انسحاب فرنسي تشادي من شمالي مالي
أمين محمد-نواكشوط
كشف مصدر موثوق به في شمالي مالي للجزيرة نت أن الوحدات العسكرية الفرنسية التي كانت تطارد مقاتلي الجماعات الإسلامية المسلحة في جبال إيفوغاس بأقصى الشمال المالي عادت إلى مدينة كيدال وتمركزت في أحد أطرافها.
ولم تعلن الحكومة الفرنسية حتى الساعة إنهاء القتال في جبال إيفوغاس، التي تعتبر أحد آخر وأهم معاقل المسلحين الإسلاميين في شمالي مالي، وإن كان قائد الجيوش البرية الفرنسية الجنرال برتران راكت مادو قد أكد أن عملية "سرفال" التي تقودها بلاده في شمالي مالي قد أدت إلى إضعاف تنظيم القاعدة، مضيفا أنه يظن أن جبال إيفوغاس قد تم تفتيشها.
وفي اتصال مع الجزيرة نت، قال المصدر إن أعدادا كبيرة من الجيشين الفرنسي والتشادي عادت اليوم من الجبال إلى مدينة كيدال، حيث أخذت مواقع خاصة بجانب المدينة.
وبشأن ما إذا كانت الوحدات التي عادت إلى المدينة تشمل كل عناصر الوحدات التي توجهت قبل أسابيع إلى جبال إيفوغاس، قال "نعتقد ذلك، وفي نفس الوقت لا نستطيع تأكيده بالكامل".
خطوة
ويعتقد أن عودة القوات الفرنسية والتشادية من جبال تغارغارت في الشمال تمثل خطوة هامة في الانسحاب التدريجي الذي ينوي الفرنسيون تنفيذه من شمالي مالي.
ورفض المصدر -وهو أحد قادة التمرد في العقدين الماضيين بشمالي مالي- تقديم معلومات بشأن حصيلة الاشتباكات بين القوات الفرنسية والتشادية والمقاتلين الإسلاميين، وهل تمكنت تلك القوات بالفعل من طرد عناصر الجماعات الإسلامية المقاتلة من جبال شمالي مالي، قائلا إنه لا أحد هنا يستطيع تقديم معلومات دقيقة بشأن نتائج تلك العمليات.
ومدينة كيدال -التي عادت إليها القوات الفرنسية والتشادية- تمثل إحدى ثلاث مدن رئيسية بمنطقة أزواد شمالي مالي، وهي البوابة الرئيسية للمناطق الجبلية الهامة في أقصى الشمال والشمال الشرقي لمنطقة أزواد، وهي الجبال التي مثلت في السنوات الأخيرة معقلا هاما لمقاتلي تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.
وعينت الحركة الوطنية لتحرير أزواد -بالتنسيق مع حركة أزواد الإسلامية- مسؤولا إداريا للمدينة هو محمد علي أغ البيساطي لإدارة شؤون المدينة التي لم يدخلها الجيش المالي حتى الآن، بعد رفض الحركتين الوطنية لتحرير أزواد، وأزواد الإسلامية دخول المسؤول إليها، وتحذيرهم من مغبة اندلاع التمرد من جديد في حال إصرار الماليين على عودة جيشهم إليها.
وقال الشيخ آغ آوسه -القيادي في حركة أزواد الإسلامية- إن الإداري الذي تم تعيينه هو أحد الشيوخ المعروفين لدى سكان المدينة الذين يحظون بثقة الجميع، مشيرا إلى أن تعيينه تم بعد التشاور مع شيوخ القبائل.
وألمح إلى أن ذلك يشكل بداية مصالحة وتوافق بين القوى الأزوادية، داعيا كل القوى والمجموعات الأزوادية إلى البدء في حوار موسع يجمع كل مكونات المجموعة الأزوادية، ويساهم في إعادة اللحمة بين هذه المكونات.