تأهب باليمن لمؤتمر الحوار الوطني

إجراءات أمنية مشددة قبل انطلاق أعمال المؤتمر الوطني باليمن
undefined

شددت سلطات الأمن في اليمن إجراءاتها الأمنية، وحشدت نحو خمسين ألف جندي لحماية مقار مؤتمر الحوار الوطني الذي تنطلق أعماله اليوم الاثنين، ويعول عليه لإخراج البلاد من أزماتها الحالية. وعشية انعقاد المؤتمر، تظاهر الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي ضد الحوار الذي قالوا إنه لا يمثل مطالبهم، وأبرزها انفصال الجنوب.

وينظر اليمنيون إلى هذا المؤتمر -الذي يعقد في العاصمة صنعاء- بوصفه الفرصة الأخيرة لإنقاذ اليمن من أي احتمالات للفوضى والتفكك والصراع المسلح.

ويشارك في المؤتمر 565 شخصية يمنية يمثلون مكونات سياسية واجتماعية مختلفة، ويناقش عددا من القضايا الكبرى، أبرزها قضية الجنوب. في ظل ارتفاع الدعوات المطالبة بالانفصال، فضلا عن قضية صعدة والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وبناء الدولة والحكم الرشيد، وأسس بناء الجيش والقوى الأمنية، وتشكيل لجنة لصياغة الدستور.

مظاهرات
وعشية انعقاد المؤتمر، تظاهر الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي مساء الأحد في عدن (جنوب) ضد الحوار الذي يهدف إلى وضع دستور جديد للبلاد قبل تنظيم انتخابات عامة.

ورفع المتظاهرون -الذين جاءوا من كافة أرجاء جنوب اليمن- أعلام جمهورية الجنوب سابقا التي كانت دولة مستقلة قبل أن تتوحد مع الشمال في 1990، ولافتات كتبت عليها شعارات تقول "الحرية والاستقلال لا تفاوض لا حوار.. نحن أصحاب القرار"، و"لا حوار مع الاحتلال"، و"القرار قرارنا والاستقلال خيارنا".

وقال الناشط في الحراك الجنوبي خالد الجنيدي إن "هذه الحشود بعشرات الآلاف جاءت للتعبير عن رفضهم لحوار صنعاء لأنه لا يعنينا، فهو حوار شمالي/شمالي، والجنوبيون المشاركون في الحوار لا يمثلون إلا أنفسهم، وهذا الشعب هو صاحب القرار".

‪أنصار الحراك الجنوبي تظاهروا‬  (الجزيرة نت)
‪أنصار الحراك الجنوبي تظاهروا‬ (الجزيرة نت)

وقال شهود عيان إن المئات من أنصار الحراك الجنوبي -بينهم رئيس المجلس الأعلى للحراك حسن باعوم- تمكنوا من دخول ساحة العروض التي أعلنت السلطات منع أنصار الحراك من الاحتفال فيها.

وذكر الشهود أن أنصار الحراك الموجودين في ساحة العروض "سيرابطون في الساحة، وسينفذون فعالية كبرى صباح الاثنين موعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني".

وقال مصدر أمني في عدن إن قوات الأمن المنتشرة في محيط ساحة العروض انسحبوا من المكان، وتم توزيعهم على محيط المقرات الأمنية والبعثات الدبلوماسية لحمايتها. وأكد المصدر أن الانسحاب جاء بعد اتفاق بين ممثلين للحراك الجنوبي ومسؤولين في الأمن.

وفي حضرموت، تظاهر الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في مدينة المكلا للتعبير عن رفضهم للحوار الوطني في صنعاء، وقال ناشطون إن المتظاهرين تجمعوا في ساحة كورنيش خور المكلا رافعين أعلاما معادية للوحدة ولافتات رافضة للحوار الوطني.

وأضافوا أن القيادي في الحراك أحمد بامعلم ألقى كلمة هاجم فيها الجنوبيين المشاركين في الحوار، واصفا اياهم "بالمتآمرين على قضيتهم".

المشاركون والمقاطعة
ومن أبرز الفصائل المشاركة "المجلس الوطني لشعب الجنوب" الذي يقوده أحمد بن فريد الصريمة ومحمد علي أحمد، وهما قياديان عادا من المنفى في الأشهر الماضية. كما يشارك أيضا تيار المستقلين الجنوبيين بقيادة عبد الله الأصنج المقيم في المنفى بالسعودية.

أما أبرز التيارات الجنوبية المقاطعة، فهي التيار الذي يتزعمه القيادي الجنوبي الأبرز في الداخل اليمني حسن باعوم، وهو رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي الذي يعتبر أكبر فصيل في الحراك.

وفي الخارج يقاطع الحوار نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي شارك في قيادة الحركة الانفصالية عام 1994، ويعتبر نفسه "رئيسا شرعيا" لـ"دولة جنوب اليمن". إضافة إلى رئيس المجلس الوطني لأبناء الجنوب حيدر أبو بكر العطاس وهو مقيم في المنفى بالإمارات.

وقال الناشط زيد السلامي المشارك في الحوار عن الشباب المستقلين "نحن نحمل قضية سياسية عادلة منذ 2007، والحوار الوطني يوفر فرصة لنطرح قضيتنا بكل أبعادها، بما يسمح لشعب الجنوب بتقرير المصير باستفتاء شعبي وإشراف أممي".

واعتبر السلامي أن "المقاطعة دون أي مبرر تفقد هذه الجهات مصداقيتها أمام الشعب، وتظهر عدم قراءة هذه الجهات للوضع الإقليمي والدولي تجاه قضية الجنوب واليمن عموما، لكون اليمن حاليا تحت الوصاية الدولية".

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أصدر السبت أمرا بتشكيل هيئة الحوار المؤلفة من 565 مندوبا يمثلون سائر أطياف المجتمع اليمني.

المصدر : الجزيرة + وكالات