غالبية الشعوب العربية مع رحيل الأسد

epa03041910 A female protester uses a shoe to hit a photo Syrian president Bashar al-Assad during a protest in front of the Syrian embassy in Amman, Jordan, 23 December 2011. According to media source, about 1,500 Syrians and Jordanians demonstrated in front of the Syrian embassy in Amman against the regime of Syrian President Bashar al-Assad. Some of the protesters flung their shoes at the building of the Syrian diplomatic mission in Amman's upscale Abdoun neighbourhood. The rally was arranged by the Jordanian Front for Supporting the Syrian People, a coalition of Muslim Brotherhood members, left-leaning and pan-Arab political parties and trade unionists. EPA/JAMAL NASRALLAH EPA/JAMAL NASRALLAH
undefined
المختار العبلاوي-الدوحة
 
أيدت غالبية الشعوب العربية بنسبة 77% تنحي الرئيس السوري بشار الأسد عن الحكم في استطلاع ميداني للرأي شمل 13 بلدا عربيا، أجراه وأعلن عن نتائجه اليوم الأربعاء بالعاصمة القطرية الدوحة المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.

وبحسب النتائج المعلنة، يرى أغلبية المستجوبين (77%) أنّه من "الأفضل لـسوريا اليوم أنْ يتنحّى الأسد عن السّلطة"، في مقابل معارضة 13% لهذه العبارة، في حين لم يعبّر 10% من المستجوبين عن رأيٍ، أو رفضوا الإجابة.

وأبرزت نتائج الاستطلاع -وهو جزء من استطلاع المؤشر العربيّ لعام 2012/2013 الذي ستنشر نتائجه قريبا- أن نسب المؤيِّدين لتنحي الأسد عن السّلطة تكاد تطابق نسب الذين أيّدوا الإطاحة بالرئيسيْن المُطاح بهما: المصري حسني مبارك والتّونسي زين العابدين بن علي، خلال نتائج المؤشِّر العربي لعام 2011.

وفي سعيه لرسم معالم الرأي العام العربي حول الأزمة السورية، تفرع الاستطلاع الميداني الذي قابل 19546 شخصا إلى ثلاثة أقسام رئيسية، أولها: تأييد تنحّي بشار الأسد عن السّلطة في سوريا أو معارضته، ثانيها: آراء المواطنين حول الحلّ الأمثل للأزمة السوريّة، ثالثها: توصيف الرّأي العامّ في المنطقة العربيّة لما يجري في سوريا.

وكشف الاستطلاع -الذي أجري خلال الفترة من يوليو/تموز 2012 إلى يناير/كانون الثاني 2013- أنّ أكثريّة المستجوبين في كلّ بلدٍ من البلدان المُستطلَعة -وهي مصر والكويت واليمن والسّعودية والمغرب وفلسطين والأردن والسّودان والجزائر- تؤيّد تنحّي الأسد عن السّلطة، باستثناء الرّأيّ العامّ اللبنانيّ الذي انقسم على نفسه ما بين 44% أيّدوا تنحّي الأسد و46% عارضوا ذلك.

في المقابل، كان الرأي العامّ في مصر والكويت واليمن والسّعودية والمغرب وفلسطين والأردن والسّودان والجزائر، شبه مجمعٍ على تأيّيد تنحّي الأسد، وأيد ذلك91% من المصريّين، و90% من الكويتيّين، و88% في السّعودية، و87% في اليمّن.

أفسح الاستطلاع المجال للرأي العام في المنطقة العربية لتقديم مقترحات حلول للأزمة السورية، من خلال الإجابة عن سؤال مفتوح دون خياراتٍ مسبقة، أفضى إلى ثلاثة اتجاهات

سؤال مفتوح
وبالإضافة إلى الموقف من الأزمة، أفسح الاستطلاع المجال للرأي العامّ في المنطقة العربيّة لتقديم مقترحات حلول للأزمّة السورية من خلال الإجابة عن سؤال مفتوح دون خياراتٍ مسبقة حول الموضوع، أفضى إلى ثلاثة اتجاهات.

