوم بها مؤيدون للنظام ضد جميع الصحفيين الذين يتابعون الأحداث في سوريا.

من ناحيته عبّر مسؤول لجنة الحريات في رابطة الصحفيين السوريين مسعود عكو عن اعتقاده أن سوريا أصبحت أخطر بلد في العالم بالنسبة للصحفيين، متهما النظام السوري باصطيادهم واعتقالهم وتعذيب بعضهم حتى الموت.

وقال للجزيرة نت إن عدد ضحايا الإعلام الذين قُتلوا منذ بداية الثورة بلغ 160 صحفيا وناشطا إعلاميا، وأضاف أن النظام لا يتردد مطلقا في اعتقال أي مواطن سوري لديه أي نشاط إعلامي.

وأكد عكو أن أي اعتداء على الإعلاميين مدانٌ من قبل الرابطة أيا كانت الجهة التي قامت به، وأشار إلى أنهم رصدوا انتهاكات قامت بها المعارضة ضد بعض الصحفيين وتم التواصل مع تلك الأطراف ووجدوا تجاوبا من قبلهم للحد من تكرار ذلك.

المصدر : الجزيرة