إسرائيل تصادر 800 ألف دونم بالنقب

إقامة معتقل "ايشيل" الأمني والجنائي على أراضي قرية السر المهددة بالهدم
undefined
محمد محسن وتد-أم الفحم

تتجه أنظار الفعاليات السياسية والحزبية بالداخل الفلسطيني بالذكرى الـ37 ليوم الأرض الفلسطيني، الذي يوافق 30 مارس/ آذار الحالي، إلى النقب الذي يواجه ويتحدى مخطط" برافر" القاضي بمصادرة ثمانمائة ألف دونم من أراضي البدو ونقلها لملكية المؤسسة الإسرائيلية التي تتطلع ضمن مخطط تهويد النقب وعسكرته إلى توطين نحو ثلاثمائة ألف يهودي فوق الأراضي الفلسطينية المصادرة.

ومع تسارع وتيرة الهدم والتشريد وإتلاف المحاصيل الزراعية للبدو بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض، أدرجت مركبات الحكومة الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ضمن بنود اتفاقية الائتلاف على أجندتها تنفيذ المخطط تحت بند "تنظيم الاستيطان البدوي بالنقب" وتعهدت بإخراجه لحيز التنفيذ خلال فترة ولايتها.

اختارت الحكومة الإسرائيلية وتحت غطاء التطوير تنفيذ المخطط الاستيطاني باستقدام وتوطين ثلاثمائة ألف يهودي حتى عام 2020 على حساب الوجود الفلسطيني بالنقب، عبر الإعلان عن الشروع بإقامة 11 مستوطنة جديدة

واختار الاحتلال الإسرائيلي وتحت غطاء التطوير تنفيذ المخطط الاستيطاني باستقدام وتوطين ثلاثمائة ألف يهودي حتى عام 2020 على حساب الوجود الفلسطيني بالنقب، عبر الإعلان عن الشروع بإقامة 11 مستوطنة جديدة يرافقها مخطط نقل مقرات قيادة الجيش من تل أبيب للنقب.

ورصدت للمخطط ميزانية بقيمة ستة مليارات دولار، وسيتم الانتهاء منه بحلول 2018 مع مواصلة تمويل ودعم مشروع المزارع الفردية للعائلات اليهودية بتخصيص خمسة آلاف دونم للعائلة الواحدة، أنجز منها حتى الآن نحو سبعين مزرعة فردية مقابل إتلاف وتدمير المحاصيل الزراعية للبدو الممتدة على عشرات آلاف الدونمات.

ويحيي الفلسطينيون في 30 مارس/آذار من كل عام ذكرى يوم الأرض تخليدا لما شهده ذلك اليوم من عام 1976 حين انتفض فلسطينيو 48 بمسيرات شعبية ودخلوا في إضراب شامل وعصيان جماعي مدني احتجاجا على قرار المؤسسة الإسرائيلية مصادرة نحو عشرين ألف دونم من أراضي البطوف ضمن مخطط تهويد الجليل، وكان الرد الإسرائيلي بالزج بالمجنزرات والدبابات والترسانة العسكرية للبلدات الفلسطينية التي شهدت مواجهات ضارية استشهد خلالها ستة فلسطينيين بالجليل والمثلث وجرح واعتقل المئات.

تشريد وتهجير
ويواصل الفلسطينيون بالداخل نضالهم تحت مظلة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية وبالتنسيق مع لجنة التوجيه لعرب النقب ومختلف الفعاليات الوطنية والحزبية, ويشير النائب بالكنيست عن القائمة الموحدة طلب أبو عرار إلى استعداداتهم لإحياء فعاليات ذكرى يوم الأرض من خلال مهرجانات تمهيدية ومظاهرات ومعسكرات التواصل والتطوع لتدعيم صمود أهالي القرى المهددة بالهدم والمصادرة، خصوصا وأن الائتلاف الحكومي أدرج ضمن ركائز اتفاقية ائتلافه بنودا تنص على الالتزام والتعهد بتطبيق توصيات تطوير وتهويد النقب على حساب الوجود العربي. 

وشدد أبو عرار في حديثه للجزيرة نت على أهمية إنجاح فعاليات يوم الأرض وحشد الجماهير على أراضي النقب التي تعتبر الاحتياط الأخير لفلسطينيي 48 بعد مصادرة جميع أراضي المثلث والجليل، لتكون الفعاليات التعبوية رافعة لإنجاح الذكرى الـ 37 بحشد الجماهير لتوصل رسالة للمؤسسة الإسرائيلية برفضها مخطط التشريد والتهجير والإصرار على التمسك والتشبث بالأرض حتى إرغامها العدول عن مشروعها الاستيطاني والتهويدي بالنقب.

