بيونغ يانغ تحتفل وخصومها يتأهبون
أعلنت كوريا الشمالية اليوم الأربعاء أنها تستعد لإقامة ماراثون احتفالا بذكرى مولد مؤسسها الراحل كيم جونغ إيل، وذلك في الوقت الذي رفعت فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مستوى المراقبة العسكرية المشتركة، كما وضعت اليابان نظامها الصاروخي في حالة تأهب تحسبا لهجوم محتمل من بيونغ يانغ.
فبعد أن هددت بضرب الولايات المتحدة وطلبت من الأجانب أمس مغادرة كوريا الجنوبية تحسبا لحرب وشيكة، أعلنت كوريا الشمالية اليوم أنها تستعد لإقامة ماراثون احتفالا بذكرى مؤسسها الراحل كيم جونغ إيل.
ونقلت رويترز عن وكالة أنباء كوريا الشمالية أنها تنتظر مشاركة عدد كبير من العدائين الأجانب من أوكرانيا والتشيك وزيمبابوي وكينيا وإثيوبيا بالإضافة إلى ستمائة عداء كوري شمالي في الماراثون الذي يقام يوم 14 أبريل/نيسان الجاري ويعترف به الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية عن هام تشانغ هيوك من وزارة الرياضة قوله "أعتقد أن هناك حماسا كبيرا للدورة القادمة بين العدائين المحليين ومدربيهم بشكل لم يحدث من قبل".
وهذه هي الدورة الـ26 لجائزة مانجيونجداي الدولية للعَدْو التي تحمل اسم جبل يبجله الكوريون الشماليون لصلته بمؤسس دولتهم سونغ جد الزعيم الحالي كيم جونغ أون. وفي دورة العام الماضي فاز بسباق الرجال الأوكراني ألكسندر ماتفيتشوك وفي سباق النساء الكورية الشمالية كيم مي جيونغ.
مراقبة عسكرية
في المقابل رفعت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة اليوم الأربعاء مستوى المراقبة العسكرية المشتركة في مواجهة تهديدات كوريا الشمالية، في وقت قال فيه مسؤول عسكري من كوريا الجنوبية -فضل عدم الكشف عن هويته- لوكالة يونهاب إن المستوى الثاني الذي وصلت إليه المراقبة يعني "تهديدا حيويا".
ففي أوقات السلام يكون مستوى المراقبة في الدرجة الرابعة، بينما يصبح في المستوى الأول أوقات الحرب. ويعتبر المستوى الثالث تهديدا قويا.
وذكر مسؤولون كوريون جنوبيون أن بيونغ يانغ أنهت استعداداتها لإطلاق صاروخ متوسط المدى من ساحلها الشرقي.
وقال مسؤول عسكري رفيع، طبقاً للمعلومات الاستخباراتية بشأن تحركات كوريا الشمالية "لقد اتضح بأنها أكملت استعداداتها لإطلاق الصاروخ المعني" مشيراً إلى أن "الإطلاق قد يتم صباح (اليوم) الأربعاء".
ونصبت كوريا الشمالية على ساحلها الشرقي صاروخي موسودان اللذين يمكن أن يبلغ مداهما أربعة آلاف كلم، أي نظريا يمكن أن يصلا كوريا الجنوبية أو اليابان أو حتى جزيرة غوام الأميركية وفق سول.
ويقوم مسؤولون في مجال الاستخبارات بكوريا الجنوبية والولايات المتحدة برصد تحركات كوريا الشمالية ويعتقدون أن الصاروخ سيطلق من مركبة "تي إي أل" المتحركة، أي مركبة نصب الصواريخ، وبإمكان الصاروخ قطع مسافة تتراوح ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف كيلومتر، وبإمكانه ضرب القاعدة الأميركية في غوام بالمحيط الهادئ.
بدوره قال قائد القوات الأميركية بالمحيط الهادئ الأدميرال سامويل لوكلير إن الجيش الأميركي يعتقد أن كوريا الشمالية نقلت عددا غير محدد من صواريخ موسودان إلى ساحلها الشرقي.
اليابان تتأهب
وكانت الولايات المتحدة أكدت أنها قادرة على اعتراض صواريخ كوريا الشمالية، لكنها لن تسقط أي صاروخ ما لم يهدد أراضيها أو حلفاءها.
وقال قائد القوات الأميركية بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ الأميرال سامويل لوكلير، أمس الثلاثاء أمام أعضاء لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن تحديد وجهة الصاروخ ومكان سقوطه لن يستغرق وقتا طويلا، مضيفا أنه "لا ينصح" بإسقاط أي صاروخ لا يشكل تهديدا.
وفي سياق متصل نشرت اليابان أمس الثلاثاء صواريخ باتريوت بالعاصمة طوكيو للتصدي لأي صاروخ قد تطلقه كوريا الشمالية.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع إن قاذفتي صواريخ باتريوت نُصبتا بالوزارة في قلب العاصمة للتصدي لأي صاروخ شمالي محتمل. كما أفادت الصحف اليابانية أن صواريخ باتريوت سوف تنشر أيضا في موقعيْن آخرين بمنطقة طوكيو.
ويوجد للولايات المتحدة أجهزة رادار لمتابعة مسار الصواريخ البالستية في اليابان، وعلى متن مدمرات تجوب المنطقة، إضافة إلى صواريخ مضادة للصواريخ على متن هذه السفن.
وكانت كوريا الجنوبية أيضا نشرت صواريخ مضادة تحسبا لإطلاق صاروخ كوري شمالي. في غضون ذلك حث نواب كوريا الجنوبية جارتهم الشمالية على استئناف العمل في منطقة كايسونغ الصناعية المشتركة بين البلدين.