قراءة فيما بعد زيارة هادي للجنوب

Yemeni President Abdrabuh Mansur Hadi speaks during a meeting with a United Nations Security Council delegation on January 27, 2013 in the Yemeni capital Sanaa. The UN delegation began a brief visit in a clear boost to Yemen's President aimed at helping to iron out problems hampering national reconciliation talks. AFP PHOTO/ MOHAMMED HUWAIS
undefined

سمير حسن-عدن

حظيت زيارة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مطلع هذا الأسبوع لعدن (كبرى مدن الجنوب) التي استغرقت عدة أيام، باهتمام كبير من قبل النخب السياسية، إذ تأتي في سياق الجهود الرامية إلى استمالة فصائل الحراك الجنوبي المتشددة للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب هذا الشهر.

ويرى مراقبون في عدن أن تلك الزيارة خلقت تحالفات جديدة، ونجحت في إبرام مصالحة مع بعض القيادات الجنوبية التي كانت ترفض الحوار الوطني، مما يعزز فرص نجاح عملية التسوية السياسية التي بات نجاحها مرهونا بنجاح مؤتمر الحوار.

ارتياح شعبي
وقال محافظ عدن وحيد علي رشيد إن هادي عقد -خلال زيارته للمدينة- سلسلة لقاءات مع مختلف الفعاليات والقوى السياسية الجنوبية، وعكست انطباعاً إيجابياً وارتياحا شعبيا من شأنه أن يزيد اصطفاف الشارع الجنوبي مع الحوار.

محافظ عدن: هناك بوادر إيجابية على انضمام قوى في الحراك للحوار الوطني  (الجزيرة نت)
محافظ عدن: هناك بوادر إيجابية على انضمام قوى في الحراك للحوار الوطني  (الجزيرة نت)

وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن هناك بوادر إيجابية ودلائل واضحة على أن كثيرا من القوى في الحراك الجنوبي السلمي ستنضم للحوار الوطني، بعد أن قدم لها الرئيس ضمانات بأن جميع قضاياها الاقتصادية والسياسية والخدمية ستكون جزءا من الحوار.

وكان الرئيس هادي تعهد -الأحد خلال لقائه للمرة الأولى بنشطاء الحراك الجنوبي- بحل عادل لمشكلاتهم قبل انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي يهدف إلى وضع البلاد على طريق انتخابات ديمقراطية كاملة العام المقبل.

ووصف القيادي البارز في أحد فصائل الحراك الجنوبي ياسين مكاوي الاجتماع بأنه كان إيجابياً، حيث لمس من هادي تجاوبا مع مطالبهم.

وقال مكاوي للجزيرة نت إن مطالبهم تلخصت في إصدار قرارات بوقف جميع أعمال القمع والاعتقالات أثناء احتجاجات الحراك السلمية، والإفراج عن جميع المعتقلين، وتعويض أسر الشهداء الذين سقطوا خلال أعمال العنف الدامية في عدن وحضرموت، وتمكين صحيفة الأيام من "استحقاقاتها".

وأضاف "أكدنا مشاركتنا في الحوار على أساس مخرجات المؤتمر العام للمؤتمر الوطني لشعب الجنوب ونقاطه الست، وفحوى الرسائل التي تم تسليمها لممثلي مجلس الأمن الدولي، والتي تنص على إجراء حوار ندي بين الشمال والجنوب وفي دولة محايدة".

فرصة تاريخية
وأوضح عضو اللجنة الفنية للحوار الوطني عن الحراك الجنوبي لطفي شطارة أن هادي عقد عددا من اللقاءات بقيادات الحراك لإقناعهم بأن الحل الأمثل هو الحوار لمعالجة القضية الجنوبية.

وقال -في حديث للجزيرة نت- إن بعض القوى وافقت على الحوار وطلبت من الرئيس إبداء حسن نوايا قبل المشاركة بتنفيذ مطالبها، بينما طالبت قوى أخرى بإعطائها فرصة للتشاور والرد بشأن موقفها النهائي من الحوار.

ونفى شطارة ما قيل بشأن إمكانية وضع مبادرة خليجية جديدة لحل القضية الجنوبية، قائلاً إن ما يطرح من قبل المجتمع الدولي لحل قضية الجنوب يأتي في سياق المبادرة الخليجية ووفقا للآلية التنفيذية، وأشار إلى أن هادي أكد للجنوبيين أن المجتمع الدولي مهتم بحل القضية الجنوبية، وأن الحوار سيكون شفافا وبدون شروط مسبقة.

‪مايو: هادي أكد وجود ضمانات دولية قوية لنجاح الحوار وتنفيذ مخرجاته‬ (الجزيرة نت)
‪مايو: هادي أكد وجود ضمانات دولية قوية لنجاح الحوار وتنفيذ مخرجاته‬ (الجزيرة نت)

ومن جهته، أكد النائب ورئيس المكتب التنفيذي لحزب التجمع اليمني للإصلاح بعدن إنصاف مايو أهمية الزيارة، وقال للجزيرة نت إن لقاءات هادي بعثت برسائل طمأنة للقوى الجنوبية عن أهمية الحوار وجديته.

وأشار إلى أن هادي أكد وجود رعاية دولية وإقليمية تعطي ضمانات قوية لنجاح الحوار وتنفيذ جميع مخرجاته، وأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل جميع القضايا.

أما المحلل السياسي الجنوبي عوض كشميم فاستبعد أن تشارك قوى الحراك الجنوبي جميعها في الحوار وفق الشروط المنصوص عليها في المبادرة الخليجية.

وقال للجزيرة نت إن معظم قيادات الحراك التي التقت هادي أعلنت عدم رفضها الحوار كوسيلة حضارية، لكنها لا تزال تضع شروطا محددة لأي حوار قادم، ولم توافق بعد على المشاركة فيه.

وأضاف أن هادي يرى ضرورة مشاركة جميع فصائل الحراك وفقاً للمبادرة الخليجية، لكن شريحة واسعة من الحراك ترفض المبادرة وتطالب بسقف أعلى، مما قد يدفع الرئيس لإشراك تيارات أخرى في الحراك مثل مؤتمر شعب الجنوب.

المصدر : الجزيرة