مواجهات بالعراق وتنديد باقتحام الحويجة

أفاد مراسل الجزيرة في كركوك نقلا عن مصادر أمنية بأن خمسين شخصا قتلوا، وأصيب 150 آخرون خلال اقتحام قوات الأمن العراقية ساحة الاعتصام في الحويجة. لكن وزارة الدفاع العراقية قالت إن عشرين شخصا قتلوا أثناء الاقتحام، بينهم ثلاثة من عناصر الأمن.
 
undefined
 تصاعدت وتيرة التداعيات الأمنية والسياسية لاقتحام قوة من الجيش العراقي ساحة الاعتصام في الحويجة غرب كركوك أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، حيث نشبت اشتباكات واسعة وأعلن حظر للتجوال في عدة مدن، في حين أدانت الولايات المتحدة وسياسيون عراقيون حادث الاقتحام ودعوا لتحقيق شفاف في ما حصل.
 
وقال مصدر أمني إن السلطات فرضت حظر التجوال في مدينة الفلوجة -ثاني أكبر مدن محافظة الأنبار- غرب بغداد من مساء أمس وحتى صباح اليوم الأربعاء إثر المظاهرات التي شهدتها المدينة والتي نددت باقتحام الجيش ساحة الاعتصام بالحويجة، ووجهت انتقادات حادة للمالكي.

وكانت اشتباكات عنيفة نشبت في الفلوجة مساء الثلاثاء بين مسلحين مجهولين وعناصر نقطة تفتيش تابعة للشرطة الاتحادية.

وقال مصدر أمني محلي إن عشرات المسلحين هاجموا مساء اليوم بالرمانات اليدوية والأسلحة الرشاشة نقطة تفتيش تابعة للشرطة الاتحادية بوسط مدينة الفلوجة، من دون الإشارة إلى حجم الخسائر.

كما فرضت السلطات حظر التجوال في مدينة الموصل شمال بغداد التي شهدت أعمال عنف أدت لوقوع قتلى، وأكد مصدر أمني استمرار الحظر من الساعة التاسعة ليلا وحتى صباح اليوم.

وجرى أيضا فرض حظر التجول حتى إشعار آخر على مدينة المقدادية بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد، وذلك بعد الانفجار الذي وقع مساء الثلاثاء بالقرب من جامع محمد رسول الله بقرية الجلالي وأدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة 15 آخرين بجروح.
 
مقتل جنود
وفي محافظة ديالى أيضا قال مراسل الجزيرة إن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا جراء هجوم بقذائف الهاون على مسجد بمدينة بعقوبة.
 
وفي مدينة الرمادي قتل ستة جنود عراقيين وأصيب آخرون في هجوم مسلح على آلياتهم العسكرية قرب المدينة الواقعة غرب بغداد.
 
كما قتل عدد من الجنود وأصيب آخرون في هجوم على آلياتهم في منطقة بيجي شمال بغداد. وكان مسلحون عشائريون سيطروا على أربع نقاط عسكرية تابعة للجيش على خلفية أحداث الحويجة.

اتهامات بالتصعيد
وعلى صعيد ردود الأفعال الداخلية وصف رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ما حدث في الحويجة بالجريمة البشعة، وقال إنها انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وضربة قاصمة للديمقراطية وجريمة يندى لها الجبين وترفضها القيم والأعراف.

من جانبها قالت هيئة علماء المسلمين إن المالكي وجنوده ماضون في تنفيذ ما سمتها أجندة الولي الفقيه القائمة على التطهير الطائفي والعرقي.

وأضافت الهيئة أن على العراقيين أن يدركوا أن المالكي أعلن الحرب عليهم، وأنه لن يتوقف، ما لم يردعه رادع.

في هذه الأثناء اتهم عبد الكريم السامرائي وزير العلوم والتكنولوجيا المستقيل -بسبب ما جرى في الحويجة، في مقابلة مع الجزيرة- حكومة نوري المالكي بتبييت النية للتصعيد وفض جميع الاعتصامات باستعمال القوة. 
 
ومن جهته دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إلى تشكيل لجنة برلمانية وأخرى حكومية لمتابعة تداعيات أحداث الحويجة التي أسفرت عن مقتل  23 شخصا وإصابة العشرات.

وقال الصدر في بيان صحفي "كلما قلنا إن باب العنف في العراق قد أغلق أو سيغلق قريبا تطل علينا بعض القوى الظلامية لتعيد على العراق والعراقيين صفحة الدماء والعنف".

وطالب البيان بتشكيل لجنة برلمانية للذهاب إلى مكان الحدث وتشكيل لجنة حكومية أو أمنية مستقلة للوقوف على الحقائق.

واشنطن تدين
دوليا عبرت الولايات المتحدة عن إدانتها الشديدة للأحداث في الحويجة داعية لإجراء تحقيق شفاف في ما حصل.

وعلق نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية باتريك فنتريل على اقتحام القوات الأمنية العراقية الاعتصام في قضاء الحويجة فقال إن بلاده تدين بشدة الأفعال التي أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين والقوات الأمنية في الحويجة بالعراق.

وأضاف فنتريل نحن نأسف لأن هذا العنف جاء قبل إعطاء الجهود المستمرة للتوصل إلى حل سلمي للوضع والوقت الكافي لتحقق نجاحاً.

وتابع على كل الأطراف أن تمتنع فوراً عن مزيد من العنف أو الأعمال الاستفزازية، وندعو لتحقيق شفاف بأوسع مشاركة ممكنة. 

وفي سياق ذي صلة قالت مصادر مطلعة لمراسل الجزيرة إن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كلف نائبه لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني بتولي وزارة الخارجية بدلاً من وزير الخارجية هوشيار زيباري بسبب استمرار مقاطعة الوزراء الأكراد جلسات الحكومة.
 
وأضافت المصادر أن المالكي قرر منح الوزراء الأكراد في حكومته إجازة إجبارية بسبب استمرار مقاطعتهم جلسات مجلس الوزراء. 

عملية الاقتحام
وجاءت هذه التطورات بعد ساعات قليلة من اقتحام القوات العراقية ساحة الاعتصام في الحويجة، مما أدى إلى مقتل خمسين شخصا وإصابة 150 آخرين، حسبما نقل مراسل الجزيرة عن مصادر أمنية، لكن وزارة الدفاع في بغداد قالت إن عشرين مسلحا قتلوا في عملية الاقتحام، كما قتل ثلاثة من ضباطها.

وأشارت الوزارة إلى اعتقال 75 من المعتصمين قالت إنهم كانوا مسلحين، والعثور على قذائف صاروخية، وبنادق وأسلحة أخرى في ساحة الاعتصام. ونفت الوزارة أنباء عن إسقاط مروحية للجيش في ناحية الرياض في قضاء الحويجة.

وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددتها وزارة الدفاع للمتظاهرين لتسليم المسؤولين عن مقتل جندي الجمعة الماضية عند حاجز قريب من ساحة الاعتصام.

وبينما أكدت وزارة الدفاع -في بيان- أن قواتها دخلت الساحة بحثا عن مسلحين وأسلحة، نفى متحدث باسم المتظاهرين وجود مطلوبين بينهم.

وقد أمر رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل لجنة وزارية برئاسة نائبه صالح المطلك للتحقيق في ما حدث وتحديد من وصفهم بالمقصرين ومحاسبتهم.

المصدر : الجزيرة + وكالات