‪الزبارقة: نرفض التوصيات والتعويضات المالية مقابل التنازل عن الأرض‬ (الجزيرة نت)
‪الزبارقة: نرفض التوصيات والتعويضات المالية مقابل التنازل عن الأرض‬ (الجزيرة نت)

مقاومة ومواجهة
ويقول القيادي بالتجمع الوطني وعضو لجنة التوجيه لعرب النقب جمعة الزبارقة أن مخطط "برافر" يستند إلى توصيات لجنة غولدبيرغ التي شكلتها الحكومة الإسرائيلية عام 2008  برئاسة القاضي المتقاعد ألعيزر غولدبيرغ الذي أوصى بمصادرة ثمانمائة ألف دونم من أراضي البدو بالنقب الذي يقطنه نحو 250 ألف فلسطيني ضمن ما تعتبره إسرائيل تسوية الصراع على الأرض والبناء في 45 قرية عربية لا تعترف بها إسرائيل ويقطنها نحو مائة ألف نسمة، وسيتم بموجب التوصيات هدم 35 قرية وتشريد سكانها والإبقاء فقط على مائتي ألف دونم بملكية البدو الذين كان بملكيتهم نحو 12 مليون دونم قبل النكبة عام 1948.

وأكد الزبارقة في حديثه للجزيرة نت إصرار جميع الفعاليات السياسية والحزبية والأهلية على رفض التوصيات والتعويضات المالية مقابل التنازل عن الأرض والإصرار على التصدي لمخطط الاقتلاع والتشريد والمصادرة بالذات بذكرى يوم الأرض، حيث ستتواصل فعاليات المقاومة الشعبية والوسائل التي يتيحها القانون للتصدي للمخطط الذي يعتبر مسلسلا من فصول النكبة للفلسطينيين بالنقب وبداية لاستقلال اليهود، مبينا أن التعنت الإسرائيلي والإصرار على المخطط سيضع الداخل الفلسطيني بأسره قبالة مواجهة حقيقة وصدام دموي دفاعا عن الوجود بالوطن.

 أبو عبيد: مؤسسة النقب أنجزت نحو 36 مشروعا تطوعيا بكلفة نصف مليون دولار(الجزيرة نت)
 أبو عبيد: مؤسسة النقب أنجزت نحو 36 مشروعا تطوعيا بكلفة نصف مليون دولار(الجزيرة نت)

تواصل وصمود
وإلى جانب الفعاليات والمظاهرات التضامنية والجولات الميدانية للقرى المهددة بالهدم، توجت مؤسسة النقب للأرض والإنسان عشية ذكرى يوم الأرض وبالتنسيق مع الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني، مثلما أفاد المنسق الإعلامي للمؤسسة سلمان أبو عبيد بفعاليات معسكر التواصل الثامن مع النقب بإنجازها نحو 36 مشروعا تطوعيا بكلفة نصف مليون دولار.

وشارك بإنجازها الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني من المثلث والساحل والجليل الذين تجندوا بسواعدهم لتدعيم صمود أهالي النقب، والبقاء بأراضيهم ومنازلهم عبر تشييد عشرات المنازل وترميم المساجد والمدارس وصيانة المقابر وشق الطرقات ومد شبكات للمياه والري وزرع آلاف أشجار الزيتون بالأراضي المستهدفة للمصادرة والاستيطان.

وأشاد أبو عبيد بحديثه للجزيرة نت بمعسكر التواصل ومشاريع التطوع التي تساهم في تعزيز صمود السكان وثباتهم بالأرض بالذات في هذه المرحلة الحاسمة والأيام العصيبة بمعركة الأرض والمسكن، مبينا أن تدافع الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني وتلبيتهم لنداء أهالي النقب عشية إحياء فعاليات يوم الأرض يعزز من صمودهم ويرفع من معنوياتهم ويشحذ الهمم باستمرارهم في نضالهم بصراع الملكية على الأرض مع المؤسسة الإسرائيلية التي صعدت من مخطط التطهير العرقي ضد الفلسطينيين بالنقب.

المصدر : الجزيرة