منظمات ألمانية: وضع حقوقي كارثي بإثيوبيا

احتجاجات المسلمين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا
undefined

خالد شمت-برلين 

حثت منظمات حقوقية وثقافية بألمانيا رئيس البلاد يواخيم جاوك على استغلال زيارة رسمية بدأها الأحد لإثيوبيا وتستغرق أربعة أيام للحديث مع المسؤولين الإثيوبيين عن تردي الأوضاع الحقوقية والتضييق على الحريات الدينية للمسلمين في بلادهم.

ووصفت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة -في رسالة وجهتها إلى جاوك- أوضاع حقوق الإنسان في إثيوبيا بالكارثية، وقالت في الرسالة التي تلقت الجزيرة نت نسخة منها إن الإجراءات القمعية المستمرة للسلطات الإثيوبية استهدفت إسكات أصوات المنظمات غير الحكومية والنشطاء الحقوقيين والصحفيين المستقلين.

وأشارت إلى أن المئات من المعتقلين السياسيين يقبعون في السجون الإثيوبية من دون محاكمات أو إجراءات قانونية، ونوهت إلى أن حكومة أديس أبابا تدخلت في الشؤون الخاصة للمسلمين ومارست تضييقا عليهم في الحريات الدينية.

وأوضحت المنظمة الحقوقية الألمانية أن "السلطات الإثيوبية أصدرت منذ انتخابات عام 2005 عددا من القوانين القمعية التي أجهزت على عمل عشرات المنظمات الحقوقية والإنسانية، وكتمت أنفاس المعارضين السياسيين والصحفيين المستقلين والمنظمات غير الحكومية".

وأشارت إلى أن قانونا صدر عام 2009 فرض قيودا مشددة على التسجيل الرسمي للمنظمات غير الحكومية وألزم كل جهة أجنبية تعمل في البلاد بعدم تجاوز الأموال القادمة لها من الخارج نسبة 10% من ميزانيتها، وبعدم استخدام أكثر من 30% من أموالها في أنشطتها الإدارية، وهو ما دفع المجلس الإثيوبي لحقوق الإنسان للتخلي عن 75% من العاملين لديه.

‪يواخيم جاوك بدأ أمس زيارة رسمية لإثيوبيا‬ (الأوروبية)
‪يواخيم جاوك بدأ أمس زيارة رسمية لإثيوبيا‬ (الأوروبية)

اعتقالات ونهب أراض
ودعت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة الرئيس جاوك للتدخل عند مضيفيه الإثيوبيين لتسهيل عمل المنظمات الحقوقية وغير الحكومية ببلدهم، وإطلاق سراح مئات المعتقلين السياسيين.

وبحسب المنظمة فإن هؤلاء المعتقلين هم من المثقفين والسياسيين المعارضين والطلاب و الفلاحين وأبناء المجموعات الإثنية كالأورومو.

وطالبت المنظمة الرئيس الألماني بالحديث مع المسؤولين الإثيوبيين عن نهب سلطاتهم مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية بغربي البلاد، وأوضحت أن هذه الأراضي ملك لإثنية الأنواك البالغة 60 ألف نسمة وتعد من سكان إثيوبيا الأوائل، ولصغار المزارعين الأورومو. وأشارت إلى أن استيلاء الحكومة الإثيوبية على هذه الأراضي الزراعية لمنحها لمستثمرين أجانب بسعر منخفض ستترتب عليه عمليات ترحيل قسرية لمالكيها وتهديدهم في مصدر قوتهم الوحيد.

ومن جانب آخر وجهت جمعية الكتاب والمثقفين الألمان (بي أي أن) والجمعية الحقوقية الإثيوبية رسالة مشتركة إلى يواخيم جاوك دعتاه فيها لانتقاد ما وصفتاه القمع المتواصل منذ عقود بإثيوبيا، واعتبرتا أن "غياب الديمقراطية والمؤسسات القانونية زاد من الملاحقات خاصة للمنظمات غير الحكومية والصحفيين المستقلين وحوّل إثيوبيا لواحدة من أكثر الدول التي يفر منها الصحفيون بسبب القمع".

وأشارت رسالة الجمعيتين إلى أن السلطات الإثيوبية رغم توقيعها على اتفاقية أممية لمنع التعذيب ما زالت تمارس أنواعا مختلفة من التعذيب على الصحفيين والسياسيين المعارضين.

المصدر : الجزيرة