المرأة الصومالية بمخيمات بوصاصو.. معاناة متفاقمة

عائشة هي مسؤولة عن أسرتها المكونة من 7 أطفال
undefined

عبد الفتاح نور أشكر-بوصاصو

تعيش المرأة الصومالية في مخيمات النزوح في مدينة بوصاصو الساحلية بشرق الصومال حالة إنسانية معقدة، تفاقمها الظروف المعيشية الصعبة التي تواجهها المرأة عموماً داخل المخيمات.

وبحسب منظمة "ناشطات من أجل المرأة الصومالية"، فإن عدد النازحات الصوماليات يصل إلى 25 ألف امرأة من أصل 120 ألف نازح موزعين على 36 مخيما منتشراً في أطراف مدينة بوصاصو.

وتواجه المرأة الصومالية صنوفا من المعاناة الإنسانية داخل مخيمات النزوح في بوصاصو، فالجهل وسوء التغذية والتعديات منتشرة بصورة متزايدة فيها، مما جعل حياة المرأة داخل المخيم كابوسا لا يطاق.

نقل القمامة
عائشة محمد، أرملة وأم لسبعة أطفال، وهي إحدى النازحات اللائي يواجهن حالات إنسانية حرجة داخل مخيمات بوصاصو.

تقول عائشة إنها نزحت من مدينة بيداو بجنوب الصومال، وقد حطت رحالها في مدينة بوصاصو قبل سنوات، وتوفي زوجها قبل سنتين، وأصبحت مسؤولية الأسرة على عاتقها، وهي تعمل في نقل القمامة من أجل الحصول عل لقمة عيش لأولادها.

النساء يلقين القمامة في مكان قريب من المخيم (الجزيرة نت)
النساء يلقين القمامة في مكان قريب من المخيم (الجزيرة نت)

وأضافت للجزيرة نت "بعد وفاة زوجي لم يكن أمامي خيار سوى العمل في مهن قاسية، حتى لا يموت أولادي جوعاً".

وتقول "صباح كل يوم أذهب إلى سوق بوصاصو لأحمل على ظهري أكياسا من القمامة، وأعمل طوال النهار متجولةً داخل البيوت من أجل نقل قمامة المنازل إلى خارج المدينة".

وتتابع "نقل القمامة متعب جداً ولا يدر عليك مبالغ كبيرة، أحصل فقط على ما يعادل دولارين في اليوم تكفي لشراء بعض الأطعمة لأولادي، وأواجه معاناة حقيقية في توفير العلاج عندما يمرض أحد من أولادي".

وعائشة امرأة نحيلة لم تحصل على التغذية الكافية، وتبلغ من العمر بضعا وأربعين سنة، ومع ذلك تحمل على ظهرها ما يفوق عشرة كيلوغرامات من القمامة لتلقيها في مكان قريب جداً من مخيم "بيو كولولي" الذي تسكنه.

وتؤدي هذه الكميات الهائلة من الأوساخ التي ترميها العاملات في نقل القمامة إلى مكان سكنهم، إلى مضاعفات صحية وخيمة وتلويث للبيئة المحيطة بالمخيم. ويعتبر الأطفال من أكثر الفئات تضررا بالقمامة نتيجة وجودهم في مكان قريب منها.

أبايو تعمل في غسل الملابس وهي تحمل طفلها الرضيع (الجزيرة نت)
أبايو تعمل في غسل الملابس وهي تحمل طفلها الرضيع (الجزيرة نت)

غسل الملابس
وتعمل النساء في مخيمات بوصاصو العديد في من الأعمال الشاقة بحثاً عن لقمة عيش لأولادهن.

تقول أبايو محمد -وهي أم لخمسة أطفال- إنها تعمل في غسل الملابس، وتصف المهنة بأنها "متعبة وشاقة" خاصةً وأنها ترضع حالياً طفلا صغيرا لم يتجاوز عامين.

وعن أسباب عملها في هذا العمل الشاق تقول أبايو "زوجي لا يعمل وهو يعيش في مكان بعيد عن الأسرة، وأصبح لزاماً علي القبول بعمل غسل الملابس حتى أتمكن من توفير بعض الأطعمة لأسرتي".

وأضافت للجزيرة نت "عمل غسل الملابس شاق وصعب للغاية، عليك طرق أبواب المنازل صباح كل يوم لتسألهم إن كانوا يريدون من يغسل لهم ملابس، أحياناً نجد ضالتنا، وفي مرات كثيرة أعود أدراجي دون أن أوفق لغسل الثياب".

معاناة الأطفال
تترك معظم الأمهات العاملات في أعمال التنظيف ونقل القمامة وغيرها من الأعمال الشاقة، أولادهم في البيوت المصنوعة من البلاستيك، حيث يقضي الأطفال يومهم في اللعب على أكوام القمامة، دون أن يتلقى معظمهم التعليم المجاني الذي توفره بعض الهيئات العاملة في مخيمات النزوح.

وتشير مسؤولة مكتب الحماية لمنظمة ناشطات من أجل المرأة الصومالية، خضرة محمد أحمد، إلى أن النساء داخل المخيم يواجهن متاعب إنسانية عديدة.

الأمهات يتركن أطفالهن في المخيم أثناء النهار (الجزيرة نت)
الأمهات يتركن أطفالهن في المخيم أثناء النهار (الجزيرة نت)

وأوضحت للجزيرة نت أن من أبرز المتاعب التي يواجهنها سوء التغذية وأمراض ما بعد الولادة والعمل في مهن قاسية، وأحيانا التعديات الجنسية التي يقوم بها اللصوص أثناء الليل.

وتضيف خضرة "المرأة هي عماد الأسرة، وفي حال غياب الرجل فإن الأعباء المنزلية تكون على عاتقها".

وتتابع "لكن هذه المسؤولية تكون على حساب الطفل الذي يعاني أصلاً معاناة حقيقية، لأجل ذلك يعيش الأطفال داخل المخيمات في حالات إنسانية معقدة جداً، فالأمراض والجهل وغياب الرعاية الكاملة هي أبرز ما يواجه الأطفال داخل المخيمات".

المصدر : الجزيرة