فقد رأى 66% من المستجوبين أن حل الصراع الدائر في سوريا "يكمن في تغيير النظام السياسي الحاكم"، وبذلك "يعبر أصحاب هذا الاتجاه عن تأييدهم للثورة ومعارضتهم للنظام" بحسب نتائج الاستطلاع.

في المقابل، اقترح 3% من المستجوبين "القضاءَ على الثورة"، ويمثّل أصحاب هذا الاتجاه "المؤيّدون للنظام".

ويتوسط هذين الاتجاهين، فريق ثالث يدعو إلى حلّ الأزمّة السوريّة من خلال "عملية سياسية سلمية تشارك" فيها جميع القوى السياسّة شريطة أن يقوم النظام بإصلاحاتٍ جذرية، وهو ما عبر عنه نحو 10% من المستجوبين.

وبينما اقترح ما نسبته 1% من الرأي العامّ العربيّ عدم التدخل الخارجيّ لمساندة أي من طرفي الأزمة، لم يبد 19% من المستجوبين رأيًا أو لم يقدّموا اقتراحات لحل الأزمة السورية.

توصيف الأزمة
وخلال استكشافه لرؤية الرأي العام العربي للأحداث الدائرة في سوريا، عرض الاستطلاع على مستجوبين الاختيار بين عبارتين: الأولى، "إنّ ما يجري في سوريا اليوم هو ثورة شعبٍ ضد النّظام"، والثانية، "إنّ ما يجري في سوريا اليوم هو مؤامرةٌ خارجيّةٌ" تستهدفها.

ورأى 62% من المستجوبين أن ما يجري في سوريا اليوم هو "ثورة شعبٍ ضدّ النّظام"، فيما وصف 27% الأحداث الدائرة هناك بأنها "مؤامرة خارجيّة".

المصري: الاستطلاع أبرز أن تغيير النظام السوري هو الحل للأزمة السورية (الجزيرة نت)
المصري: الاستطلاع أبرز أن تغيير النظام السوري هو الحل للأزمة السورية (الجزيرة نت)

وفي الوقت الذي اعتبر فيه أقلّ من 1% من المستجوبين أن ما يجري في سوريا هو ثورة شعبٍ ومؤامرةٌ خارجيّةٌ على سورية في آنٍ واحدٍ، كانت نسبة الذين لم يُبدوا رأيًا في المسألة -أو رفضوا الإجابة- 11%.

وفي تفصيل توصيف الأزمة السورية، أوضح الاستطلاع أن الرّأي العامّ في كلّ من الجزائر والعراق، انقسم  بين من يصِف ما يجري في سوريا بأنّه "ثورة شعبٍ ضدّ النّظام"، وبين من يصِفه بأنّه "مؤامرةٌ خارجيّةٌ".

وأضافت النتائج التي حصلت الجزيرة نت على نسخة منها، أنه على النّقيض من بقيّة الرأي العام في العالم العربيّ، فإنّ أكثريّة اللّبنانيّين (وبنسبة 61%)، أكّدت على أنّ ما يجري في سوريا هو مؤامرةٌ خارجيّةٌ، في مقابل 34% انحازوا إلى توصيف الوضع الحاليّ هناك بأنّه ثورة شعبٍ ضدّ النّظام.

وفي تعليقه على الموضوع، قال محمد المصري منسق قياس مشروع استطلاع الرأي العام العربي بالمركز المذكور -وهو مؤسسة بحثية عربية للعلوم الاجتماعية والقضايا الجيوستراتيجية- إن الاستطلاع أبرز أن تغيير النظام السوري -الذي يحظى بنسبة تأييد قليلة في العالم العربي- هو الحل للأزمة السورية.

وأضاف في تصريح خاص للجزيرة نت أن نسبة الثقة في الاستطلاع تبلغ 97% وأن هامش الخطأ ضئيل جدا، وبالتالي فهو "ممثل للرأي العام في المجتمعات التي أجرى بها (13 دولة)، والتي تمثل 97% من مجموع سكان العالم العربي".

المصدر : الجزيرة